ثمة حديث واسع هذه الأيام حول انتخابات الإدارة المحلية.. وفي غمرة هذا المناخ الديمقراطي يبدو السؤال مشروعاً: لماذا أنتخب؟ ومن أنتخب؟ وما نتائج ممارستي للانتخاب؟ أو لماذا أترشح؟ ولمن أترشح وما فوائد ترشحي؟ والسؤال أيضاً حول المعايير والأسس التي يجب أن تستند إليها عملية اختيار المرشح وانتخابه مروراً بتصورات الناخبين حول ما يجب أن يقوم به كي يلبي طموحاتهم ويحقق التفاعل والتواصل معهم ويمثلهم أحسن تمثيل.
ونعتقد أن أصل الحكاية في العملية الانتخابية وفي نجاح المؤسسات الديمقراطية التي تؤسس بالانتخابات هو الناخب أولاً وأخيراً لأنه هو الذي يصنع مكونات هذه المؤسسات وهو الذي يختار الأعضاء من بين مئات المرشحين ولذلك يبدو من الضرورات الملحة اليوم التفكير بتنشيط التوعية الانتخابية وليس (الحملة الانتخابية) كما جرت العادة في كل المناسبات الانتخابية. فعندما يرتفع مستوى الوعي الانتخابي نتحرر من الممارسات الخاطئة ومن كل العوامل والدوافع التي تتسبب في غياب الاختيار الصحيح الذي يجب أن يستند على قاعدة اختيار من هو جدير بالثقة ومن هو الأكثر في العطاء ومن يمتلك مقومات المشاركة الفاعلة في المجالس المحلية.
المسؤولية الوطنية تتطلب اليوم أن يمارس الجميع حقهم ودورهم بكل صدق وأمانة. وكلمة الشرف التي كان يطلبها بعض المرشحين من الناخبين في انتخابات سابقة عندما يمرون عليهم في بيوتهم ومواقع عملهم وفي المقاهي والمجالس العامة يجب ألا تكون هي المعيار في الاختيار فلا حرج ولا خجل إزاء المسؤولية الوطنية ولا يستطيع أي مواطن أن يساوم على شرفه الشخصي وشرف مسؤوليته ووطنيته مقابل ممارسته لحقه الانتخابي خلافاً لقناعاته وتجاوزاً لمعايير الاختيار لأنه تعهد بكلمة شرف أن ينتخب فلاناً..!! كلمة الشرف الحقيقية هي التي تضمن وصول الأعضاء الفاعلين الذين لديهم تصورات واضحة للحلول الفورية لمظاهر الفساد الموجودة. وكلمة الشرف المطلوبة يجب أن تكون مشروطة باختيار الأكثر كفاءة والأكثر قدرة على تشخيص الأمراض ووضع العلاج المناسب لها والأخذ بالحسبان أن الثقة التي سينالها أي عضو في أي مجلس محلي هي ثقة غالية ومسؤولية وطنية.