تشهد المناطق الخاضعة لسيطرة الاحتلال التركي ومرتزقته من التنظيمات الإرهابية شمال غرب البلاد، منذ أشهر تزايدا كبيراً في عدد حالات الانتحار بسبب سوء الأحوال المادية للأهالي والنازحين والضغوط الكبيرة التي يتعرضون لها وحالة عدم الاستقرار.
وحسب مصادر إعلامية معارضة، أمس، فإن مواطنا من قرية كوكان التابعة لناحية معبطلي بريف عفرين المحتلة بريف حلب، توفي في 19 آب الجاري منتحرا، بعد صراع طويل مع مرض السرطان، بعد يوم واحد من إقدام مواطن آخر على الانتحار عبر شنق نفسه، دون معرفة الأسباب.
وقبل ذلك في 8 آب الجاري، لقيت سيدة متزوجة مصرعها، في ظرف غامض، في مدينة عفرين، حيث عثر عليها فاقدة للحياة، ومعلقة بِحبل حول رقبتها، داخل منزل زوجها الكائن في حي عفرين الجديدة وفق المصادر.
المصادر أشارت إلى أنه تم نقل الجثة إلى الطبابة الشرعية في مدينة عفرين، فيما تم تحويل الزوج إلى ما يسمى «الشرطة المدنية» للتحقيق في ملابسات الحادثة، ليتبين لاحقاً بأن المرأة أقدمت على الانتحار بعد خلافات مع زوجها.
وخلال سنوات الحرب الإرهابية التي تشن على سورية عمد النظام التركي الذي يترأسه رجب طيب أردوغان إلى تقديم دعم مادي ولوجستي للتنظيمات الإرهابية في سورية وحول أراضي بلاده إلى ممرا للإرهابيين القادمين من شتى أصقاع العالم، واحتل عدداً من المدن والبلدات والقرى في شمال وشمال غرب البلاد.
ومنذ أشهر تتحدث مواقع إلكترونية معارضة عن تزايد حالات الانتحار بين المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات الاحتلال التركي ومرتزقتها من التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة شمال غرب سورية.
فقد وثق ما يسمى فريق «منسقو استجابة سورية» ببيان في الثاني والعشرين من أيار الماضي حالتي انتحار خلال يوم واحد لمدنيين اثنين شمال غرب البلاد نتيجة الضغوط التي يعاني منها سكان المنطقة على الصعيد الاقتصادي وحالة عدم الاستقرار.
وجاء في البيان: سُجلت حالتا انتحار بمناطق نفوذ ما سماه «المعارضة» لمدنيين اثنين، ليرتفع بذلك عدد محاولات الانتحار الموثقة إلى 25 حالة، مشيراً إلى أن أصحاب معظم هذه الحالات من النساء، إضافة إلى اليافعين غير القادرين على التعامل مع المصاعب والضغوط المختلفة التي تواجههم.
وعن أسباب ارتفاع حالات الانتحار في المنطقة، ذكر الفريق أنها تعود لسوء الأحوال المادية للأهالي والنازحين والضغوط الكبيرة التي يتعرض لها المدنيون في المنطقة، واستمرار الضائقة المادية وحالة القلق الدائم المتواصلة من انقطاع مصادر الدخل.
ودعا الفريق في بيانه المنظمات الإنسانية إلى تفعيل عيادات الطب النفسي ضمن المراكز الطبية وتفعيل أرقام خاصة للإبلاغ عن حالات محتملة بغية التعامل معها بشكل عاجل إضافة إلى إنشاء مراكز خاصة لعلاج الإدمان على المخدرات، وخاصة بعد انتشارها في المنطقة.
كما تزداد معاناة النازحين السوريين في المخيمات التي تسيطر عليها التنظيمات الإرهابية في محافظة إدلب، وذلك بسبب الضغوطات التي تمارسها تلك التنظيمات على سكان المخيمات، ومنعهم من العودة إلى مناطق سيطرة الحكومة السورية، حيث أقدم شاب نازح من أبناء ريف إدلب، في الثامن من آذار الماضي على الانتحار باستخدام بلع الحبوب، في مخيم «تجمع الأندلس» للنازحين في محيط بلدة زردنا التابعة لناحية معرة مصرين في محافظة إدلب.
وأوضحت مصادر محلية حينها أن الشاب يعاني من ظروف مادية صعبة وسط ظروف النزوح والضغوط النفسية التي يمر بها، إضافة إلى فقدانه البصر في إحدى عينيه.