كتلة من الحيوية والحب كان
بسمة تغمرك كلما التقيته
إن كان في الأروقة.. أو في لباسه الموسيقي لتقديم وصلة أو حفلة
أستاذاً للموسيقا عاش حسام بريمو
قائداً لفرقة رآها مشروعه الكبير والحياتي
أثقله المرض
أنهضته الموسيقا
صارع بالحب والموسيقا مرضه
انتصر مرات عليه بحب الناس وبتعشق النغم
واليوم فعل الزمن فعلته
استطاع الزمن أن يغتال نغمة موسيقية
أن يطوي نوتة وسلّماً موسيقياً
أحبابه في فرقته حزانى.. يشعرون اليتم
أصدقاؤه غادرتهم المحبة الغامرة
طلابه يبكون المعلّم الطيب بحرقة
تفتقده المسارح والليالي
تفتقده الصوفية
تسأل عنه أغنيات التراث
أحبابه يجمعهم الحزن
وهو بلباس فرقته يبتسم لهم ويقول:
لم أغادر
زرعت النغم.. علّمت الأطفال
حولت الوطن إلى أهزوجة
غادر حسام بريمو الصديق الجميل
الذي يغمرك بحبه حين يحدثك
علم أن رحيله صعب على أحبابه
صمت طويلاً
ارتاح طويلاً
وحين انشغل أحبابه بالدنيا
نظر حوله..
تأكد من أن الحياة تسير
واطمأن إلى أطفاله في غرفهم
وودّع محبيه
اطمأن إلى كل شيء
ثم لم يشأ أن يؤلمهم
هناك مكانه في سدرة النغم
في فضاءات الحب
اكتفى بدعائهم ولهفتهم
وباغتهم بتلويحة الوداع
اطمأنوا إلى أنه سيعود
وحسام جهّز طريقاً أخرى
سنفتقدك حسام بريمو
حركتك الدائبة
ملاحظاتك الناعمة
سلاسة روحك
وتبقى الوفي الذي عاش التراث وأحبه
وأدمن النغم وأعطاه
ستبقى بأهم صفاتك
ستبقى الإنسان
حملت ألقاباً كثيرة
فكنت الموسيقار والمايسترو والمشرف على الفرق
وكنت الأستاذ الباحث عن الأصالة في التراث والحياة
وكنت الإنسان الباحث عن الحب لدى كل المحيطين بك
تركتنا اليوم فجأة بعد أن أنذرتنا
فهل نحزن لفراقك أم إنه إنذار لنعيش بشكل أسمى؟
سيبقى مكانك شاغراً أيها الإنسان الجميل
وسيأتي بعدك طلابك ليقفوا موقفك
وفي كل لحظة سيرقبون ابتسامتك وتشجيعك وحبك