الاحتلال التركي نحو مرحلة جديدة من التصعيد ضد «قسد» … الجيش يكبد الدواعش خسائر فادحة في البادية الشرقية
| حلب- خالد زنكلو - حماة- محمد أحمد خبازي - دمشق- الوطن- وكالات
بعد هدوء استمر ثلاثة أيام في شمال سورية، تم أمس الكشف عن أن الاحتلال التركي يعمل على التأسيس لمرحلة تصعيد جديدة أشد ضراوة من الحملات السابقة ضد ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» في مناطق هيمنتها شمال وشمال شرق سورية، في حين طالبت أميركا تركيا من دون أن تسميها بإعادة دراسة موقفها الذي أعلنت فيه رغبتها بالتقارب مع الحكومة السورية.
ومنذ إعلانه في ٢٣ أيار الماضي عن عزمه احتلال شريط حدودي داخل الأراضي السورية بعمق ٣٠ كيلو متراً لإقامة ما سماه «المنطقة الآمنة» المزعومة أوعز رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان بشن جولات من القصف الممنهج ضد «قسد»، وكثف جولة القصف قبل وإبان عيد الأضحى المنصرم الذي حدده موعداً لشن عمل عسكري لاقتطاع منبج وتل رفعت شمال حلب.
ولئن نجح الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والإيراني إبراهيم رئيسي في قمتي «طهران» و«سوتشي» في ثني أردوغان عن المضي بتحقيق مخططه الرامي لتوسيع حزام بلاده الأمني على الحدود مع سورية على حساب الأراضي السورية الواقعة تحت نفوذ «قسد»، مضى رئيس النظام التركي بسياسته للنيل من «قسد» في انتظار الظرف المناسب للانقضاض عليها مستقبلاً، وفي موعد يسبق استحقاق الانتخابات التركية في حزيران المقبل لإحراز مكاسب انتخابية.
مصادر مقربة مما يسمى «الجيش الوطني»، الذي شكله النظام التركي شمال وشمال شرق سورية، كشفت لـ«الوطن»، أن استعدادات يجريها جيش الاحتلال التركي ومرتزقته راهناً لإطلاق حملة تصعيد عسكرية جديدة عبر خطوط التماس التي تفصله عن «قسد» على امتداد كل جبهات القتال.
وبينت، أن الحملة الجديدة ستكون أقوى من سابقاتها، وستنطلق من ريف حلب الشمالي والشمالي الشرقي، وبالتحديد في مناطق محددة من أرياف تل رفعت ومنبج تنطلق منها الهجمات باتجاه المناطق التي يحتلها الجيش التركي ومرتزقته، وخصوصاً تلك التي تقودها «قوات تحرير عفرين»، التي تدور في رحى «قسد»، ضد القواعد العسكرية لجيش الاحتلال في المنطقة، والتي نفذ منها ٧ هجمات في شهرين قتلت وجرحت أكثر من ٥٠ جندياً تركياً.
المصادر أفصحت، بأن تراجع حدة الهجمات والقصف التركي نحو أهداف «قسد» في الأيام الثلاثة الأخيرة مرده إلى إعادة تقييم الضربات العسكرية السابقة لجيش الاحتلال، والتي استهدفت بالمدفعية والصواريخ تدمير البنية التحتية العسكرية لـ«قسد» مع خطوط الدفاع الأمامية لها، إلى جانب اغتيال متزعميها عبر سلاح «المسيّرات».
وأشارت إلى أن جيش الاحتلال التركي والاستخبارات التركية وضعا خططاً جديدة لاستهداف نقاط ومواقع جرى تحديثها بموجب بنك أهداف حديث، من شأنه إنهاك وإضعاف «قسد» إلى أقصى درجة، ما دام اقتحام مناطق سيطرتها غير متاح حالياً.
وبالفعل، ساد هدوء حذر منذ الخميس على طول خطوط الاشتباك بدءاً من ريف حلب وصولاً إلى ريف الرقة الشمالي فريف الحسكة الشمالي، والتي كانت مسرحاً لتصعيد عسكري همجي وعشوائي للاحتلال التركي، طوال الأشهر الثلاثة الفائتة، لا يميز الأهداف العسكرية عن المدنية، وركز على تهجير السكان من المناطق القريبة من الجبهات لتسهيل احتلالها لاحقاً.
وسجل أمس ريف حلب الشمالي، حسب مصادر أهلية تحدثت لـ«الوطن»، خرقاً وحيداً لوقف إطلاق النار من قبل الاحتلال التركي صوب بلدة أم القرى التابعة لعفرين، على حين حافظت بقية جبهات القتال على الهدوء الحذر الذي يسبق العاصفة التي يبدو أنها ستهب قريباً.
وبعد حديث النظام التركي عن نيته التقارب مع الحكومة السورية، أشار نائب المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيدانت باتل، أن بلاده لا تتجه لأي تطوير في العلاقات مع سورية، وأفاد باتل بأن إدارة الرئيس جو بايدن، لن تدعم أي جهود للتطبيع مع الدولة السورية، مطالبة الدول التي تلمح باحتمال حدوث هذا التقارب بإعادة دراسة موقفها قبل الإقدام على أي خطوة عملية من هذا القبيل، في إشارة إلى النظام التركي.
وبالعودة إلى الوضع الميداني، فقد بيَّنَ مصدر ميداني لـ«الوطن» أن الجيش العربي السوري دك بمدفعيته الثقيلة صباح أمس، مواقع لتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي وحلفائه، في البارة وحرش بينين في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي من منطقة «خفض التصعيد»، وذلك بعد أن اعتدت مجموعات مما تسمى غرفة عمليات «الفتح المبين» بالصواريخ على نقاط عسكرية في محاور التماس بريف إدلب الجنوبي.
وفي البادية الشرقية، فقد أكد مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن وحدات الجيش كبدت تنظيم داعش الإرهابي خلال اليومين الماضيين خسائر فادحة بالأفراد، أثناء عملياتها البرية في تمشيط بادية السخنة بريف حمص الشرقي، وقطاعات ببادية دير الزور من خلايا الدواعش، موضحاً أن وحدات الجيش خاضت اشتباكات مع الدواعش في ريف دير الزور، أسفرت عن مقتل وإصابة العديد من بقايا فلولهم.