عربي ودولي

«الناتو» نسق لزيادة المساعدات لأوكرانيا وفرنسا دعت لاستبعاد التسوية وكندا فرضت عقوبات جديدة على موسكو … روسيا: لسنا نداً لأحد وسيكون هنالك عالم متعدد الأقطاب ومتمسكون بالحوار مع واشنطن

| وكالات

بين التنسيق لزيادة أخرى في المساعدة العسكرية لأوكرانيا، وفرض عقوبات جديدة ضد روسيا، أطلقت دول الاتحاد الأوروبي و«الناتو» سلسلة من المواقف الجديدة بما يخص الوضع في أوكرانيا، على حين أكدت موسكو تمسكها بالحوار مع واشنطن والحفاظ على قنوات الاتصال الدبلوماسية معها، وأن عالماً متعدد الأقطاب قادم، ومبني على أساس ميثاق الأمم المتحدة وعلى مبدأ التوازن والاحترام، موضحة أن الهجوم في اتجاه دونيتسك يتطور بنجاح.
قناة «روسيا اليوم» نقلت عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف تأكيده عبر برنامج «نيوز ميكر» أمس الثلاثاء، أن روسيا ليست نداً لأحد، وهي بعيدة عن الحفرة التي وقعت فيها الدول الأوروبية.
وقال «سيكون هنالك عالم متعدد الأقطاب على أساس ميثاق الأمم المتحدة وعلى مبدأ التوازن والاحترام، نعارض محاولات أي طرف لفرض قواعده على بلادنا».
وشدد ريابكوف على تمسك بلاده بالحوار مع واشنطن والمحافظة على قنوات الاتصال الدبلوماسية معهم، وأن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا تؤكد أن روسيا ستتخذ كل ما هو ضروري للدفاع عن مصالحها.
وبخصوص زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن الأخيرة إلى السعودية، قال ريابكوف: «إننا نراقب ونتابع ونعلم ما تحاول واشنطن فعله في منطقة الشرق الأوسط»، وأوضح أن الدول هنالك امتنعت فعلياً عن المشاركة في تلك الأزمة الأوكرانية والوقوف ضد روسيا.
وأكد ريابكوف العلاقة الوثيقة التي تربط روسيا بدول منطقة الشرق الأوسط: «نحن دائماً نقوم بتقديم اقتراحاتنا ومبادراتنا حسب معرفتنا بالوضع هنالك، وفيما يتعلق أيضاً بضمان تعزيز الأمن في المنطقة فعلاقتنا الثنائية مع الدول في هذه المنطقة تتطور وتتعزز بشكل جيد وشامل».
من جهة ثانية أعلن الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، أنه ينسق مع الحلفاء حالياً لزيادة أخرى في المساعدة العسكرية لأوكرانيا.
ونقلت وكالة «سبوتنيك» عن ستولتنبرغ خلال كلمة ألقاها في قمة «منصة القرم»، التي نظمها الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، أمس الثلاثاء: «الناتو عضو في مجموعة الاتصال التي ترعاها الولايات المتحدة بشأن دعم أوكرانيا، وأنا أعمل بنشاط على التنسيق مع قادة الحلفاء للإسراع في توفير المزيد من الأسلحة والذخيرة لأوكرانيا».
في غضون ذلك قال المستشار الألماني أولاف شولتس، إن كندا وألمانيا اتفقتا على حزمة جديدة من المساعدات العسكرية لأوكرانيا، بما في ذلك أنظمة الدفاع الجوي والذخيرة وقاذفات القنابل اليدوية.
وأضاف شولتس فيما يسمى «منصة القرم»: «سنواصل توريد الأسلحة، وسنمد أوكرانيا بحزمة مساعدات جديدة، بما في ذلك أنظمة دفاع جوي حديثة أخرى، وقاذفات قنابل يدوية، وأطنان من الذخيرة، وأجهزة مضادة للطائرات من دون طيار، ومركبات إنقاذ مصفحة».
بدوره أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، عن فرض عقوبات جديدة على روسيا، وتضم القائمة 62 فرداً وشركة في قطاع الدفاع، وقال ترودو خلال كلمة ألقاها في « منصة القرم»: «نعلن اليوم عن عقوبات جديدة ضد 62 فرداً وشركة واحدة من قطاع الدفاع بروسيا».
وأضاف إن كندا ستقدم أيضاً مساعدة إضافية لأوكرانيا من خلال التبرع بالمعدات اللازمة وتقديم الدعم الفني.
وفي السياق نقلت وكالة «نوفوستي» تعهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس، باستمرار دعم الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا «على الأمد الطويل»، وذلك بعد ستة أشهر من بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة.
وقال ماكرون في خطاب في المناسبة ذاتها «لم يتغير تصميمنا ونحن مستعدون لمواصلة هذا الجهد على المدى الطويل» داعياً إلى استبعاد «أي ضعف أو روح تسوية» مع روسيا.
إلى ذلك دعا المتحدث السابق باسم البرلمان الأوكراني النائب دميتري رازومكوف، إلى سرقة الغاز الروسي الذي يمر إلى عبر الأراضي الأوكرانية وبيعه إلى الاتحاد الأوروبي.
ونقلت «روسيا اليوم» عن رازومكوف وهو كذلك الرئيس السابق لحزب «خادم الشعب»، على صفحته في «فيسبوك»، إنه يجب على كييف أخذ الغاز الروسي، وبيعه بشكل مستقل إلى الاتحاد الأوروبي.
