سورية

تركيا تتجه إلى أميركا للتهدئة مع موسكو خوفاً من الانتقام.. وفنلندا تتوسط بين الطرفين … أردوغان يحذر إيران: «ستدفعون ثمناً باهظاً».. وطهران ترد: الاستمرار بدعم الإرهاب سيؤدي لاستفحال مشاكل الدول التي تواصل هذه السياسات

| وكالات 

في الوقت الذي رد فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على الاتهامات الإيرانية له بدعم الإرهاب والمتاجرة بالنفط المسروق مع عائلته بالقول: «ستدفعون ثمناً باهظاً إذا استمر الوضع على هذا النحو»، أكد موقع ويكيلكس الإلكتروني أن أردوغان أعطى بنفسه الأوامر بإسقاط القاذفة الروسية، وسط تقارير صحفية أميركية تحدثت عن توجه أنقرة إلى واشنطن لتهدئة الأمور مع موسكو، خوفاً من الانتقام الروسي مستقبلا، ورسائل نقلها الرئيس الفنلندي بين الجانبين بهدف التهدئة.
وذكر الرئيس الفنلندي ساولي نينيستو أنه ساعد في نقل رسائل بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين بعد حادثة إسقاط الطائرة الروسية من قبل تركيا يوم 24 تشرين الثاني الماضي في الأجواء السورية، وذلك في تصريحات لإذاعة (يلي) الفنلندية، بحسب وكالة «سبوتنيك» الروسية.
وأكد نينيستو على الدور المحتمل للاتحاد الأوروبي كوسيط للسلام، معرباً عن أمله في تزايد أهمية الاتحاد فيما يتعلق بالعلاقات الدولية.
في الأثناء أكد موقع «ويكيليكس» الإلكتروني، أن الرئيس التركي أعطى شخصياً الأوامر بقصف قاذفة روسية فوق الأراضي السورية، قبل الحادثة بفترة طويلة، بحيث كان يجب أن تتم في بداية شهر تشرين الأول الماضي، وذلك عند بدء العملية العسكرية الروسية ضد تنظيم داعش الإرهابي في سورية.
ونقل «ويكيليكس» هذه المعلومات، بحسب الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»، عن فؤاد عوني، وهو الاسم المستعار في تركيا لمصدر مؤثر جداً يطلق عليه محلياً بـ«جوليان أسانج التركي»، مؤسس الموقع المعروف.
وكان عوني قد كشف مراراً عن خطط الرئيس التركي، وأفاد أن من مصلحة الأخير جعل تركيا على حافة الحرب مع روسيا، كونه واثقاً بأنه سيلقى تأييداً من حلف الناتو ومجموعة العشرين بأية حال.
على خط مواز أفاد مراسل LifeNews من العاصمة التركية، بأن أنقرة تراقب عن كثب منشورات عوني على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» لأن المعلومات التي تملكها عادة ما يتم تأكيدها وإثباتها لدرجة أنها تعتبر مصدراً مشهوراً ودائما لجميع وسائل الإعلام المحلية وللمواطنين العاديين الذين يرغبون بمعرفة الحقيقة، حتى وإن كانت مرة عن الرئيس التركي أردوغان، الذي يصفه عوني نفسه بـ«الملحد».
من جهة ثانية انتقد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في كلمة بثها تلفزيون «ان تي في» بحسب وكالة الأنباء الفرنسية، صورا لمقاتل روسي يحمل منصة صواريخ على كتفه في وضعية الإطلاق أثناء مروره في مضيق البوسفور التركي على متن سفينة روسية تدعى «قيصر كونيكوف» التابعة لأسطول البحرية الروسية في البحر الأسود، حيث وصفه هذا المشهد بأنه «استفزاز».
وبدورها أعلنت وزارة الخارجية التركية أنها تعتزم الالتزام بدقة باتفاقية مونترو الخاصة بعبور السفن للمضايق التركية ونفت الأنباء حول إغلاق مضائقها أمام السفن الروسية.
وأكد مولود أوغلو أن «تركيا ستستمر كما في السابق قدما بتطبيق اتفاقية مونترو بشكل نزيه وشفاف ودائم». وقال: إنه «من المهم أن تتجنب كافة الأطراف المعنية محاولات خرق أو استغلال نظام مونترو لمصلحتها».
يذكر أن هذه الاتفاقية كانت قد اتخذت عام 1936 حيث إنها تنظم مرور السفن في مضيقي البوسفور والدردنيل في بحر مرمرة، وتنص الاتفاقية على حق تركيا إغلاق مرور سفن تلك الدول التي تكون في حالة حرب معها.
وتعليقا على توقيع الرئيس الروسي على مرسوم بتطبيق عقوبات اقتصادية خاصة إزاء تركيا قال جاووش أوغلو: « لقد احتل الاقتصاد والتجارة مكانة خاصة في علاقاتنا الثنائية، ونعتبر من الخطأ اتخاذ الحادث المحزن ذريعة لإلحاق الضرر بعلاقاتنا التي اكتسبت خلال سنوات طويلة من الجهود أساساً متيناً وراسخاً».
من جانبها كشفت مجلة «نيوزويك» الأميركية: عن «أنه ورغم الموقف الدفاعي الذي تبنته تركيا عقب إسقاطها القاذفة الروسية في الأجواء السورية، إلا أنها اتجهت إلى الولايات المتحدة لتهدئة الأمور مع موسكو بعدما اتخذ بوتين عدد من الإجراءات العقابية ضد أنقرة».
ولفتت المجلة إلى أنه وعلى الرغم من أن الرئيس الأميركي باراك أوباما أكد دعم بلاده لتركيا، قال مسؤول أميركي رفض الكشف عن هويته وفقاً لقواعد الإدارة، بحسب موقع «اليوم السابع» الإلكتروني المصري: «إن إسقاط الطائرة قد زاد من مخاوف تركيا بشأن الانتقام الروسي في المستقبل، ولذلك يتطلعون إلى الأميركيين لتهدئة الأمور».
وأردفت المجلة الأميركية بأنه طالما تدعم روسيا عسكرياً الدولة السورية، فلا يوجد فرصة كبيرة بأن تسقط، كما أن الطريقة الوحيدة التي يمكن أن يكون لأردوغان رأي في مستقبل سورية هي تأمين مكان على طاولة المفاوضات.
وبالرغم من ذلك يقول الخبير في الشأن التركي بمعهد واشنطن سونر كاجابتاي: «إن مقعد تركيا على الطاولة لن يصبح مؤمناً ما لم يستطع وكلاؤها الحفاظ على قبضتهم على الأراضي التي يسيطرون عليها في شمال غرب سورية. ومنذ إسقاط الطائرة صعدت روسيا من ضرباتها الجوية ضد التنظيمات الإرهابية في سورية، وقال الخبير: «إن بوتين يحلم الآن بإخراج هؤلاء الإرهابيين من هذا البلد، وهو السيناريو الذي سيعني هزيمة سياسة أنقرة هناك».
من جهته قال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية تانجو بيلغيتش في بيان: إن الرئيس التركي حذر الخميس نظيره الإيراني حسن روحاني في شأن تقارير في وسائل إعلام إيرانية تتهم أردوغان وأسرته بالتورط في عمليات تجارة النفط مع تنظيم داعش، حسب «روسيا اليوم». وقال أردوغان: إنه تحادث هاتفياً مع روحاني وأبلغه «ستدفعون ثمناً باهظاً إذا استمر الوضع على هذا النحو». وأكد بيلغيتش حصول المكالمة الهاتفية بين الرئيسين. ورداً على أردوغان، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية حسين جابر أنصاري: إن «استمرار السياسات والمواقف التي تسهم في دعم الإرهاب في سورية والعراق ستؤدي إلى تفاقم الأزمة في المنطقة واستفحال مشاكل الدول التي تواصل مثل هذه السياسات».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن