طهران أكدت أن الاتفاق النووي ما زال في مسار التفاوض وواشنطن تماطل … رئيسي: ماضون في مسيرة التقدم ونحن أقوى من أي وقت مضى
| وكالات
شدد الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، أمس الاثنين، على أن إيران أقوى من أي يوم مضى، وهي ماضية في تطوير صناعاتها الدفاعية، وأن يد الأعداء ستقطع من المنطقة، على حين أكدت طهران أن الاتفاق النووي ما زال في مسار التفاوض، ولا يجب الدخول في التفاصيل أو استباق الأمور قبل أن تصبح نهائية، مشيرة إلى أنها قدمت ردها على المقترحات الأوروبية بنظرة مسؤولة وإيجابية، ولم نستلم حتى الآن رداً من الجانب الأميركي، على حين أوضح مفوض الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أن الرد الإيراني على اقتراح الاتحاد الأوروبي بشأن الصفقة النووية كان معقولاً.
ونقلت وكالة «مهر» عن رئيسي قوله في كلمة له ضمن مراسم يوم الصناعات الدفاعية في إيران، إنّ «إنجازات بلاده في مجال الصناعات الدفاعية هي منجزات لكل العالم الإسلامي ومحبي الثورة الإسلامية، وليس لإيران فقط».
ولفت رئيسي إلى أنّ إنجازات إيران الدفاعية جعلت منها قدرة إقليمية ودولية، مضيفاً إنّ إيران حققت تقدماً في مجال الصناعات الدفاعية، على الرغم من ضغوط الأعداء وعقوباتهم.
وشدد رئيسي على أنّ «الصناعات الدفاعية الإيرانية فخر لإيران، قائلاً: «نحن مستمرون في مسيرة التقدم والتطور الصناعي في هذا المجال، إيران اليوم أقوى من أي وقت مضى، وأن أعداءنا أضعف من أي وقت مضى».
وتابع: «فليعلم أعداء إيران أننا عازمون على مواصلة مسيرة تطوير صناعاتنا الدفاعية ويد الأعداء ستقطع من المنطقة».
من جهتها نقلت وكالة «إرنا» عن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني قوله في مؤتمره الصحفي الأسبوعي أمس الإثنين رداً على سؤال حول مفاوضات فيينا: «إن المواضيع المتبقية في المفاوضات قليلة لكنها مهمة ويجب الاتفاق بشأنها»، وأضاف: «متمسكون بثوابتنا ولن نتراجع عن حقوقنا القانونية فيما يتعلق بإحياء الاتفاق النووي وطالما رحبنا بمسار المفاوضات وأكدنا رغبتنا في إحياء الاتفاق من دون أن نحيد عن خطوطنا الحمراء».
وأشار إلى أن بلاده تريد اتفاقاً يرضي الشعب الإيراني ويحفظ مصالحه العليا، قائلاً: «إذا كانت طهران تحتاج إلى التوصل لاتفاق فإن الأوروبيين والولايات المتحدة بحاجة إليه أكثر».
وأوضح كنعاني أن طهران لم تحصل على الرد الأميركي حتى الآن، وأن الرد الإيراني على المقترح الأوروبي كان في وقته وبشكل جدي، معتبراً أنه يمكن الانتقال للمرحلة المقبلة من المفاوضات إذا تصرفت واشنطن بمسؤولية واتخذت قرارها.
وأكد أن التسويف الأميركي والصمت الأوروبي وضغوط المتطرفين جعلت المفاوضات استنزافية لكنها لن تدفع إيران للتراجع عن خطوطها الحمراء ولن تقبل بالمفاوضات الاستنزافية، مشدداً على أن إيران لن ترهن اقتصادها بالمفاوضات النووية والمماطلة الأميركية.
ولفت متحدث الخارجية إلى أن واشنطن تماطل في الرد على مقترحات طهران، وهي المسؤولة عن الوضع الحالي في المفاوضات، قائلاً: «لقد كان لإيران مشاركة جادة وبناءة وفاعلة في جولات المفاوضات الماضية والأخيرة، وردت في الوقت المناسب علي مقترح الجانب الأوروبي الذي يقوم بدور الوسيط في المفاوضات»، معتبراً أن هذا الاقتراح كان مبتكراً وأظهر المرونة اللازمة للتوصل إلى اتفاق، لكن واشنطن تماطل في الرد على مقترحات إيران وهي المسؤولة عن الوضع الحالي في المفاوضات.
وبشأن موقف إيران من تصريحات وزير الحرب الإسرائيلي بشأن انتقاد الاتفاق النووي، قال: «نؤكد أنه من مصلحة الحكومة الأميركية دفع عملية المفاوضات إلى الأمام على أساس المصالح الوطنية للولايات المتحدة».
وأشار إلى أن الكيان الصهيوني له دور مخرب في المفاوضات النووية وإيران لا تتوقع منه غير ذلك، لأن طبيعة هذا الكيان واضحة للأمم، وقد لعب دوراً مخرباً في السلام والاستقرار والتطورات الدولية.
وتابع كنعاني: «لقد أحرزنا تقدماً جيداً نسبياً حتى اليوم بشأن المفاوضات لكن يجب الاتفاق على جميع القضايا المتعلقة بالتفاوض وإلى أن يتم التوصل إلى اتفاق، لا يمكننا أن نقول إننا توصلنا إلى اتفاق ونحكم مسبقاً على المرحلة التالية أو نرحب بالمرحلة التالية».
وجدد استعداد إيران لإتمام صفقة لتبادل السجناء مع واشنطن خارج إطار المفاوضات النووية، قائلاً: «لن ترهن قضية السجناء ومصيرهم بمفاوضات فيينا».
وأوضح أن طهران ناقشت تبادل السجناء خارج إطار الاتفاق النووي وبشكل غير مباشر مع الجانب الأميركي، معرباً عن اعتقاده أنه كان من الممكن تنفيذ التبادل، لافتاً إلى أن وجهات نظر طهران واضحة في هذا الصدد، «لكن للأسف ما شهدناه من الجانب الآخر هو التقاعس».
وبين كنعاني أن المواطنين الإيرانيين اعتقلوا بذرائع كاذبة وتهم باطلة، واصفاً اعتقالهم بأنه غير قانوني وغير إنساني وهو مؤشر على أن الولايات المتحدة الأميركية لا تولي اهتماماً للمبادئ الإنسانية والأخلاقية.
وفيما يتعلق بالعلاقات الإيرانية السعودية قال كنعاني: «إن حوارنا مع السعودية يبحث الملفات الثنائية ولا علاقة له بمحادثات الاتفاق النووي»، مشيراً إلى أن المحادثات مع الرياض كانت جيدة وإيران اتخذت خطوات مهمة وهناك إرادة سياسية لإعادة العلاقات.
وأكد أن التعاون بين طهران والرياض يصب في مصلحة تثبيت الاستقرار في الشرق الأوسط.
وأضاف: إن هذا الموضوع لن يكون قابلاً للمصالحة والتسوية وإيران ستستخدم كل إمكانياتها لمحاكمة قتلة الشهيد سليماني ورفاقه في محكمة العدل الدولية، وهذا الموضوع لا علاقة له بالمفاوضات النووية.
من جهته أشار مفوض الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إلى أن الرد الإيراني على اقتراح الاتحاد الأوروبي بشأن الصفقة النووية كان معقولاً.
وأكّد بوريل، مواصلة الجهود لتقريب وجهات النظر للوصول إلى نتيجة إيجابية وجيدة لكل الجهات.