تدريب السكان على زراعة الزعفران والوردة الشامية وصناعات يدوية … الأمانة السورية للتنمية توقع اتفاقية مع «أكساد» لإيجاد حلول مستدامة لتحديات التنمية الزراعية
| محمود الصالح - تصوير مصطفى سالم
وقعت الأمانة السورية للتنمية أمس اتفاقية إطارية مع المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة «أكساد»، وذلك في إطار حرصها على بناء شراكات إستراتيجية مع المنظمات الوطنية والعربية والدولية بهدف إيجاد حلول مستدامة لتحديات التنمية الزراعية، وتسعى الأمانة في هذه الاتفاقية إلى تعزيز التعاون وتبادل الخبرات لتحقيق الاستثمار الأمثل للموارد الطبيعية في المجال الزراعي بشقيه (النباتي والحيواني)، حيث سيتم تنفيذ البرامج والمشاريع والأنشطة المدرجة ضمن هذه الاتفاقية في المحافظات السورية المستهدفة ضمن الخطط التنموية للأمانة السورية للتنمية التي تعمل يداً بيد مع الأفراد والمجتمعات المحلية لبناء مجتمعات محلية حية وقوية.
وتؤسس هذه الاتفاقية الإطارية مع مركز «أكساد» باعتباره منظمة عربية متخصصة بتحقيق تنمية زراعية مستدامة لشبكة من الإمكانات الفنية والتقنيات الجديدة والخبرات الجماعية التي تجعل للمشاريع الفردية نتائج أفضل، وتساعد في تحديد أطر التعاون والتنسيق بين الطرفين بالمشاركة مع المجتمعات المحلية لتخطيط وتنفيذ ودعم البرامج والمشاريع والأنشطة والمبادرات الإستراتيجية والدراسات التي تساهم في تطوير الواقع الزراعي في سورية بشقيه النباتي والحيواني.
وبموجب الاتفاقية سيتم تقديم الاستشارات الفنية والعلمية والإدارية ووضع وتطوير خطط تنفيذية سنوية متضمنة أهداف ومؤشرات الأداء، وبناء قدرات أفراد المجتمع المحلي من خلال تدريبات متخصصة، إضافة إلى إعداد خطة عمل سنوية لزراعة النباتات «العطرية والطبية والعلفية والأشجار المثمرة… وغيرها، والقيام بالدراسات والتحاليل التي تدعم توزع خريطة زراعة تلك النباتات في المناطق المستهدفة بما فيها الوقوف على واقع الاحتياج المائي واستبدال المنتج المستورد بما يدعم الخطط الرسمية، إلى جانب تزويد المزارعين بالخبرة العلمية والفنية وخاصة في المناطق المتضررة من حرائق 2020.
وخلال واحد وعشرين عاماً من الخبرة في مجال تنمية المجتمع تسعى الأمانة السورية للتنمية إلى تعزيز شراكاتها مع الجهات الحكومية والمؤسسات الأهلية المتخصصة، وأصحاب الخبرة من أجل تحقيق أهدافها في التنمية المستدامة بالتعاون مع المجتمعات المحلية التي تعمل ضمنها من خلال تعزيز وتطوير المبادرات والطاقات الكامنة لدى هؤلاء الأفراد والمجتمعات، وبناء مجتمعات محلية حية وقوية، وتقديم مفاتيح أساسية لمجابهة تحديات الحياة وتغيراتها.
وفي تصريح لـ«الوطن» بين المدير العام للمركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة «أكساد» نصر الدين العبيد، أن الهدف من هذه الاتفاقية هو تعزيز التعاون العلمي والبحثي والتنموي وتبادل الخبرات والمعلومات لتحقيق الاستثمار الأمثل للموارد في سورية في المجال الزراعي بشقيه النباتي والحيواني، ووضع الإستراتيجيات والخطط التنموية لتنفيذ الأنشطة المتنوعة والمشاريع المشتركة بين الجانبين.
وأكد المدير العام اعتزاز المركز كبيت للخبرة العربية بالتعاون مع الأمانة السورية للتنمية التي تواكب بكل جدية النجاحات والمتغيرات المتسارعة في المجتمع السوري، وتعمل بكل مهنية وحرفية وخبرة نادرة مع الأفراد والمجتمعات المحلية لمواجهة تحديات التنمية بحلول مستدامة من خلال دعم وتشجيع المشاريع التنموية المعتمدة على الذات وتعزيز الطاقات الكامنة وبناء مجتمع قوي.
وأعرب العبيد عن يقينه بأن هذه الاتفاقية ستكون خريطة طريق واضحة المعالم لتعزيز التعاون، وستشكل رافعة استثمارية للموارد البشرية والطبيعية، ومثالاً يحتذى به، وهي تتويج للاتفاقيات العديدة التي أبرمها المركز مع مختلف الوزارات في سورية، مضيفاً: توصلنا لها بعد مباحثات طويلة بيننا وبين الأمانة السورية للتنمية، ونأمل أن تنبثق من هذه الاتفاقية مشاريع تنموية في قطاع الزراعة وتوفير البذور لتعزيز صمود السكان المحليين وبناء قدراتهم وتحسين دخلهم وعلى رأس هذه المشاريع ستكون هناك مشاريع صغيرة ومشاريع متناهية الصغر، وسيتم حشد كل الطاقات العربية والدولية وتوفير التمويل لهذه المشاريع، وسنبدأ مباشرة بتنفيذ تلك المشاريع من خلال تشكيل لجان إشراف على التنفيذ للمشاريع المهمة في كل المحافظات، وسيتم فوراً العمل على تدريب السكان للقيام بتنفيذ مشاريع الصناعات اليدوية والزعفران والوردة الشامية، حيث دعم المركز هذه الزراعة الأولى في دريكيش والثانية في قلعة المهالبة، إضافة إلى القيام بتوفير تحليل التربة وتأمين الأعلاف ودعم الفلاحين بكل ما يحتاجونه ليستقروا في مناطقهم، ودعم المناطق التي تعرضت للحرائق مؤخراً.
الرئيس التنفيذي للأمانة السورية للتنمية شادي الإلشي قال: تعتمد الأمانة السورية للتنمية على نهج التشاركية مع الجهات الرسمية والمنظمات الوطنية والعربية والدولية، وتعمل على أن تكون البوصلة المحددة لعملها المجتمع والأفراد، والتي تعتبر شريكاً للأمانة السورية للتنمية في التخطيط والتنفيذ والتقييم، مبيناً أن الأمانة تؤمن بأن العملية التنموية لا تتحقق إلا من خلال هذه التشاركية، وقال: اليوم نتعاون مع المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة «أكساد» كمنظمة عربية عريقة ومختصة في مجال الزراعة، ونتمنى أن يتطور هذا التعاون لتطوير القطاع الزراعي بالتعاون مع الأفراد، وسيكون له أثر كبير على المناطق الزراعية في ظل مشاركة فعالة من الناس في مراحل العمل، وبفضل الخبرات والفهم المشترك لاستثمار الإمكانات الفنية والإنتاجية للوصول بالمشاريع الفردية والجماعية إلى تحقيق نتائج ملموسة.