وحسب رازومكوف فإن الغاز المنقول إلى الحدود مع الاتحاد الأوروبي هو روسي، وبالتالي فهو يقع ضمن التشريع الخاص بمصادرة الأصول الروسية.
واقترح في الوقت نفسه تجاهل الاتفاقيات الخاصة بإمدادات الغاز بين روسيا والدول الأوروبية، وأوضح أنه يتعين على أوكرانيا مصادرة الوقود الأزرق وبيعه للمشترين الأصليين من تلقاء نفسها، وتوجيه الأموال لشراء أسلحة للقوات المسلحة الأوكرانية.
وفي السياق أفادت شبكة «CNN» الأميركية بأن المسؤولين الأوروبيين يشعرون بالقلق حيال احتمال انهيار الإجماع الغربي في موقفهم تجاه أوكرانيا مع بدء فصل الشتاء القادم واحتمال الركود.
ونقلت الشبكة عن مسؤوليين قولهم إنه «مع اقتراب الأزمة الأوكرانية من الذكرى نصف السنوية لها، يشعر المسؤولون في جميع أنحاء أوروبا بالقلق من أن الإجماع قد ينهار مع دخول القارة في شتاء قاسٍ جراء ارتفاع أسعار المواد الغذائية والطاقة المحدودة لتدفئة المنازل، واحتمال حقيقي للركود الاقتصادي».
وقال الاستشاري الأول في مركز أبحاث «تشاتام هاوس» كير جايل: «التحدي بالنسبة لأوكرانيا هو نفسه الذي كان عليه في اليوم الأول: حفاظ الغرب على وحدة صفه حيث وصلت تكاليف دعم كييف إلى الداخل، ليس فقط من خلال ابتزاز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عبر الغاز والحبوب وإنما ارتفاع تكلفة الدعم الاقتصادي والإنساني أيضاً».
ميدانياً أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن تدمير وحدات من اللواء الميكانيكي الثامن والعشرين للقوات المسلحة الأوكرانية ووصلت إلى الحدود الإدارية لمنطقة نيكولاييف.
ونقلت وكالة «سبوتنيك» عن بيان الوزارة: «نتيجة للعمليات الهجومية في اتجاه خيرسون – نيكولاييف في منطقة ألكساندروفكا، دمرت القوات المتحالفة وحدات من اللواء الميكانيكي الثامن والعشرين للقوات المسلحة الأوكرانية ووصلت إلى الحدود الإدارية لمنطقة نيكولاييف، تمت السيطرة على 36 كيلومتراً مربعاً من أراضي منطقة خيرسون، كما تم تحرير منطقة كومسومولسكوي، وبلغ التقدم في عمق دفاع العدو في هذا الاتجاه ثلاثة كيلومترات، ثبتت السيطرة على إقليم منطقة نيكولاييف بمساحة 12 كيلومتراً مربعاً».
وأضاف البيان: «تم إلحاق خسائر كبيرة باللواء البحري الخامس والثلاثين واللواء الجوي 46 التابع للقوات المسلحة الأوكرانية في منطقة أندريفكا، وتم طرد العدو من قرية بلاغوداتوفكا والمناطق المجاورة، الهجوم في اتجاه دونيتسك يتطور بنجاح، وتحرير منطقة مارينكا أوشك أن ينتهي، حيث أصبح أكثر من 75 بالمئة منها تحت سيطرة القوات المتحالفة».
وتابع البيان: «أصابت الأسلحة العالية الدقة لقوات الفضاء الروسية في مناطق سلافيانسك وكونستانتينوفكا في جمهورية دونيتسك الشعبية، نقاط الانتشار المؤقتة للواء الهجوم الجوي 81 واللواء 95، وتم القضاء على ما يصل إلى 200 قومي متطرف و18 وحدة من المعدات العسكرية، وفقدت الكتيبة الميكانيكية الثانية من اللواء الآلي 66 التابع للقوات المسلحة الأوكرانية قدرتها القتالية، ترك جنود الوحدة مواقعهم وغادروا في اتجاه غير معروف».
وأشار البيان إلى تدمير سبعة مستودعات لأسلحة الصواريخ والمدفعية والذخيرة في مناطق بيريزنيغوفاتوي في منطقة نيكولاييف وسوليدار في جمهورية دونيتسك الشعبية، إضافة إلى أربعة مرافق لتخزين الوقود للمعدات العسكرية في مناطق خاركوف وتشوكييف، وموركوفو وبودغورنوي في جمهورية دونيتسك الشعبية، كما تم تدمير قاذفة ذاتية الدفع من منظومة القذائف المضادة للطائرات Buk-M1 في منطقة غورنياك في جمهورية دونيتسك الشعبية، ومحطة رادار للكشف عن الأهداف على ارتفاعات منخفضة في منطقة ديموفسكوي، إضافة إلى نظام رادار مضاد للبطارية أميركي الصنع في منطقة روغان».
كما أسقطت أنظمة الدفاع الجوي الروسية في يوم واحد: طائرة SU-27 في بارفينكوفو في منطقة خاركوف، إضافة إلى ست طائرات من دون طيار في مناطق: مالي بروهودي، كابيتولوفكا، كوتشوبيفكا، بالاكليا.
في غضون ذلك أطلقت القوات الأوكرانية، أمس الثلاثاء، ثلاث قذائف من عيار 152 ملم على جمهورية دونيتسك الشعبية.
وأفاد عمدة دونيتسك أليكسي كوليمزين، أمس الثلاثاء، عن قصف خطير لمنطقتي فوروشيلوفسكي وكالينينسكي في وسط المدينة، ووفقاً له فقد سُجلت إصابة مباشرة لمبنى سكني في منطقة فوروشيلوفسكي، كما تعرضت منطقة مركز غرين بلازا للتسوق لإطلاق النار ووردت أنباء عن سقوط ثلاثة قتلى وستة جرحى.
كما أطلقت القوات الأوكرانية النار على منطقتي كيروفسكي وكويبيشيفسكي في المدينة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن