شجرة في درعا تسبب الموت … مدير الزراعة: كل نبتة يمكن أن تنشر مليون نبتة خلال فترة قصيرة وبسرعة إنبات عالية
| محمود الصالح
كشف مدير الزراعة والإصلاح الزراعي في درعا بسام الحشيش عن الخطر الكبير الذي يمكن أن يسببه «التبغ الكاذب» الذي اكتشفت نبتة واحدة منه في درعا خلال الأيام الماضية. وبين في تصريح لــ«الوطن» أن الخطر يتمثل في السرعة الهائلة لانتشار هذه النبتة، والخوف من استعمارها الأراضي الزراعية، وبالتالي صعوبة وتكاليف إزالتها.
وأوضح مدير الزراعة أن النبتة الواحدة منه تنتج من 10 آلاف إلى مليون بذرة، ونسبة إنبات هذه البذور 100 بالمئة، بمعنى أن كل نبتة يمكن أن تنشر مليون نبتة خلال موسم واحد ما يهدد الأراضي الزراعية بالخروج من الاستثمار.
وأوضح حشيش أن نبتة «التبغ الكاذب» هي من نوع الشجيرات التي يصل طولها إلى 6 أمتار وتحمل مجموعة من العناقيد الصفراء التي تحتوي على كمية هائلة من البذور، وتكمن الخطورة في سرعة انتشار النبتة من خلال تطاير البذور بشكل عشوائي في الأراضي المحيطة، إضافة إلى التكاليف الكبيرة لإزالتها، لأن التعامل معها يحتاج إلى طريقة خاصة من خلال تكميم عناقيد البذور قبل نضوجها وانتشارها بوساطة أكياس وحرقها، ثم القيام بتقطيع الشجرة وحرقها تماماً، ومن ثم التعامل مع الجذور بوساطة أنواع محددة من المبيدات التي تقضي على الجذر بشكل كامل.
وأضاف مدير الزراعة: لم يتم اكتشاف سوى نبتة واحدة في مدخل مدينة درعا الشمالي عند دوار البانوراما.
وعن الأضرار التي يسببها النبات أوضح مدير الزراعة أن تناول بذور أو أوراق هذه النبتة من الإنسان أو الحيوان لسبب أو آخر يؤدي إلى مضار هضمية في الساعات الأولية وتنتهي حتما بالموت نتيجة توقف العضلة القلبية.
وأكد حشيش أنه تم تنبيه الأهالي من خلال الوحدات الإرشادية للإبلاغ عن أي نبتة يشاهدونها وعدم التعامل معها إلا من الفنيين في الوحدات الإرشادية، حيث لم يتم حتى الآن الإبلاغ عن وجود أي نبتة أخرى في محافظة درعا، مرجحاً سبب ظهور هذا النبات بأنه نتيجة وصوله إلى المحافظة عن طريق أحد الأشخاص أو ربما عجلات إحدى السيارات.
يشار إلى أن الموطن الأصلي لنبتة «التبغ الكاذب» في أميركا اللاتينية، ولم توجد في الوطن العربي سوى في منطقة «عسير» السعودية، وتحتوي أشجارها على مركب قلوي «الأنابسين» السام الذي يؤدّي ابتلاع أي كمية منه إلى تسمم قاتل للإنسان والحيوان.
وكان في العام الماضي قد تمت متابعة هذه النبتة في محافظة السويداء حيث أدى الانتشار المنزلي لزراعة «التبغ الكاذب» في بعض قرى وبلدات المحافظة، والمكتشف من مديرية الزراعة حينها، إلى اتخاذ خطوات سريعة إزاءها، حيث إن المديرية بعد اكتشافها لهذه الزراعة المنتشرة منزلياً ولما لها من أخطار على صحة المدخنين، قامت باقتلاع /30/ شجرة تبغ تبين أنها مزروعة منذ سنوات.