موسكو: نحافظ على سياسة خارجية محبة للسلام ونرفض النظام الاستعماري القائم على قواعد الغرب … بوتين يمنح مواطني دونيتسك ولوغانسك وأوكرانيا حق الوجود في روسيا من دون تقييد زمني
| وكالات
وقع الرئيس فلاديمير بوتين أمس السبت على مرسوم بشأن حق مواطني جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين وأوكرانيا الوجود في أراضي روسيا من دون تقييد زمني، على حين لفتت موسكو أنها تحافظ على سياسة خارجية محبة للسلام وتروج لأجندة إقليمية موحدة، مؤكدة رفضها القاطع للنظام الاستعماري الذي تحاول الولايات المتحدة والغرب فرضه على العالم لزرع الانقسامات العنصرية، وكشفت من جانب آخر أن التصريحات الكاذبة والمسيسة لبعض الوفود بشأن أوكرانيا في مؤتمر معاهدة عدم الانتشار النووي منعت التوصل لتوافق حول البيان الختامي.
وحسب موقع «روسيا اليوم» جاء في الوثيقة التي تم نشرها أمس على موقع الكرملين: يفرض المرسوم أن يملك مواطنو جمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوغانسك الشعبية وأوكرانيا الحق في الوجود المؤقت من دون توقيت زمني محدد في القانون الفيدرالي الصادر في 25 تموز عام 2002 بشأن الوضع القانوني للمواطنين الأجانب في روسيا الاتحادية، شريطة أن يجتازوا، بالطريقة وفي الحدود الزمنية التي يحددها هذا القانون الاتحادي، التسجيل الإلزامي لبصمات الأصابع، وتقديم الصور الشخصية، إضافة إلى الفحص الطبي حول تعاطي أو عدم تعاطي العقاقير المخدرة.
كما وقع بوتين على مرسوم بشأن المدفوعات المالية الاجتماعية للمواطنين الذين أجبروا على مغادرة جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين وأوكرانيا، إلى روسيا.
وتتعلق الوثيقة بالذين وصلوا إلى روسيا بعد 18 شباط، ويتم صرف المبالغ المالية اعتباراً من 1 تموز.
وفي غضون ذلك قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في كلمته أمام المشاركين في المؤتمر العالمي الخامس بمنتدى الدبلوماسيين الشباب في قازان عاصمة تتارستان إن روسيا تحافظ على سياسة خارجية محبة للسلام وتروج لأجندة إقليمية موحدة، مضيفاً: تواصل روسيا، كأكبر قوة أوروبية آسيوية وفي منطقة أوروبا والمحيط الهادئ، اتباع سياسة خارجية سلمية، وتعزيز أجندة عالمية وإقليمية إيجابية وموحدة وتطلعية.
وحسب موقع «روسيا اليوم» أكد لافروف أن روسيا تظل ملتزمة بشدة بالمبادئ الأساسية للاتصالات الدولية المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة، وقبل كل شيء، المساواة في السيادة بين الدول، كبيرها وصغيرها.
وجدد لافروف رفض بلاده القاطع للنظام الاستعماري الذي تحاول الولايات المتحدة والغرب فرضه على العالم لزرع الانقسامات العنصرية، مضيفاً: إن هذا النظام يوفر تقسيماً عنصرياً للعالم إلى مجموعة متميزة من البلدان التي لها الحق في اتخاذ أي إجراء وبقية العالم ملزم باتباع مسارات هذه المجموعة وخدمة مصالحها.
وحسب وكالة «تاس» شدد لافروف على التزام روسيا الثابت بالمبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة وقال إن بلاده دعمت باستمرار التنوع الثقافي للشعوب وحقهم في تحديد مسارهم وأنها تعمل في هذا الإطار على توسيع وتعميق التعاون المثمر مع الأغلبية العظمى من أعضاء المجتمع العالمي الذين يمثلون أكثر من 80 بالمئة من سكان الكوكب.
وأشار لافروف إلى أهمية منظمة معاهدة الأمن الجماعي والاتحاد الاقتصادي الأوروبي ورابطة الدول المستقلة والبريكس ومنظمة شانغهاي للتعاون وغيرها من التحالفات، وقال ينبغي أيضاً تكثيف الحوار.
وشدد لافروف على حقيقة أن هناك حالياً تعددية قطبية موضوعية ولا يمكن تجاهل هذا الواقع الجيوسياسي.
من جانب آخر قال أندريه بيلوسوف نائب رئيس وفد روسيا إلى مؤتمر معاهدة عدم الانتشار النووي إن التصريحات الكاذبة والمسيسة لبعض الوفود بشأن أوكرانيا منعت التوصل لتوافق حول البيان الختامي للمؤتمر، موضحاً أن بعض الوفود جاءت إلى الفعالية المذكورة، بهدف تحقيق مآرب سياسية محددة بأي ثمن كان.
وحسب وكالة «نوفوستي» وصف بيلوسوف رغبة بعض الدول في فرض «صيغ سياسية غير مقبولة» حول أوكرانيا، بأنها «استفزاز محض» من جانب المستعدين للتضحية بسنوات عديدة من العمل المثمر لمؤتمر المراجعة واستخدام المؤتمر «لتصفية الحسابات مع روسيا، وإثارة مواضيع لا علاقة لها مباشرة بالمعاهدة».
وذكر ممثل روسيا أن مشروع الوثيقة الختامية للمؤتمر التي لم يتم اعتمادها، لم يعكس مشكلة انهيار معاهدة الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى، وموضوع تطوير التعاون بين الدول النووية وغير النووية، وكذلك موضوع الموافقة الجماعية لدول الناتو على استخدام الأسلحة النووية.
بدورها انتقدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا تصريحات السفير الأميركي في طوكيو ريتشارد إيمانويل مؤكدة أنها تكشف ما يمارسه السفراء الأميركيون في العالم حالياً من تشجيع للنزعة العسكرية وظهور بؤر توتر جديدة في العالم.
وقالت زاخاروفا في قناتها على «تلغرام» أمس إن السفير إيمانويل كشف خلال تصريحاته هذه محتوى التعليمات التي يتلقاها هو وزملاؤه من الخارجية الأميركية، موضحة أن من بينها الترويج للدبلوماسية التجارية على الطريقة الأميركية التي تمثل تسييساً علنياً ومكشوفاً لإضفاء الطابع العقائدي على العلاقات المالية البحتة بهدف قطع العلاقات الاقتصادية لتوابع الولايات المتحدة مع الصين قدر الإمكان.
وأضافت زاخاروفا إن تصريحات السفير تكشف عن الابتزاز الذي يمارسه الأميركيون تجاه حلفائهم حيث أعلن بفخر أن اليابانيين على استعداد لدفع المزيد لتجنب العقوبات وعدم الاستقرار.
واعتبرت زاخاروفا أن واشنطن وبدلاً من كبح التوجهات الانتقامية بين النخبة الحاكمة في اليابان تقوم من خلال سفيرها بدفع اليابان علناً للتخلي تماماً عن القيود في المجال العسكري التي ينص عليها دستور البلاد.
من جانب آخر أنهى مجلس الوزراء الأوكراني في اجتماع عقد أمس السبت الاتفاق بين حكومتي أوكرانيا وروسيا حول التعاون العلمي والتقني والاقتصادي في مجال الطاقة النووية المبرم في 14 كانون الأول 1993 في موسكو.