الأولى

بعد «التحذير» من توغل عسكري لجيش الاحتلال التركي شمال حلب … خطوط التماس على حالها والنظام التركي يضغط إعلامياً ونفسياً على «قسد»

| حلب - خالد زنكلو

استعان النظام التركي بالحرب الإعلامية والنفسية سبيلاً للنيل من معنويات ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد»، وذلك عبر التلويح بالبدء بشن عمل عسكري في مناطق هيمنتها شمال وشمال شرق حلب.

ومضى ليل أول من أمس من دون تغيير في الخريطة العسكرية لخطوط تماس ريف شمال وشمال شرق حلب بعد استقدام جيش الاحتلال التركي أرتالاً عسكرية، بالتزامن مع تحذيرات للأهالي في المناطق الحدودية المحاذية لجرابلس بشن هجوم عسكري نحو مناطق «قسد».

مصادر محلية في مدينة جرابلس، الواقعة تحت سيطرة الاحتلال التركي ومرتزقته التي يسميها «الجيش الوطني»، قالت لـ«الوطن»: إن الأمور سارت بهدوء أمس على طرفي الحدود وفي مناطق خطوط التماس التي تفصلها عن مناطق نفوذ «قسد»، إثر مخاوف في الليلة السابقة من بدء عدوان جديد لجيش الاحتلال التركي باتجاه محور شيوخ فوقاني، الذي شهد تصعيداً عسكرياً أول من أمس وتبادلاً لإطلاق النار بين الطرفين.

وأوضحت المصادر، أن الهدف من القلقلة التي أحدثها النظام التركي لم تكن سوى «هجوماً إعلامياً» في إطار الحرب النفسية هللت له تنسيقيات ووسائل إعلام «المعارضة» ومواقع التواصل الاجتماعي التابعة لها، وذلك إثر بث مكبرات صوت مساجد قرية قرقميش التركية، التابعة لمدينة غازي عنتاب وتقع مقابل جرابلس، نداءات دعت المدنيين للبقاء في منازلهم لدى دخول تعزيزات جيش الاحتلال التركي الحدود إلى داخل الأراضي السورية، في وقت أوقف فيه جيش الاحتلال مبيت عناصره وضباطه، وأبلغ الكوادر الطبية داخل المشافي التركية وفي مشافي مدن ريف حلب المحتلة بالاستنفار.

وبينت المصادر، أن التصعيد العسكري غير المسبوق الذي افتعله جيش الاحتلال التركي الثلاثاء على طول جبهات القتال بدءاً من منبج وعين العرب بريف حلب الشمالي الشرقي وتل رفعت بريف المحافظة الشمالي وصولاً إلى عين عيسى شمال الرقة وتل تمر شمال الحسكة فالمالكية والدرباسية شمالاً، عزز المخاوف بشأن شن عدوان عسكري جديد باتجاه الأراضي السورية الواقعة تحت هيمنة «قسد»، وهو أمر مرفوض روسياً وإيرانياً وجرى إبلاغ رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان به أخيراً في قمتي «طهران» و«سوتشي».

وحسم وزير داخلية النظام التركي سليمان صويلو الأمر بالقول في تصريح للصحفيين: إنه «لا عملية في سورية، سيكون هناك تحذير صغير»، مشيراً إلى أن إعلان المساجد «تجاوز الغرض منه»، وانتقد الموظفين الأتراك بقوله «تعليماتي للمسؤولين العموميين في هذا النوع من العمل هو التزام الهدوء».

وسبق لنظام أردوغان أن مارس حرباً نفسية، في اتجاهات عديدة، بعد إعلانه في 23 أيار الماضي نيته اقتطاع جزء من الأراضي السورية الحدودية لإقامة ما سماه «المنطقة الآمنة» المزعومة بعمق 30 كيلو متراً، كتكتيك في دعايته للحرب بغية ترهيب وتضليل القوات العسكرية التي سيواجهها جيش احتلاله «وتبديل قيم وسلوكيات الرأي العام لإضعاف روحه المعنوية، مستغلاً فترة الاضطرابات الجيوسياسية التي أشعلتها وغذتها الحرب الأوكرانية»، وفق قول خبراء في الحرب النفسية لـ«الوطن».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن