رياضة

الجزيرة لن يلعب «بخبز بطنه» طرقه كلها مغلقة فأجبر على تعليق مشاركته؟

| الحسكة - دحام السلطان

أصيب الجزراويون عن بكرة أبيهم بخيبة أمل صادمة، وهم الذين كانت قد اكتحلت عيونهم فرحاً بعودة فريقهم إلى مكانه بين أقوياء الدوري عن جدارة واستحقاق في تجمّع دوري الدرجة الأولى الأخير، وبعد أن جلب فريقهم من خارج داره بطاقة الصعود من أفواه السباع؟ والجزراويون الذين علا صراخهم اليوم ليجعلوا من جزيرتهم قضية رأي عام وبرسم كل من يهمه الأمر من الرسميين والرياضيين وعلى أعلى المستويات في الحسكة والعاصمة، للمطالبة بتحقيق العدالة والإنصاف لناديهم، لكي يمنّوا النفس بأن تكون الحسكة ميدان منافستهم في حرب المنافسة والصراع للبقاء بين الأقوياء، بعد أن أخذوا وحصلوا على الضوء الأخضر مكتوباً وممهوراً بالخاتم وبتوقيع القلم الأخضر، من الجهة المعنية المحلية والمحددة لسلامة وآمان اللعب على الأرض وفي رحاب الدار؟ قبل أن يفاجئهم الضوء الأحمر بالرفض ومنع المرور جملة وتفصيلاً، في أن تكون منافسة الجزيرة على تحصيل النقاط من حصّالة الأندية الأخرى ولكن من على ميدانها وليس ميدان حسكتهم؟

القرار أزعج الجزيرة

القرار الأحمر القاضي بالرفض وإسكات قول الرأي، جاء مجحفاً وبطعم العلقم بحق الجزيرة والجزراويين وأزعج الواقع الذي عليه واقع الفريق اليوم، الذي رفض القائمون على الرياضة المركزية من خلاله حتى للجزراويين النقاش فيه، وجعلوه نافذاً ولا يجوز الحديث فيه وبمثابة درع السد الذي أطفأ ضوءهم الأخضر وقطع النفس عنهم في الاجتماع الكروي الرسمي الأخير، الذي دعا إليه اتحاد الفيحاء وبوجود القائمين عليهم في اتحاد البرامكة؟ وظلت قضية الجزيرة كقصة إبريق الزيت ومكانها في المكان التقليدي المعتاد للفريق الأحمر دون حراك أو بصيص أمل قد يشعل ولو غمزة للضوء الأخضر؟ وهو الذي كان قد طرح مشكلته ومأساته ومعاناته غير مرة وبالتفصيل الممل، ولكن دون جدوى في ظل واقع مرير لا يريد أن يقرأ ولا يكتب ولا يجيد البراعة إلا في الانتقائية والمزاجية، ولا حتى النظر إلى بواطن الأمور وظواهرها ولكن بعين واحدة رمداء؟

عناية واهتمام وتقصير

رئيس مكتب الشباب بفرع الحزب عبد الله الخليل أكد في تصريح خاص لـ«الوطن»، أن واقع الجزيرة والمذكرات التي سطرتها إدارة النادي، التي طرحت المشكلة من خلالها وأردفت مقترحات الحلول، وعلى رأسها الضائقة المالية الملمّة بالنادي، كلها كانت برسم العناية والاهتمام، وأخذت حقها جميعها حجم وافر من الدراسة والنقاش من مختلف الجوانب، على الرغم من تحفظنا على أداء عمل الإدارة في بعض الجوانب التي كانت دون المستوى، مبيناً أن الإدارة كانت تقع عليها مسؤولية تقصير وإهمال حيال هذا الجانب، بدليل الحصول على الموافقة المحلية باللعب في الحسكة، لكن لم نلمس منها إعادة تأهيل وصيانة الملعب الذي سيستضيف الفرق في الأندية التي ستلعب في الحسكة؟ كما أن الإدارة لم تقم بتأهيل المرافق الخدمية المرتبطة بالملعب ولاسيما مشالح اللاعبين، إضافة إلى أنها لم تعبر عن رأيها تجاه الفريق وتحدد موقفها تجاهه، ولكن مع ذلك فإن موضوع المطلب البديل الثاني، الذي جاء على خلفية رفض لعب الجزيرة على أرضه، مؤكداً أنه تم أخذ الموافقة في اجتماع هيئة مكتب الشباب المركزي وبوجود رئيس المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام، والموافقة على منح التعويض المالي المناسب للجزيرة الذي سيعوض له ريوع المباريات التي سيحصل عليها لو لعب الفريق على أرضه، وتغطية نفقات التنقل والإقامة على حساب الأندية الأخرى بمبلغ مالي محددة كتلته مركزياً ولكل مباراة على حدة وليس دفعة واحدة، لافتاً إلى أن تعليق المشاركة للعب في الدوري كما هو وارد في المطلب الثالث غير موافق عليه إطلاقاً.

رفع الراية البيضاء

الجزيرة رفع الراية البيضاء ودون قيد أو شرط، بعد أن لمس أن كل الدروب مغلقة في وجهه ولم يحصل فريقها الأحمر على فسحة أمل خضراء في كل «دعكة» المنافسة بمباريات الدوري، حتى فيما يخص مشروع القرار الذي صرح به رئيس مكتب الشباب بفرع الحزب، بعد أن خرج الاجتماع الأخير الذي ترأسه رئيس المكتب التنفيذي ورئيس اتحاد الكرة حضره رؤساء ومندوبو الأندية بأكملهم، أن الجزيرة سيحصل على التعويض المناسب إنما «بخبز بطنه» فقط، أي إن الفريق الذي سيستضيف الجزيرة سيتكفل بنفقات التنقل والإقامة و»خبز البطن» فقط؟ ما أدى إلى يأتي الرد صارماً وصادماً من الجزيرة بتعليق المشاركة ورفض مغادرة الحسكة ونسيان شيء اسمه دوري؟ لأن إدارته لمست وبملء اليد أنها تتحدى المنطق وأن ناديها يتيم ولا ظهر له، وأن وجوده في عقر دار الفرق لن يكون بمثابة حصان طروادة، بل سيكون جسر عبور وجيب مثقوب لتوزيع النقاط بالمجان المنطقي والعقلاني للذين يفهمون معاني وتفاصيل كرة القدم ومعايرة وأفضلية اللعب داخل الدار واللعب خارج الدار، مقابل خبز بطنه؟؟! وللحديث بقية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن