رياضة

رسالة الرياضة الجامعية

خمسة أيام من المنافسات الشيقة والجميلة عاشتها مدينة حمص خلال استضافتها البطولة الجامعية لكرة السلة، البطولة التي انتهت لكن الكلام فيها يجب ألا ينتهي، فهي أعطت بعضا من المدلولات المهمة لرياضتنا سواء الجامعية أو رياضتنا بشكل عام، وخصوصاً أن منافساتها لم تقتصر على الذكور بل طالت الإناث أيضاً, والبداية من مدينة حمص التي كانت الخيار المهم للاتحاد الوطني لطلبة سورية لإقامة البطولة فيها في خطوة لافتة منه لإعادة روح المنافسات الرياضية الرسمية إلى مدينة حمص، ومبادرة يفترض أن يكون لها منعكساتها على رياضتنا بشكل عام، وهي رسالة للاتحاد السوري لكرة السلة الذي شارك بخبراته في الإشراف المباشر والميداني على البطولة (فنياً وتحكيمياً)، وبالتالي مادام اتحاد السلة كان حاضرا البطولة من خلال أمين سره على الأقل فقد تابع واستمتع بمبارياتها وصولا إلى حفل الختام والتتويج بنجاح تام وبحضور جماهيري، فماذا يمنع اتحادنا السلوي من السماح لنادي الكرامة بلعب مبارياته خلال الدور الأول بدوري الرجال لكرة السلة على أرضه، علما أن مشاركته ستكون ضمن المجموعة الوسطى التي تقتصر على أندية حمص وحماة، حيث يفرض برنامج البطولة على الكرامة لعب كل مبارياته (ذهاباً وإياباً) في مدينة حماة!
أليس من حق الكرامة لعب مبارياته على أرضه وخصوصاً أن الفرق التي سيواجهها من مدينة مجاورة وقريبة جغرافياً، ومثلما فعل اتحاد الطلبة بإقامة واحدة من أهم بطولاته الجامعية في مدينة حمص، فهي فرصة لاتحادنا السلوي لإعادة روح المنافسة السلوية الرسمية إلى مدينة ابن الوليد وإنصاف نادي الكرامة الذي يجتهد ويعمل للحفاظ على كرة السلة ويصرف عليها المال ويبذل لأجلها الجهود المتميزة؟ والنقطة الثانية التي أظهرتها البطولة هي تفوق الجامعات الرسمية على الجامعات الخاصة في الملعب وذلك لوجود أكبر عدد من نجوم الأندية في تلك الجامعات باعتبارها لعبة المثقفين، ولكن يجدر السؤال: أين الجامعات الخاصة وخصوصاً التي كانت تعطي منحاً دراسية لعدد من نجوم الأندية بكرة السلة لاستقطابهم؟ وهل ستساهم نتائج تلك البطولة في تعزيز فكرة المنح الدراسية للاعبين وزيادتها لتقوية فرقها الجامعية أملا بحضور أقوى في البطولات القادمة؟ نأمل ذلك، ونأمل من الجهات المعنية في التعليم العالي وضع نظام معين يفرض على الجامعات الخاصة تقديم عدد معين من المنح الدراسية للمتفوقين وخصوصاً لاعبي المنتخبات، حيث الفائدة المشتركة للنادي واللاعب الذي سيجد نفسه في حالة استقرار وتأمين للمستقبل، وبالتالي فإن ذلك سينعكس على راحته وتركيزه وسيساهم في تطوير مستواه، تطور يخدم جامعته وناديه ومنتخب وطنه.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن