خيبة الأمل التي أصابت عشاق النادي الجزراوي الأحمر، الذي استنكف فريق الكرة فيه رسمياً عن المشاركة في الدوري الممتاز ومغادرة صفوفه إلى غير رجعة، بناء على القرار العكسي الذي اتخذته إدارة النادي، والتي كانت قد قامت بشرح واقع حال الفريق وعلى أعلى المستويات في ميادين الحسكة وفي العاصمة دمشق، فيما له وما عليه بخصوص عمليتي العرض والطلب المنوطة به، لو كان قد شارك الفريق في الدوري الممتاز، ولكنها لم تحظ أي وجهة نظر بآذان مصغية من أهل «الحظ والبخت» من صناع القرار؟ ولم تكن سوى آمالهم صيحة في واد وأضغاث أحلام في الهواء؟ قبل أن تذهب أدراج الرياح، ولم يقبض أحمر الحسكة منها سوى ترحيل الموضوع من جهة إلى أخرى من العاملين «فوق» في الرياضة المركزية المختصة بكرة القدم والرياضة العامة برمتها؟
أحمر وليس أخضر
رئيس النادي نبهان العبد فرش بعض أوراقه على حد تعبيره على طاولة «الوطن» التي حصلت وحدها على تصريحه الجزئي وبطلاقة متناهية دونما مواربة أو إغفال للحقائق، حين قال: أن الفريق كان يتيماً خلال كل مراحل التجمّع المنصرم في دوري أندية الدرجة الأولى، الذي صعد في نهايته إلى الدوري الممتاز عن جدارة واستحقاق، ومع ذلك فإنه لم يحظ بالاهتمام من أحد، حتى من قبل كل من انتقد عمل وأداء الإدارة فيما مضى واليوم أيضاً، بدليل أن الفريق الذي صعد إلى الدوري الممتاز هو الممثل الوحيد لكرة الحسكة وواجهة الرياضة فيها، مؤكداً أنه أليس من المفترض بالفريق، أن يكون ضيف شرف ولو لساعة زمان لدى من يهمه الأمر والجلوس معه على «قطعة كاتو وكأس عصير»؟ إلا أنه في الحقيقة لم يكن كذلك ولم يحظ حتى بدعوة لقاء ومباركة من قبل كل القائمين على الرياضة والرسميين بالمحافظة أسوة بكل الفرق الرياضية في الحسكة التي كانت تحصل على مراكز متقدمة في ألعابها على مستوى القطر؟ وهذا بحد ذاته كان رسالة واضحة إلينا من قبل من ينتقدنا ويوجه اللوم إلينا أيضاً؟ كما أن مجلس الإدارة هو الآخر لم تتم دعوته من قبل المعنيين والقائمين علينا إلى اجتماع عمل، تتم فيه مناقشة وعرض كل الجوانب والتفاصيل المرتبطة بعملها للمرحلة اللاحقة التي نحن عليها اليوم؟ مضيفاً أن النقد يجب أن يكون من جانب الإدارة نحو كل من هو قائم عليها وليس العكس ومع ذلك فقد آثرنا الاستمهال حرصاً على النادي واستقراره المفترض؟ وتلك هي النتيجة اليوم حين وقع الفريق في حيرة من أمره واضطر لأن يعلّق المشاركة ويغادر الدوري الممتاز تحت كل الظروف والاعتبارات والنتائج، لأن الردود على نداءاته لم تكن سوى ذر الرماد في العيون ولم يحصل النادي منها على بصيص أمل من المفترض أن يكون ضوءه أخضر وليس أحمر؟
حقوق مشروعة
الجزيرة في كل مذكراته الرسمية التي كانت قد طرح فيها الواقع كما هو دون مبالغة إطلاقاً، بدليل أن النادي لم يطالب فيها إلا بحقوقه المشروعة، وعلى رأسها اللعب على أرضه وهذا حقه الطبيعي، الذي استند فيه إلى قرار الجهة المعنية والمسؤولة والمخولة وحدها في إقرار اللعب على الأرض من عدمه، ولكنها لم تتلق أي إدارة النادي الرد الرسمي المبرر على ذلك، وهذا ما يتنافى مع عمل أساسيات وأصول المراسلات التنظيمية للمؤسسات الرياضية القاعدية والقيادية المعمول بها اعتيادياً لا فوقياً؟ لأن الجزيرة وعبر القنوات الرسمية له كان من المفترض أن يتلقى الرد الرسمي المكتوب على كل ما خطته إدارته وعلى جناح السرعة لاغتنام الوقت بدلاً من الاستمهال وتطويل الحبل الذي لا يزال إلى الآن على الجرار؟ لفرض الأمر الواقع عليه وتضييق فسحة التفكير لديه فيما ينتظره؟ بدلاً من المماطلة وتنويم الكتب والمذكرات الرسمية في الأدراج المغلقة تنويماً مغناطيسياً؟ كما أنه من المفترض حين تتلقى القيادات الرياضية المركزية هذه الكتب الرسمية، ينبغي أن تكون عملية العمل التنظيمي فيها مبنية على الثقة المتبادلة بينها وبين تلك المؤسسات التي جاءت إلى العمل بقرار رسمي منها؟ وبالتالي فإنه لا مجال هنا للتضليل والشطح والشطط بعيداً عن الواقع الذي يريده الجزراويون واقعاً مقنعاً وضوءه أخضر لا سراباً وضوءه أحمر؟
المطلوب هو الإنصاف
الأخبار الواردة إلينا من التي باتت تتسرب وترشح من بعض مكاتب المعنيين الرياضيين في العاصمة دمشق، على اعتبار أن استنكاف الجزيرة عن المشاركة في الدوري الممتاز بالتعليق، أصبحت قضية رأي عام، حيث مكاتب المعنيين بالرياضة وكرة القدم المركزية، كلها تؤكد أن موضوع اللعب بالحسكة، لا قرار لهم فيه، وأن موضوع الموافقة فيه هي من فوق اختصاصهم، وبالفعل هذا الكلام صحيح ودقيق وحقيقي ولا غبار عليه، لأن الموافقة فيه تحتاج إلى قرار استثنائي لا نمطي وروتيني وبصراحة فوق مستوى الرياضة والقائمين عليها، وهذا القرار هو من يُملي على المؤسسات الرياضية تصدير هذا القرار وأخذ الموافقة فيه، إذا كان أمر نادي الجزيرة مهماً لدى من يهمه الأمر، ولا غاية له سوى الإنصاف والحصول على حقه المشروع قانوناً كان قد استند على قرار محلي اعتباري، الذي من المفترض هو من يدافع عن قراره الذي اتخذه لأن الموضوع أصبح له قنوات رسمية أخرى يعرف ويدري بها من صدّر القرار واتخذه على عاتقه، ويتساءل الجزراويون هنا وعلى مختلف مستوياتهم الفهمية: هل سيحظى الجزيرة بالاهتمام والعناية والرعاية والإنصاف أم إنه سيظل نادياً بعيداً عن العين والقلب ويتبع لمحافظة نائية وبعيدة عن القلب والنظر بعين الاهتمام، على الرغم من وجود عدد من أبناء النادي في مواقع لها تأثيرها الرسمي المؤثر في العاصمة، للوصول والحصول على الحقيقة وليس للقفز فوق الحقائق بالاعتماد على وشايات «طقيقة البراغي» التي لا أساس لها من الصحة؟!