اعتبر مدير عام دائرة العلاقات العربية لمنظمة التحرير الفلسطينية السفير أنور عبد الهادي أن معركة «وحدة الساحات» شكلت رسالة قوية للاحتلال الإسرائيلي، بأن الشعب الفلسطيني سيقاوم حتى آخر طفل فلسطيني على وجه الأرض، وندد بتجنب حركة «حماس» المشاركة في مقاومة إسرائيل.
وفي تصريح خاص لـ«الوطن» خلال مهرجان «وحدة الساحات.. الطريق إلى القدس»، الذي أقامته «حركة الجهاد الإسلامي» في مخيم اليرموك بدمشق مساء الخميس، قال عبد الهادي ردّاً على سؤال حول تفسيره لعدم مشاركة «حماس» في التصدي للعدوان الإسرائيلي على غزة: «بكل أسف نقول، فعلاً «حماس» تتجنب المشاركة في مقاومة إسرائيل على حين هي ترفع شعار المقاومة والنضال».
وأضاف: «على ما يبدو «حماس» لديها حسابات أخرى، فهي تسعى للوصول إلى السلطة والذي يعمل من أجل السلطة لابد أن يتواصل مع الكيان الإسرائيلي ويقدم التنازلات، ونحن نتمنى ألا يكون ذلك ولكن المؤشرات كثيرة على ذلك».
وتساءل عبد الهادي: لماذا حماس لم تشارك عندما تجتاح غزة وتقصف بأحدث أنواع الأسلحة ويستشهد أكثر من 50 شهيداً ويُدمر أكثر من ألف بيت وهي صامتة وساكتة ما الذي تنتظره؟!.
وأوضح، أن «الجهاد الإسلامي» كانت العمود الفقري في هذه المعركة وقد شاركت معها في هذه المعركة فصائل فتح والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديمقراطية والجبهة الشعبية – القيادة العامة كل حسب إمكاناته، وللأسف «حماس» كانت تراقب وتنتظر وهذا شيء نأسف له والأيام ستكشف حقيقة هذا الموقف.
وأضاف: «نحن نقول تاريخياً أن الوحدة الوطنية أساسية وراسخة والذي مازال يعطل الوحدة الوطنية هي «حماس» نتيجة حكمها لقطاع غزة بالحديد والنار ورفضها أن يشاركها أحد»، لافتاً إلى أن «حماس» كفصيل مقاوم ليس لها بإدارة الشؤون المدنية في غزة التي هي جزء أساسي من فلسطين وليس إقليماً مستقلاً له.
ولفت إلى أن إسرائيل تسعى من تحويل غزة إلى إقليم مستقل وإقامة دولة إسلامية فيه إلى تبرير وجودها كدولة يهودية ورئيس الوزراء الأسبق بنيامين نتنياهو صرح بشكل رسمي وقال نحن نؤمن الأموال لحماس من أجل المحافظة على الانقسام الفلسطيني.
وأوضح عبد الهادي، أن سورية تاريخياً وحاضراً ومستقبلاً لن تتخلى عن القضية الفلسطينية، «ونحن نفهم أن السوري ليس مسانداً وإنما هو شريك فالطفل السوري منذ صغره يتعلم بأن فلسطين هي قضيته.
ولفت إلى أن سورية رفضت المساومة على موقفها من القضية الفلسطينية ودفعت الثمن غالياً، فكل ما يمارس من إرهاب فيها منذ أكثر من 10 سنوات سببه صمودها ورفضها التفريط بالقضية الفلسطينية.
واعتبر عبد الهادي، أن معركة «وحدة الساحات» شكلّت رسالة قوية للاحتلال بأنه «مهما قدمنا من تضحيات لن نتنازل عن حقوقنا وستبقى فلسطين أرضنا ووطننا وسيبقى الشعب الفلسطيني يقاوم حتى آخر طفل فلسطيني على وجه الكرة الأرضية».