أثبت اتحاد كرة السلة من جديد براعته النادرة، وقدرته الواضحة في الإدارة والتنظيم والتخطيط بعدما وقع مجدداً تحت مقصلة الفشل الإداري في تنظيم سفر أحد منتخباته الوطنية، فبعد وصول منتخب الرجال بالتقطير والتقسيط إلى جاكرتا للمشاركة في نهائيات أمم آسيا في أندونيسيا قبل أشهر قليلة، وقد كانت الذريعة يومها واهية وركيكة لا بل مضحكة، حاول القائمون على الاتحاد جاهدين حجب الشمس بالغربال لإقناع المتابعين وعشاق اللعبة أن وصول المنتخب بالتقسيط أمر عادي وطبيعي، لا بالعكس ربما سيقدمون وصفات جديدة للمنتخبات العالمية عن محاسن السفر على موجات ودفعات ودفقات.
تكرار الخطأ
تكرر المشهد اليوم في إخفاق جديد يرسم علامتي استفهام واستغراب، والسؤال هنا، كيف يقبل اتحاد كرة السلة من الناحية الفنية أن يصل منتخب الشباب المشارك في بطولة آسيا بإيران إلى المطار ومن ثم إلى الصالة بعد رحلة طويلة شملت مدن بيروت واسطنبول ثم العاصمة طهران وكانت هذه الرحلة سبباً في إلحاق هزيمة نكراء وغير مسبوقة لمنتخبنا أمام منتخب الفلبين بفارق ٦٤ نقطة.
وهل هذه وعود الاتحاد ببناء شخصية وحضور وتوفير متطلبات التحضير اللائق للمنتخبات، ليأتي السفر بنظام رحلة الشتاء والصيف، وكأن المنتخب فريق كشافة يجول البلاد ويتعرف على العباد.
والسؤال الآخر أين هو الحرص على المال العام والتوفير والترشيد، ونحن ندفع آلاف الدولارات لشركات أجنبية للطيران على حين تتوافر الوجهات نفسها والمدن لدى شركات وطنية حكومية وخاصة.
ألم يكن جديراً بعباقرة التنظيم والتخطيط والتنظير دراسة مقدار المبلغ المدفوع بالدولار والاستعاضة عنه بالليرات السورية لشركات وطنية، أما العذر بأن مواعيد الرحلات لا تتوافق مع موعد المباراة فهو عذر واه، فالوصول المبكر والإقامة في فندق والتدريب على أرض صالة المباراة أكثر أهمية من إفادة شركات طيران أجنبية وحرمان شركات وطنية من مبالغ بملايين الليرات.
مراراً وتكراراً تتكرر الأخطاء في عهد هذا الاتحاد، وما دام مرتكزاً على مجموعة من المنتفعين عديمي الخبرة والمعرفة سيبقى المثل الشعبي مطبقاً بأن يتعلم المنتفعون من كيس الاتحاد وتجاربه وماله، وبدلاً من مراجعة الأخطاء وتجنبها نجد الاتحاد متبنياً لها وللمتسببين بها وداعماً لهم رغم تكرار أخطائهم الفاضحة.
حجج مضحكة
من يتذرع بتأخر طائرة بيروت اسطنبول هو جاهل بكل تفاصيل السفر، فعند انتقاء رحلة غير مباشرة لفريق رياضي يجب أن يكون الفاصل الزمني كافياً للوصول للطائرة اللاحقة، إلا أن تخصص البعض وتعمقهم في تنظيم الرحلات الفردية والشخصية لا يفيدهم في تنظيم رحلات الفرق الرياضية، ومن هذا المنبر نطالب الاتحاد بأن يفصح ويبرر سبب إنفاق الدولارات بدل الليرات، وهل الإقامة في فندق دولة صديقة أكثر ضرراً من إنفاق الدولارات في مكاتب السياحة وشركات الطيران، وهل إن تجاهل الشركات الوطنية وإحداها راعية للاتحاد ومنتخباته قرار حكيم فنياً ومالياً وإدارياً.
خلاصة
كعادة الاتحاد في تجاهل الأسئلة الجوهرية، والتركيز على هنات هنا وهناك لن يجد جهابذة الاتحاد والمحيطون به سبباً للرد على تساؤلات مصير المال العام.
سؤال نترك الإجابة عليه لرئيس الاتحاد الرياضي العام الأستاذ فراس معلا، فهل من مجيب؟