سورية

الاحتلال التركي كثّف قصفه على ريف حلب الشمالي.. ويركز على استهداف دفاعات «قسد» لتدميرها … الجيش يردي دواعش في البادية ويستهدف «النصرة» في «خفض التصعيد»

| حلب- خالد زنكلو - حماة- محمد أحمد خبازي - دمشق- الوطن- وكالات

بدل جيش الاحتلال التركي تكتيكه العسكري من قصف مواقع وتحصينات ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» في عمق ريف حلب الشمالي والشمالي الشرقي إلى التركيز على خطوط دفاعها الأمامية لتدميرها، ما وجه رسائل متناقضة عن احتمال شن النظام التركي عملاً عسكرياً مرفوضاً إقليمياً ودولياً لاحتلال مناطق بغية توسيع الحزام الأمني لحدود بلاده الجنوبية في إطار ما سماه «المنطقة الآمنة» المزعومة.

ووجد رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان ضالته في تدمير خطوط دفاع «قسد» وبنيتها التحتية العسكرية، بالإضافة إلى استخدام سلاح المسيّرات لحصد رؤوس متزعمي الميليشيات، كبديل لشن عدوان لاغتصاب أراض سورية بعمق ٣٠ كيلو متراً، إثر معارضة موسكو وطهران لمثل هكذا سيناريو واستحالة إنجازه على الأرض، على الأقل في المدى المنظور.

وبينت مصادر معارضة مقربة مما يسمى «الجيش الوطني»، الذي شكله النظام التركي في المناطق التي يحتلها في شمال سورية، لـ«الوطن»، أن توجيهات جيش الاحتلال التركي لـمرتزقته تتركز على استهداف دفاعات «قسد» الأمامية في الفترة الراهنة وشل قدرتها على قصف قواعد جيش الاحتلال التركي أو مناطق الداخل التركي القريبة من الحدود، حيث تتولى مسيرات جيش الاحتلال وأعوان الاستخبارات التركية تحديد مناطق انتشار هذه الدفاعات، بما فيها المخبأة داخل الأنفاق المنتشرة بالقرب من خطوط تماس جبهات القتال، لاسيما في ريف حلب الشمالي والشمالي الشرقي.

وأشارت المصادر إلى أن أولوية جيش الاحتلال التركي راهناً هي الحد من قدرة «قوات تحرير عفرين»، التابعة لـ«قسد»، على استهداف القواعد العسكرية لجيش الاحتلال شمال وشمال شرق حلب، بعد نجاحها على مدار شهر ونصف الشهر في توجيه ٦ ضربات مؤلمة بالصواريخ لقواعد الاحتلال قتلت وجرحت أكثر من ٤٠ عسكرياً تركياً، وآخرها الخميس الماضي ضد القاعدة المتمركزة بالقرب من بلدة مارع شمال حلب، والتي أدت إلى مقتل مسلح وجرح ٣ آخرين من «الجيش الوطني» يتولون مهمة حراستها.

وألمحت إلى أن لدى الاحتلال التركي قناعة بأن القصف الذي استهدف محيط سوق مدينة الباب المحتلة بريف حلب الشمالي الشرقي أول من أمس، والذي أودى بحياة ١٤ مدنياً وجرح ٣٠ آخرين، مصدره «قوات تحرير عفرين» وليس الجيش العربي السوري، كما روجت مصادر معارضة.

ميدانياً وبعد استهداف مدينة الباب المحتلة، كثف جيش الاحتلال التركي أمس قصفه المدفعي والصاروخي على ريف حلب الشمالي، الذي نالت قراه وبلداته حظاً وافراً من القصف العشوائي من دون تمييز الأهداف العسكرية عن المدنية.

وذكرت مصادر أهلية شمال حلب لـ«الوطن»، أن قصف جيش الاحتلال التركي ومرتزقته تكثف باتجاه بلدات الشعالة ووردية وسموقة وخربشة وتل مضيق وسد الشهباء، وصولاً إلى محيط مدينة تل رفعت، الأمر الذي أدى إلى جرح ٣ مدنيين وتهجير عشرات العائلات نحو جنوب المنطقة بمحيط تل رفعت.

ولفت إلى أن قصف القرى والبلدات المأهولة شمال حلب، لا يحتاج إلى ذرائع من النظام التركي، بعدما غدا تكتيكاً عسكرياً ممنهجاً، بدليل أن البلدات السابقة التي طالها قصف يوم أمس هي ذاتها التي قصفت في اليومين السابقين وقبل استهداف مدينة الباب، بالإضافة إلى بلدات النيربية وتل جيجان وقرامل وغرناطة وتل عنب وحساجك وطعانة.

في الأثناء، ذكرت وكالة «هاوار» الكردية، أن قوات الاحتلال التركي استهدفت بالمدفعية الثقيلة قرية الكوزلية غرب ناحية تل تمر بريف الحسكة، بمحاذاة الطريق الدولي M4.

كما ذكرت وزارة الدفاع في حكومة النظام التركي، أن قواتها الخاصة نفذت عملية ناجحة قتلت خلالها 11 مسلحاً من «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تعد العمود الفقري لـ«قسد»، مشيرة إلى أن هؤلاء كانوا يستعدون لتنفيذ هجوم على ما يسميه النظام التركي منطقة عملية «درع الفرات».

في منطقة «خفض التصعيد» شمال غرب البلاد، ردت مدفعية الجيش العربي السوري الثقيلة، على اعتداءات تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي وحلفائه في قطاع ريف إدلب من المنطقة.

وأوضح مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن الجيش دك بنيران مدفعيته نقاط تمركز للإرهابيين في الفطيرة وكفرعويد وسفوهن وكنصفرة والبارة والرويحة بمنطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي.

ولفت إلى أن ضربات الجيش كانت رداً على خرق الإرهابيين اتفاق وقف إطلاق النار في منطقة «خفض التصعيد»، واعتدائهم صباح أمس على نقاط عسكرية في محاور ريف إدلب الشرقي والجنوبي بقذائف صاروخية.

وأما في البادية الشرقية، فقد خاضت وحدات الجيش العربي السوري أمس، اشتباكات مع بقايا فلول تنظيم داعش الإرهابي في بادية تدمر، حيث أكد مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن وحدات الجيش وأثناء تمشيط قطاعاتها في بادية حمص الشرقية، اشتبكت مع دواعش ببادية تدمر أسفرت عن مقتل وإصابة العديد منهم.

وأوضح أن وحدات الجيش الهندسية تعمل على تفكيك الألغام والعبوات الناسفة التي زرعها الدواعش بمختلف القطاعات في البادية، وأن وحدات الجيش تتابع تمشيط قطاعاتها ولا تثنيها عن ذلك صعوبة الألغام والمساحات الواسعة.

إلى ذلك، ذكرت مصادر إعلامية معارضة، أن مسلحين مجهولين يرجح تبعيتهم لتنظيم داعش استهدفوا حاجزاً تابعاً لـ«قسد» بقذائف «آر بي جي»، وذلك في قرية سويدان بريف ديرالزور الشرقي، وتبع ذلك اندلاع اشتباكات بين المسلحين المجهولين من جهة، ومسلحي «قسد» من جهة ثانية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن