موسكو: أوكرانيا تقف خلفها وإذا رفضت إستونيا تسليم المتهمة فسنتخذ إجراءات صارمة .. بوتين: جريمة قتل دوغينا دنيئة وقاسية … روسيا حذرت «الناتو» من «الخطوط الحمر» وطالبت بانعقاد مجلس الأمن بشأن محطة زابوروجيه
| وكالات
وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الإثنين، جريمة مقتل الصحفية الروسية داريا دوغينا، بالدنيئة والقاسية، على حين كشف جهاز الأمن الفدرالي الروسي أن مرتكب الجريمة مواطنة أوكرانية فرت بعد الجريمة إلى إستونيا، لتؤكد وسائل إعلام روسية أنها تدعى ناتاليا شابان تعمل في الحرس الوطني لأوكرانيا، في حين حذرت موسكو «الناتو» من عواقب تجاهل «الخطوط الحمر» التي تحددها روسيا، وطالبت بعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي اليوم الثلاثاء، بشأن الوضع في محطة زابوروجيه للطاقة النووية.
ونقلت وكالة « نوفوستي» عن الكرملين قوله في بيان نشر على قناته في «تيلغرام» أمس الإثنين، أن بوتين بعث رسالة تعزية إلى أسرة الصحفية الروسية، داريا دوغينا وقال في رسالته: «أنهت جريمة حقيرة وقاسية حياة داريا دوغينا، الإنسان الذكي والموهوب بقلب روسي حقيقي، والطيب والمحب والمتعاطف والمنفتح، إنها صحفية وعالمة وفيلسوفة ومراسلة حربية، خدمت الناس، والوطن الأم بأمانة، لقد برهنت بالفعل ماذا يعني أن تكون وطنياً».
في غضون ذلك كشف جهاز الأمن الفدرالي الروسي، أمس، أن مرتكب جريمة قتل دوغينا، مواطنة أوكرانية فرت بعد الجريمة إلى إستونيا، ونقلت وكالة «سبوتنيك» عن «الجهاز» قوله في بيان: «ثبت أن الخدمات الخاصة الأوكرانية هي التي أعدت الجريمة وارتكبتها، والجاني مواطنة أوكرانية تدعى ناتاليا بافلوفنا فوفك، ولدت عام 1979».
وأوضح جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، أن فوفك، وصلت إلى روسيا مع ابنتها البالغة من العمر 12 عاماً، في 23 تموز واستأجرت شقة في المبنى الذي تعيش فيه دوغينا من أجل جمع معلومات حول أسلوب حياتها، لمراقبة الصحفية، واستخدمت مرتكبة الجريمة سيارة ميني كوبر، عند الدخول إلى روسيا، وكانت السيارة تحمل أرقاما لجمهورية دونيتسك الشعبية E982XH، وفي موسكو حَملت أرقاماً كازاخستانية 02172AJD، وعند الخروج حملت أرقاماً أوكرانية AH7771IP.
ونشرت وسائل إعلام روسية صورة لمنفذة جريمة قتل دوغينا، وتبين أنها مواطنة أوكرانية تدعى ناتاليا شابان فوفك تعمل في الحرس الوطني لأوكرانيا.
من جهته قال النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الخارجية في الغرفة العليا للبرلمان الروسي فلاديمير جباروف في منشور عبر حسابه على موقع «تيلغرام» أمس الإثنين: «إذا رفضت إستونيا تسليم المجرمة ناتاليا فوفك إلى روسيا، ولا يوجد شك عملياً في أنه سيكون هناك رفض، فهناك كل الأسباب التي تجعل روسيا الاتحادية تتخذ إجراءات صارمة ضد الدولة الإستونية التي تؤوي إرهابياً».
من جانب آخر قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، إن سياسة الناتو المدمرة المتمثلة في تجاهل «الخطوط الحمر» التي تحددها موسكو محفوفة بالمخاطر للغاية، ونقلت «نوفوستي» عن ريابكوف: «إن المسار المدمر لدول الناتو لتجاهل خطوطنا الحمر والانجرار إلى مواجهة مع روسيا في أوكرانيا، والتي تتأرجح على شفا صراع مسلح مباشر، أمر محفوف بالمخاطر، من الواضح أن هذا محفوف بمزيد من التصعيد وصولاً إلى صدام عسكري للقوى النووية، مع عواقب وخيمة».
وأشار ريابكوف إلى مخاطر استخدام الأسلحة النووية منوهاً بأن الدول التي لديها ترسانات نووية يجب أن تلتزم بافتراض عدم جواز الحرب بين بعضها بعضاً.
في الوقت نفسه، لفت ريابكوف إلى أن العقيدة الروسية تسمح افتراضياً باستخدام الترسانة النووية فقط للرد على عدوان باستخدام أسلحة دمار شامل ضد روسيا نفسها وحلفائها، أو عندما يكون وجود الدولة نفسه مهدداً.
وقال: «بعبارة أخرى، لا يمكن استخدام الأسلحة النووية من قبل روسيا إلا للرد على هجوم، أي للدفاع عن النفس في حالات الطوارئ، ولا يوجد مجال للتخمينات أو التخيلات هنا».
وفي السياق طلب نائب المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة ديميتري بوليانسكي، أمس الإثنين، عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي اليوم الثلاثاء، بشأن الوضع في محطة زابوروجيه للطاقة النووية.
وتتعرض محطة زابوروجيه للطاقة النووية لقصف منتظم من قبل القوات الأوكرانية والعصابات النازية الموالية لكييف.
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس الإثنين، عن مقتل أكثر من 200 عنصر من القوميين الأوكرانيين المتطرفين، واعتراض 8 صواريخ من نوع «هيمارس» الأميركية في مقاطعة خيرسون.
ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن الوزارة قولها في الإفادة الصحفية اليومية إن القوات الجوفضائية الروسية استهدفت بأسلحة عالية الدقة، مركز قيادة اللواء 102 للدفاع الإقليمي الأوكراني، ما أسفر عن مقتل نحو 30 عنصراً قومياً، وتدمير 14 وحدة من المعدات العسكرية.
كذلك وجه الطيران العملياتي والتكتيكي وقوات الصواريخ والمدفعية الروسية ضربات استهدفت 8 مواقع لقيادة القوات الأوكرانية والمعدات العسكرية، بما في ذلك 6 مستودعات للذخيرة، ورادار لمنظومات الدفاع الجوي «إس-300»، ومنصات صواريخ «بوك» ومجمع للرادار الأميركي المضاد للبطاريات.