شؤون محلية

الصرف الصحي يؤذي جمال ساحة العاصي ! … مدير الصرف الصحي: سنعمل على معالجة هذه المنطقة وذلك بحاجة إلى وقت!

| حماة- محمد أحمد خبازي

أنفقت مئات الملايين من الليرات خلال السنوات الماضية وبالأسعار الرائجة اليوم تقدر بالمليارات على مشاريع صرف صحي بمدينة حماة لرفع التلوث عن نهر العاصي، وتحديداً عن ساحة العروبة المعروفة شعبياً بساحة العاصي، ومن المنطقة الممتدة من المركز الثقافي إلى نواعير جسر المراكب، التي يتدفق فيها الصرف الصحي، لينشر الروائح الكريهة في أجمل موقع بحماة، وسطها السياحي والتجاري ، كما هو اليوم، لانخفاض منسوب النهر وتوقفه عن الجريان.

وشكا مواطنون لـ«الوطن» من انتشار روائح الصرف الصحي المزعجة، التي تعل الأرواح وتزكم الأنوف ، متسائلين عن جدوى مشاريع رفع التلوث عن النهر في هذا الموقع بالذات، التي أنفقت عليها مئات الملايين من الليرات، ولكن من دون أي جدوى!

ويقول المواطنون في شكواهم : ما الفائدة التي جنيناها من هدر تلك المبالغ التي لا طائل لها، مادام الصرف الصحي لما يزل يتدفق حتى اليوم بساحة العاصي أمام المؤسسة العامة للمباقر تحت جسر شفيق العبيسي، وتحت جسر المراكب بمدخل حديقة أم الحسن وخلف اتحاد الفنانين التشكيليين، ليلوث المدينة بالقاذورات التي تنشر الروائح الكريهة والمقززة وخصوصاً في الصيف حيث يتوقف النهر عن الجريان؟

وأضاف المواطنون: آخر مشروع نُفِّذَ بهذه المنطقة كان بالعام 2019، وبتكلفة نحو181 مليون ليرة وكانت مدته العقدية 45 يوماً، وكان من مسارين، الأول من موقع الساعة باتجاه المركز الثقافي القديم إلى مقهى الروضة بطول 450 م تقريباً، وتكلفته 121 مليون ليرة.

والثاني من أمام المؤسسة العامة للمباقر حتى جسر شفيق العبيسي وتكلفته 60 مليون ليرة. ولكن لم نستفد منه شيئاً، والواقع الراهن أكبر برهان على ما نقول!

ورداً على أسئلة «الوطن» حول شكوى المواطنين ومعاناتهم من هذه المشكلة الخدمية والبيئية والصحية، بيَّنَ المدير العام للشركة العامة للصرف الصحي بحماة فادي عباس، أن هناك صبيباً للصرف الصحي في «تونير» قديم تحت المركز الثقافي القديم بساحة العاصي، وهو خط موصول من الرقيطة بريف حماة إلى منطقة الكراجات بمجرى الزيادة إلى وسط المدينة.

وأوضح أن الأبنية القديمة الموصولة على هذا «التونير» وطوله مابين 2 – 3 كم ليس لها خطوط صرف صحي، ووضعها غير معروف!

ولفت إلى أنه بالعام 2019 نفذ مشروع لرفع التلوث عن ساحة العاصي – العروبة – ولكن بقيت عدة خطوط تتدفق بسرير النهر في هذه المنطقة.

وذكر أنه سيتم تنفيذ فتحات على طول خط الصبيب تخفيفاً للتلوث، وأن الشركة ستعمل على معالجة هذه المنطقة ولكن ذلك بحاجة إلى وقت.

ومن جانبه، كشف رئيس مجلس مدينة حماة معاوية جرجنازي لـ«الوطن»، أن رفع تلوث الصرف الصحي في المنطقة المذكورة، يحتاج إلى كلفة كبيرة.

وبيَّنَ أن لدى مجلس المدينة دراسة مهمة وكلفة تنفيذها عند إعدادها كانت نحو 400 مليون ليرة، وهي كلفة كبيرة جداً ولا إمكانية للمجلس بتوفيرها.

وأوضح أن هذه الدراسة تتضمن تنفيذ مقطع حجري أو بيتوني لهذا الخط، الذي يتدفق منه الصرف الصحي تحت المركز الثقافي بساحة العاصي، وكلفة المتر الطولي نحو 7 ملايين ليرة وذلك قبل ارتفاع سعر الإسمنت.

ولفت إلى أن طول الخط المذكور نحو 30 كم، ضمن المخطط التنظيمي للمدينة، وهو ما يعني اليوم كلفة كبيرة جداً، لا قدرة لمجلس المدينة عليها.

وكحل إسعافي لهذه المشكلة، أشار جرجنازي إلى ضرورة تأمين جريان دائم للنهر في المنطقة الملوثة، التي تنتشر فيها الروائح بسبب توقف جريان النهر وانخفاض منسوبه.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن