رياضة

في النهائي الرابع والخمسين لكأس الجمهورية بكرة القدم … ركلات الترجيح أهدت اللقب العاشر لأهلي حلب والوثبة ترفع له القبعات

| ناصر النجار

ابتسمت ركلات الترجيح لفريق أهلي حلب فعانق لقب كأس الجمهورية للمرة العاشرة بعد غياب عن التتويج إحدى عشرة سنة، وهذا هو النهائي الثاني الذي يجمعه مع الوثبة وفي كليهما فاز.

ولم يكن الفائز هو الأفضل لكنها كرة القدم التي لا تعترف بالعدالة والحسابات الرياضية، وعلى طول المباراة كان الوثبة أفضل ولو بشكل نسبي وهو لا يستحق الخسارة قياساً على ما قدمه من أداء وعلى نسبة السيطرة والفرص المتاحة.

المباراة بشكل عام دون الوسط فنياً غلبها الحماس وعابها سوء التقدير والتركيز وسارت برتم واحد في الشوطين دون أي تغيير ولم نشهد التدخل الإيجابي للمدربين الذي يحسم المباراة ويقلب الموازين، واستمر الأداء على الوتيرة ذاتها في الوقتين الإضافيين، وتميز لاعبو الفريقين بالقوة والسرعة واللياقة العالية فلم يظهر التعب عليهم رغم الدقائق الطويلة التي استهلكتها المباراة، وتميز الفريقان بالدفاع الصلب فلم يقع المدافعون بالأخطاء القاتلة ولم يستطع المهاجمون فتح الثغرات وصولاً إلى الشباك، وعاب الفريقين عدم طرق المرميين فكانت ترجمة الفرص ركيكة إما لاستعجال اللاعبين في طرق المرمى، أو لرعونة المهاجمين الذين فقدوا الحيلة في مربع العمليات.

وتميز الوثبة في وسط الملعب حيث ملأ لاعبوه كل المساحات ما أعطاهم الأفضلية في قيادة المباراة أغلب الوقت، ولم يستثمر الفريقان أياً من الهجمات المرتدة ورغم خطورة بعضها إلا أنها ضاعت للرعونة والاستعجال.

أيضاً لم يستغل الفريقان الركلات الثابتة فكان التنفيذ كلاسيكياً ولم تشكل هذه الركلات أي خطورة في المباراة.

المباراة كما ذكرنا كانت دون الوسط فنياً وقوية بدنياً ولم يملك المدربان الحلول الجيدة في الشوط الثاني لقلب المباراة أو حسم نتيجتها، ولعل العامل الدفاعي كان مسيطراً على ذهن اللاعبين خشية هدف مفاجئ ينهي المباراة، من هنا نعتقد أن المرحلة القادمة تحتاج الكثير من العمل على الصعيد الفني والتكتيكي، والمشكلة في العقم الهجومي قديمة وليست وليدة الساعة، لكن المشكلة الجديدة تكمن في كيفية صناعة الفرصة وأسلوب اللعب العقيم، وللأسف دأب الفريقان على لعب الكرات الطويلة ولم نر الكرات القصيرة ولم نشهد أحداً من الفريقين قادراً على رسم هجمة واحدة دون أن تقطع في التمريرة الثانية أو الثالثة على أبعد تقدير، وإذا كان هذا حال فريقين سيدخلان الدوري من باب المنافسة على اللقب فكيف سيكون حال بقية الفرق؟

على العموم قدم الفريقان نفسيهما بشكل متوسط قبل انطلاق الدوري الممتاز بعد أسبوعين وأمام المدربين فرصة كافية لإصلاح ما بدر من لاعبيهما من أخطاء ليدخلا الدوري بأجمل صورة.

مباراة نموذجية

على الجانب الآخر فقد شهدنا مباراة عالية المستوى على صعيد التحكيم وكان طاقم المباراة بقيادة الدولي فراس الطويل في أحسن حالاته ولم تسجل على القرارات التحكيمية أي ملاحظات والكلام نفسه ينطبق على حكمي الراية اللذين رفعا رايتيهما بالوقت المناسب.

ولا بد من الإشادة بلاعبي الفريقين وطواقمهما الذين قدموا مباراة مثالية من ناحية الانضباط فلم نشهد تلك الاعتراضات على التحكيم والاحتجاج بلا مبرر فسارت المباراة بشكل حسن دون منغصات أو متاعب وهذا يحسب للفريقين ونتمنى استمرار هذا السلوك الحسن في الدوري وكل المباريات.

ولأن الأجواء منضبطة داخل أرض الملعب فإن الجماهير ترفع لها القبعات التي شجعت فريقها بأفضل صورة من التشجيع وابتعدت عن كل مظاهر الشغب والشطط وخرج الجمهور الفائز فرحاً بفوز فريقه والجمهور الخاسر فرحاً بأداء فريقه، مع الإشارة إلى بعض الشتائم التي طالت الحكم في بداية الشوط الأول ولم تتكرر.

ولا بد من شكر اتحاد كرة القدم على حسن التنظيم ونتمنى سريان الإجراءات المتخذة بالنهائي على كل مباريات الدوري، وتبين أن فكرة المنسق الإعلامي فكرة جيدة تم تنفيذها بطريقة مناسبة، وعلينا الاستمرار بمثل هذا التنظيم وتطويره، مع إفساح المجال لعقد مؤتمرات صحفية بعد كل مباراة كما كان معمولاً به في السابق.

دماء جديدة

الفريقان ضما في صفوفها خيرة لاعبي الكرة السورية، لكن الملاحظ أن متوسط أعمار اللاعبين كانت كبيرة، وبغض النظر عن المستوى الذي قدمه لاعبو الفريقين المخضرمين فإن هذه الحالة غير صحية وخصوصاً أن هؤلاء اللاعبين هم الميزان والثقل في الفريقين، ومن يستمر في اللعب اليوم فقد لا نراه في الملاعب بالموسم القادم، وضمن هذه الصورة علينا أن نسأل دائماً: أين الدماء الجديدة، وإلى متى ستبقى كرتنا هرمة؟

وهذه الحالة يجب أن تجد لها الأندية الحلول من خلال زج المواهب الشابة بالدوري في المباريات لتأخذ فرصتها ولتكون مؤهلة لتأخذ مكان اللاعبين الذين قاربوا على الاعتزال.

على صعيد المحترفين الأجانب فقد شارك في المباراة ثلاثة منهم واحد في الوثبة البرازيلي جاجا وكان له دور كبير في المباراة رغم عمره الكبير (38 سنة) وخبرته منحت الوثبة الأفضلية في الكثير من أوقات الشوط الثاني والشوطين الإضافيين، وفي فريق أهلي حلب كان المدافع أدجي جيداً أما المهاجم أوكيكي فلم يظهر بمستوى المحترف المطلوب الذي يحقق إضافة للفريق.

بطاقة وكواليس المباراة

| دمشق- شادي علوش

الفريقان: أهلي حلب- الوثبة

الملعب: تشرين بدمشق

النتيجة: صفر/صفر وفوز أهلي حلب ٣/٤ بضربات الترجيح.

سجل للأهلي: حسين جويد- مصطفى تتان- محمد ريحانية- عبد الرزاق الحسين وأضاع يوسف الحموي.

سجل للوثبة: جاجا- معتصم شوفان- وائل الرفاعي وأضاع علي الصارم ومحمد كروما.

الحكام: فراس الطويل- عبد الله كنعان- أمجد خليل- حنا حطاب.

مراقب حكام: خضر حاج خضر، والمراقب الإداري: موفق فتح الله، والمنسق العام: جمال عثمان

منسق إعلامي: عماد الأميري.

الإنذارات: فواز بوادقجي ومحمد ريحانية «الأهلي».

سعيد برو وإبراهيم العبد الله «الوثبة».

مثل الأهلي: شاهر الشاكر- يوسف الحموي- أدجي- أحمد الشمالي- حسين جويد- محمد ريحانية- فواز بوادقجي (مصطفى تتان)- زكريا حنان (محمد كامل كواية)- أحمد الأشقر (محمد الأحمد)- مصطفى الشيخ يوسف (عبد الرزاق الحسين)- أوكيكي.

مثل الوثبة: حسين رحال- محمود اليونس (علي صارم)- إبراهيم العبد الله- جابر خطاب( محمد عيسى حمو)- معتصم شوفان- برهان صهيوني- سعيد برو (سليمان رشو)- محمد كروما- محمد قلفاط (جاجا)- مؤنس أبو عمشة (وائل الرفاعي)- أنس بوطة.

لقطات

– جمهور كبير ملأ مدرجات ملعب تشرين الذي انقسم إلى نصفين متساويين مابين جماهير الفريقين، وبدأ توافد الجماهير إلى الملعب قبل بداية المباراة بنحو ثلاث ساعات.

– تأخر دخول عدد من الإعلاميين إلى داخل الملعب بسبب إغلاق باب السدة الرئيسية ورفض متعهد المباراة وأحد موظفي اتحاد الكرة إدخالهم رغم إبرازهم للبطاقات الصادرة عن الاتحاد.

– هتفت جماهير أهلي حلب لناديي تشرين والفتوة فيما يبدو أن عدداً من مشجعي الناديين جاؤوا لمؤازرة الأهلي.

– تشجيع كبير لجمهور الوثبة جاء مع دخول المحترف البرازيلي جاجا كبديل في أول مشاركة رسمية له مع النادي الذي سبق له اللعب فيه قبل نحو ١٤ عاما.

– تلاسن حاد حدث بين حارسي الفريقين شاهر الشاكر وحسين رحال أثناء تنفيذ الركلات الترجيحية ليتدخل الحكم فراس الطويل وينهي التشنج الذي بقيت أسبابه غامضة.

– علي الصارم لاعب الوثبة دخل في الثانية الأخيرة من عمر الأشواط الإضافية وسدد الركلة الترجيحية الأولى للوثبة التي تصدى لها حارس الأهلي.

– خرجت جماهير أهلي حلب في مسيرات فرح طافت بعض الشوارع المحيطة بملعب تشرين فيما خرجت جماهير الوثبة بشكل مباشر إلى خارج الملعب متوجهة نحو البولمانات العائدة إلى حمص.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن