سورية

وزير بحكومة الظل ونواب ألمان يتحدثون عن «النفاق السياسي» ويطالبون بوقف فوري لتوريد الأسلحة إلى قطر والسعودية وتركيا

| وكالات 

بعد أن انتشى المسؤولون في عش «دواننغ سترتيت» (مقر رئاسة الوزراء البريطانية) بموافقة مجلس العموم على توسيع مهمة الطائرات البريطانية لضرب تنظيم داعش الإرهابي لتشمل سورية إلى جانب العراق، حذر وزير في حكومة الظل العمالية من أن القصف البريطاني على التنظيم في سورية سيؤدي إلى جيل جديد من المتطرفين.
في المقابل، أفادت تسريبات بأن ألمانيا، التي انضمت مؤخراً إلى التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، لا تنوي تزويد تركيا سوى بمعلومات استخباراتية محدودة بشأن سورية والعراق خوفاً من لعبة أنقرة المزدوجة حيال داعش، وذلك وسط تصاعد أصوات داخل البرلمان الألماني، تطالب بالضغط على أنقرة من أجل إنهاء «لعبتها القذرة» في سورية عوضاً عن قصف داعش في هذا البلد.
وحذر وزير الخزانة في حكومة الظل العمالية في بريطانيا جون ماكدونيل من أن موافقة مجلس العموم على قصف داعش في سورية قد يوجد جيلاً جديداً من المتطرفين العازمين على شن هجمات مماثلة لما حدث في باريس، ووصف القرار «بالخطوة المشينة إلى الوراء».
وقال ماكدونيل، وفقاً لموقع «روسيا اليوم»: إن الغارات الجوية التي بدأت هذا الأسبوع ستؤدي إلى خسائر في الأرواح، ويمكن أن تجعل بريطانيا أقل أماناً.
وفي مؤشر إلى تفاقم حدة الخلاف داخل حكومة الظل وحزب العمال البريطاني بشأن المشاركة في قصف داعش في سورية، كرر ماكدونيل تصريحاته حول خطاب وزير الخارجية في حكومة الظل هيلاري بن، الذي دعا النواب إلى التصويت لضرب داعش في سورية، محذراً من أن أرقى الخطب يمكن أن تؤدي إلى أعظم الأخطاء.
في غضون ذلك، ذكرت مجلة «دير شبيغل» الألمانية أن الحكومة الألمانية لا تزال تبحث في إمكانية إرسال طائرات استطلاع «تورنادو» إلى قاعدة «إنجرليك» التركية، لكنها أشارت إلى أن «برلين لا تنظر إلى أنقرة بعين الثقة، ولا تنوي تزويدها بكل ما لديها من المعلومات الاستخباراتية، خوفاً من أن تستغل أنقرة هذه المعلومات لشن غارات على مواقع المقاتلين الأكراد».
ومطلع الأسبوع الجاري، وافق البرلمان الألماني على إرسال أكثر من ألف جندي لمواجهة داعش، في مهمة ستستغرق حتى أواخر العام المقبل وتبلغ تكاليفها نحو 134 مليون يورو.
وعزت المجلة، بحسب وكالة أنباء «الشرق الأوسط» المصرية، حذر الحكومة الألمانية إلى «اللعبة المزدوجة» التي تلعبها تركيا في مواجهة داعش. وأضافت: «لقد قدمت أنقرة للائتلاف ثماني مقاتلات من طراز «إف 16» وهي تشارك أحياناً في الغارات الجوية على داعش. لكن تركيا في الوقت نفسه تستهدف المقاتلين الأكراد، الشركاء للولايات المتحدة الذين يحاربون الإسلاميين على الأرض في شمال العراق وسورية». وقالت المجلة: إن الجيش الألماني سيحرص على عدم استخدام طائرات «تورنادو» الألمانية في مهمات تنفذ على الأطراف الجنوبية لتركيا، الأمر الذي سيسمح بمنع جمع معلومات عن مواقع الأكراد، في إشارة على ما يبدو إلى «وحدات حماية الشعب»، ذات الأغلبية الكردية، التي تتبع لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سورية.
بدورها، طالبت نائب في البرلمان الألماني سارة فاغناخت، من يريد محاربة تنظيم داعش بأن يقطع التمويلات ويوقف تدفق الأسلحة والمقاتلين الجدد لهذا التنظيم.
وفي كلمة أمام البرلمان، وجهت فاغناخت، بحسب موقع «روسيا اليوم»، دعوة إلى الحكومة الألمانية، قائلةً: «من يرد محاربة داعش يجب أن تكون لديه الشجاعة لوضع حد لأعمال حلفائه، تركيا والسعودية، عرابي وممولي الجماعات الإرهابية». واعتبرت، أنه من الفظيع أن تتواصل عمليات التهريب حتى يومنا هذا عبر الحدود التركية، مشيرةً إلى أن زهاء 100 مقاتل جديد ينظمون كل ليلة إلى داعش عبر هذه الحدود.
وأكدت أنه بدلاً من أن تشارك ألمانيا في قصف سورية، كان من الأجدر حث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على إنهاء «لعبته القذرة». وقالت: «بالمناسبة هذا هو أردوغان الذي قصف الجماعات الكردية التي تقاتل هناك، ناهيك عن وجود أسلحة ألمانية، هذه فضيحة، إنه النفاق السياسي بعينه».
وشددت فاغناخت على ضرورة وقف توريد الأسلحة لداعش من السعودية وقطر، واقترحت على البرلمان «وقفاً فورياً» لتصدير الأسلحة الألمانية إلى السعودية وقطر وتركيا ومناطق الحرب، مؤكدةً في السياق أن من يرفض التصويت لمصلحة هذا القرار لا ينبغ له أبداً أن يقول مرة أخرى إنه يريد مكافحة الإرهاب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن