سورية

الحربي الروسي يجدد تحذير النظام التركي في إدلب.. ويقتل ويصيب أكثر من 30 إرهابياً … «خفض التصعيد» ملف منفصل في تعامل موسكو مع أنقرة

| حلب- خالد زنكلو - حماة - محمد أحمد خبازي - دمشق - الوطن - وكالات

جدد الطيران الحربي الروسي أمس تحذيره للنظام التركي من مغبة ارتكاب أخطاء خارج سياق الاتفاقيات الثنائية المشتركة الخاصة بمنطقة «خفض التصعيد» شمال غرب البلاد، واستهدف بضربات جوية مكثفة مواقع ومعسكرات التنظيمات الإرهابية المرتبطة بنظام الرئيس رجب طيب أردوغان، الذي واصل تصعيده العسكري في ريفي الحسكة وحلب الشماليين.

وجاءت الضربات الروسية، في مثل هذا التوقيت بالذات، لتأكد أن إدلب ملف منفصل عن باقي ملفات الشأن السوري، التي دارت وتدور مفاوضات بين موسكو وأنقرة حولها، للتوصل إلى «تفاهمات» جديدة تفضي إلى فرض الدولة السورية هيمنتها على أراضيها وتحمي وتصون وحدة ترابها الوطني.

مصادر محلية في مدينة إدلب، بينت لـ«الوطن»، أن 3 طائرات حربية روسية نفذت أمس 17 غارة جوية إلى الغرب من المدينة، وأن أصوات الانفجارات سمعت على بعد أكثر من 20 كيلو متراً من الموقع المستهدف.

وذكرت، أن المقاتلات الروسية ضربت بصواريخ فراغية شديدة الانفجار معسكرات لتدريب مسلحي تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي وحلفائه، بالقرب من السجن المركزي في غرب مدينة إدلب وفي محيط بلدة عرب سعيد على بعد 15 كيلو متراً من المدينة.

وأكدت أن المستهدف من القصف أكبر معسكر تدريب لـ«النصرة»، ومقرات تابعة له ولـ«الحزب الإسلامي التركستاني».

بدورها مصادر في بلدة عرب سعيد، قالت: إن سيارات الإسعاف هرعت إلى مواقع الانفجارات ونقلت جرحى ومصابين كثراً وإن طوقاً أمنياً مكثفاً فرض حولها، وقدرت وقوع أكثر من 30 إرهابيا بين قتيل وجريح.

سياسياً، قالت مصادر متابعة لتطور المباحثات الروسية التركية بخصوص الملف السوري لـ«الوطن»: إن توقيت استهداف أمس من الحربي الروسي بالغ الأهمية لأنه يرسل رسائل تحذير للنظام التركي بأن منطقة «خفض التصعيد» وإدلب بشكل خاص قضية منفصلة عن باقي مناطق شمال وشمال شرق سورية، التي هدد أردوغان قبل 3 أشهر باقتطاع شريط حدودي منها بعمق 30 كيلو متراً لإقامة ما سماه «المنطقة الآمنة» المزعومة.

ورأت أن معاودة المقاتلات الروسية شن ضربات ضد الإرهابيين في إدلب، ولاسيما بعد توقف نظام أردوغان وإعلامه عن إطلاق التهديدات بشن عدوان جديد على الأراضي السورية بعد قمتي «طهران» و«سوتشي» الأخيرتين، يؤكد عزم الكرملين دعم القيادة والدولة السورية في استعادة أراضيها المحتلة شمال غرب البلاد، وضرورة تقيد أنقرة بمضمون الاتفاقيات الروسية المشتركة مع موسكو والخاصة بـ«خفض التصعيد» التي تنص على دحر الإرهابيين من المنطقة وفتح طريق عام حلب اللاذقية، بمعزل عن التوافقات بين العاصمتين الخاصة بباقي المناطق السورية محل النزاع.

وأعربت المصادر عن اعتقادها أن القيادة الروسية نفت بذلك أن تكون إدلب موضع نقاش ومساومة مع النظام التركي، وفق ما جاء في تسريبات عكفت أخيراً وسائل إعلام تركية مقربة من حكومة اردوغان على إطلاقها، وأن ادلب عائدة إلى الدولة السورية من دون شروط مسبقة أو اشتراطات متبادلة لأنها جزء أساسي من خريطة البلاد لا يمكن التخلي عنه للإرهابيين طال الزمان أم قصر.

شمالاً، ذكرت وكالة «نورث برس» الكردية، أن الاحتلال التركي ومرتزقته استهدفوا مدفعياً عدة قرى بريف حلب الشمالي، وأخرى تابعة لناحية شيراوا بريف عفرين المحتلة، إضافة إلى سد الشهباء وبلدة فافين.

وفي الحسكة، واصل الاحتلال التركي ومرتزقته، وفق الوكالة، اعتداءاتهم على مناطق الريف الشمالي واستهدفوا قرية جطلي غرب بلدة الدرباسية بقذائف الهاون.

وأما في البادية الشرقية، فقد واصلت وحدات الجيش عملياتها البرية في تمشيط قطاعاتها ببادية حمص الشرقية ودير الزور الغربية والرقة الجنوبية من خلايا تنظيم داعش الإرهابي.

وأكد مصدر ميداني لـ«الوطن» أن الوحدات تقضي على العديد من الدواعش أثناء مواجهتها بقايا فلول التنظيم في تلك القطاعات، لافتاً إلى أن العديد من تلك القطاعات مزروعة بالألغام وأحياناً ينفجر بعضها خلال عمليات التمشيط وهو ما يؤدي لوقوع إصابات بين الوحدات المشتركة.

وذكر أن 5 عناصر أصيبوا أمس إصابات متفاوتة، بانفجار لغم ببادية الرقة، وقد أسعفوا إلى المشفى وأجريت لهم الإسعافات اللازمة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن