دلاميني أكدت حق سورية في الدفاع عن سيادتها واستعادتها مكانتها ودورها المحوري … الجعفري لـ«الوطن»: جنوب إفريقيا لم تألُ جهداً في دعم موقفنا
| سيلفا رزوق
أكد نائب وزير الخارجية والمغتربين بشار الجعفري أن جنوب إفريقيا لم تألُ جهداً في دعم موقف الجمهورية العربية السورية في المحافل الدولية وهذا الدعم لا يزال قائماً حتى الآن، واصفاً العلاقات بين الجانبين بالقوية والمتينة.
وردأ على سؤال لـ«الوطن» عقب استقباله نائب وزيرة العلاقات الدولية والتعاون في جمهورية جنوب إفريقيا كانديث ماشيغو دلاميني والوفد المرافق لها، قال الجعفري: «تشرفنا باستقبال دلاميني والوفد المرافق لها، وهذه الزيارة شهادة واضحة على متانة العلاقات الثنائية، وكيفية المضي في تعزيزها، وسورية معروفة جيداً لدى جنوب إفريقيا وجنوب إفريقيا معروفة جيداً لدى سورية، ولذلك نحن لسنا حديثي العهد في علاقاتنا».
واعتبر الجعفري أن اللقاءات بين الجانبين ليست مكثفة بسبب البعد الجغرافي «لكن نحن في سياستنا الخارجية دائماً كنا نتحدى معضلة البعد الجغرافي مع الكثير من الدول الصديقة»، مبيناً أنه وخلال هذه الزيارة جرى استعراض كيفية تعزيز العلاقات بين الجانبين على كل الصعد، وهناك آفاق واسعة لتعزيزها.
ولفت الجعفري إلى التعاون الكبير القائم بين البلدين على مستوى العلاقة متعددة الأطراف في نيويورك وجنيف ولاهاي، وهو تعاون ممتاز في هذه الأماكن، كما أن العلاقات على مستوى العواصم متينة وقوية، وجنوب إفريقيا لم تألُ جهداً في دعم موقف سورية في المحافل الدولية ولايزال هذا الدعم قائماً حتى الآن.
بدورها وفي ردها على سؤال مماثل لـ«الوطن»، أكدت دلاميني أن العلاقات مع سورية تعود إلى ما قبل الديمقراطية في بلادها، وقالت: «نحن مرتبطون جداً وأصدقاء جيدون ونتحدث بصوت واحد وبعدة قضايا وخاصة قضايا الأمن والسلام في هذا البلد والعالم، ونحن معاً في هذه النقطة، ونقول من هنا إن هناك الكثير لنعمله لرفع وإضافة قيمة لعلاقاتنا والتعاون في أي قضية».
دلاميني أكدت أن الظروف والأوضاع تتغير ولذلك نحتاج لإضافة قيمة إلى تعاوننا بشكل أفضل ما يخدم مصلحة شعبينا.
وتحدث الجعفري خلال استقباله دلاميني عن أهمية تعزيز العلاقات الثنائية واستمرار التنسيق والتعاون السياسي والدبلوماسي بين البلدين، وركزت المباحثات على رغبة قيادتي البلدين المشتركة في تعزيز العلاقات البينية على جميع الصعد وخصوصاً أن ما يجمع البلدين والشعبين الصديقين من علاقات تاريخية مشتركة يشكل ركيزة أساسية في دفع العلاقات بين البلدين كما تم التأكيد على أهمية استمرار التنسيق والتعاون السياسي والدبلوماسي في المحافل الدولية وغيرها.
ونوّه الجعفري حسب بيان حصلت «الوطن» على نسخة منه، بالقواسم المشتركة التي تجمع البلدين ومنها استناد سياساتهما على عكس أغلب الدول إلى المبادئ وليس إلى المصالح الآنية مشيراً إلى أن البعد الجغرافي لا يشكل عائقاً في تطوير العلاقات بين البلدين فسورية تربطها أقوى العلاقات مع الدول البعيدة جغرافياً مثل جنوب إفريقيا ودول أميركا الجنوبية.
وأشار الجعفري إلى أن الظروف التي تمر بها سورية حالياً تشابه الظروف التي مرت بها جنوب إفريقيا زمن الزعيم نيلسون مانديلا ونضاله من أجل الحرية ورفض التبعية، لافتاً إلى أن الدول التي تدّعي اليوم دعم الشعب السوري وترفع شعارات الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان هي نفسها التي سجنت وعذّبت المناضل نيلسون مانديلا بأطول سجن في التاريخ، وهي نفسها التي تحاصر الشعب السوري حالياً بالإجراءات القسرية الأحادية الجانب وتسرق موارده الطبيعية وتدعم الإرهابيين الأجانب وتحتل أجزاء من الأراضي السورية.
بدورها أكدت دلاميني أن بلادها تقف بقوة إلى جانب سورية حكومةً وشعباً وحقها في الدفاع عن سيادتها الكاملة ووحدة أراضيها ومحاربة الإرهاب، منددة بالإجراءات القسرية أحادية الجانب المفروضة على الشعب السوري والمخالفة للقانون الدولي.
ونوّهت دلاميني بالدور الأساسي لسورية في منطقة الشرق الأوسط، وضرورة استعادتها مكانتها الطبيعية ودورها المحوري، وشكرت الحكومة السورية على الدعم الذي قدمته وتقدمه لجمهورية جنوب إفريقيا.
وفي وقت لاحق أمس، بحث وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية محمد سامر الخليل مع دلاميني سبل تعزيز العلاقات الثنائية ذات الاهتمام المشترك.
وأكد الخليل خلال اللقاء أهمية تفعيل وتطوير العلاقات الاقتصادية من خلال توقيع اتفاق إطاري للتعاون التجاري والاقتصادي وعقد اجتماعات لمناقشة أسس تطوير التعاون في مختلف المجالات ومنها التجارية والاستثمارية.
وأشار الخليل إلى آليات زيادة حجم التجارة البينية بشكل تكاملي بالاستفادة من تنوع المنتجات لدى البلدين.
بدورها أكدت دلاميني أهمية العلاقات التاريخية ومجالات التعاون المشترك، الاقتصادي أو في قطاعات الطاقات المتجددة والزراعة والتعليم والسياحة والثقافة.