العطش يستمر بالحسكة … مدير المياه في المحافظة لـ«الوطن»: الحلول البديلة لا تؤدي الغرض
| الحسكة - دحام السلطان
كارثة تعطيش المواطنين في مدينة الحسكة وضواحيها وريفها الغربي ثابتة في مكانها، ولا تزال المشكلة على حالها، والعالم بأكمله يقف متفرجاً أمام جريمة قطع المياه عن المدنيين السوريين في محافظة الحسكة السورية ولا بوادر للانفراج النهائي سوى التسويفات في عودة المياه إلى مجاريها وفك الاحتباس غير الشرعي واللا مسؤول عن محطة مياه «علوك» المحتلة من قبل قوات احتلال النظام التركي، والتعديات التي تجري على خطوط جر المياه الممتدة منها إلى الحسكة دونما روادع نهائية قطعية وصارمة، والتمادي المتواصل في سقاية المزروعات الصيفية دون وجه حق في المنطقة الواقعة تحت سيطرة الاحتلال التركي والمجموعات المسلحة المرتهنة له، إضافة إلى التعدي أيضاً على الخط الناقل للكهرباء القادم من محطة كهرباء بلدة الدرباسية باتجاه محطة «علوك» المحتلة، ما أدى إلى الانقطاع المتكرر لضخ المياه في المحطة وباتجاه خزانات محطة الحمة المغذية لمدينة الحسكة وقطاعاتها وريفها الغربي بمياه الشرب.
ووسط تفاقم أزمة تعطيش الحسكة بشكل متكرر ودون انقطاع طوال فصل الصيف الجاري، نتيجة لعدم وصول مياه الشرب إلى العديد من المنازل في أحياء وقطاعات المدينة، وعلى الرغم من الضخات غير المجدية والمستوفية لحجم الكميات الواصلة بحسب برنامج التقنين المعتمد لدى مؤسسة المياه تم اللجوء إلى استخدامات الآبار المنزلية غير الصالحة للشرب، التي قام الأهالي بحفرها أمام منازلهم مجبرين على ذلك، إضافة إلى شراء صهاريج مياه الشرب، بأسعار يصل سقفها الأدنى إلى 12 ألف ليرة لصهريج الخمسة براميل، وسط هذه الظروف الاقتصادية القاهرة التي يمر بها المواطن، على الرغم من النداءات والاستغاثات الأهلية والمحلية باتجاه المنظمات الدولية الإنسانية العاملة في محافظة الحسكة، وتنفيذ الاحتجاجات الشعبية غير مرة أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وفي السياق المحلي، أكد مدير عام مؤسسة المياه محمود العكلة في تصريح لـ«الوطن» أن الحلول البديلة لا تزال خجولة جداً، ولا تؤدي الغرض إطلاقاً وهي التي لا تزال تتم بالطريقة التقليدية وكما هي الحال الحاصلة في مخيمات النزوح التي نُصبت للنازحين فقط، من خلال محطات التحلية التي أصبحت تشتغل من خلال 11 محطة من 13 محطة وبإمكانيات خجولة جداً ودون مستوى الطلب، والتي بدورها تقوم بإيصال مياه الشرب للمواطنين من خلال «بادونات» المياه ومن دون المستوى المأمول منها، لأن حجم العمل فيها دون مستوى وحجم المطلوب للمواطن وقضاء حاجته الذي يعيش في المدينة اليوم.
وأوضح العكلة أنه وبتوجيه من محافظ الحسكة، تم تنفيذ جولة ميدانية بإشراف مسؤول قطاع المياه في المكتب التنفيذي بالمحافظة ومعاون قائد الشرطة، على محطات التحلية التي تم تدشينها في أحياء وسط المدينة في اليوم التاسع من شهر حزيران الماضي، من أجل متابعة عملها اليومي لتأمين مياه الشرب للمواطنين ولكن بكميات محدودة، بعد تشغيل 11 محطة من أصل 13 محطة وبطاقة إنتاجية تصل إلى 1.5 م3 في الساعة، في ضوء المشكلة المزمنة في محطة «علوك» المحتلة والتعديات الواقعة على خط جر المياه فيها الواصلة إلى محطة الحمة القريبة من مدينة الحسكة والمغذية لقطاعاتها والريف الغربي التابع لها، لخدمة نحو مليون مواطن من خلال 20 بئراً وبطاقة إنتاجية تصل إلى 200 م3 في الساعة، التي اختل نظام عملها اليوم نتيجة للتعديات عليها لمسافة تُقدر بنحو 3 كم عن موقع المحطة، وعلى امتداد مسافة تصل إلى 30 كم تقع تحت الاحتلال التركي، ما أدى إلى أن تكون عملية ضخ المياه فيها غير منتظمة ومتقطعة على الرغم من المساعي التي يبذلها الأصدقاء الروس في إزالة التعديات التي تقع على محاور خطوط نقل المياه عبر الأراضي التي تقع تحت سيطرة الاحتلال التركي.