الخبر الرئيسي

جيش الاحتلال التركي ركّز على استهداف دفاعات «قسد» لتدميرها … نظام أنقرة يكثّف تصريحاته حول التقارب مع دمشق ويصعّد في ريف حلب الشمالي!

| حلب - خالد زنكلو

بدّل جيش الاحتلال التركي تكتيكه العسكري من قصف مواقع وتحصينات ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» الانفصالية في عمق ريف حلب الشمالي والشمالي الشرقي، إلى التركيز على خطوط دفاعها الأمامية لتدميرها، ما وجه رسائل متناقضة عن احتمال شن النظام التركي عملاً عسكرياً مرفوضاً إقليمياً ودولياً لاحتلال مناطق بغية توسيع الحزام الأمني لحدود بلاده الجنوبية في إطار ما سماه «المنطقة الآمنة» المزعومة.

ووجد نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضالته في تدمير خطوط دفاع «قسد» وبنيتها التحتية العسكرية، بالإضافة إلى استخدام سلاح المسيّرات لحصد رؤوس متزعمي الميليشيات، كبديل لشن عدوان لاغتصاب أراضٍ سورية بعمق ٣٠ كيلو متراً، إثر معارضة موسكو وطهران، إلى جانب واشنطن، لمثل هكذا سيناريو واستحالة إنجازه على الأرض، على الأقل في المدى المنظور.

وبينت مصادر معارضة مقربة من ميليشيات ما يسمى «الجيش الوطني»، الذي شكله النظام التركي في المناطق التي يحتلها في سورية لـ«الوطن»، أن توجيهات جيش الاحتلال التركي للميليشيات تتركز في استهداف دفاعات «قسد» الأمامية في الفترة الراهنة وشل قدرتها على قصف قواعد جيش الاحتلال التركي أو مناطق الداخل التركي القريبة من الحدود، حيث تتولى مسيرات جيش الاحتلال وأعوان الاستخبارات التركية تحديد مناطق انتشار هذه الدفاعات، بما فيها المخبأة داخل الأنفاق المنتشرة بالقرب من خطوط تماس جبهات القتال، لاسيما في ريف حلب الشمالي والشمالي الشرقي.

وأشارت المصادر إلى أن أولوية جيش الاحتلال التركي راهناً الحد من قدرة «قوات تحرير عفرين»، التي تدور في رحى «قسد»، على استهداف القواعد العسكرية لجيش الاحتلال شمال وشمال شرق حلب، بعد نجاحها على مدار شهر ونصف الشهر في توجيه ٦ ضربات مؤلمة بالصواريخ لقواعد الاحتلال قتلت وجرحت أكثر من ٤٠ عسكرياً تركياً، وآخرها الخميس الماضي ضد القاعدة المتمركزة بالقرب من بلدة مارع شمال حلب، والتي أدت إلى مقتل إرهابي وجرح ٣ آخرين من «الجيش الوطني» يتولون مهمة حراستها.

المصادر ألمحت إلى أن لدى الاحتلال التركي قناعة بأن القصف الذي استهدف محيط سوق مدينة الباب المحتلة بريف حلب الشمالي الشرقي أول من أمس، والذي أودى بحياة ١٤ مدنياً وجرح ٣٠ آخرين، مصدره «قوات تحرير عفرين» وليس الجيش العربي السوري، كما روجت مصادر معارضة.

مواصلة الاحتلال التركي اعتداءاته على الأراضي السورية، جاءت بالتزامن مع مواصلة مسؤوليه الإدلاء بتصريحات حول الرغبة بالتقارب مع الحكومة السورية والتي تدرجت من وزير خارجيته ومن ثم نائب رئيسه ومن ثم إلى رئيسه رجب طيب أردوغان الذي اعتبر أنه «يتوجب الإقدام على خطوات متقدمة مع سورية».

وفي السياق ذاته قال وزير الثقافة والسياحة التركي السابق أرطغرل جوناي في تغريدة له على «تويتر» أمس: «أبلغت أردوغان أن تغيير نظام حكم دولة بضغط خارجي أمر ظالم وغير ممكن، ونصحته بعدم التورط في سورية، فأخبرني أن الأمر لن يستغرق أكثر من 6 أشهر، للأسف تجاوز الأمر 10 سنوات و6 أشهر، ويعمل أردوغان حالياً على إصلاح الوضع».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن