تبدو اليوم صورة الواقع الكروي لمنتخباتنا تحت وطأة الكثير من الظلال غير السارة بالنسبة لعشاق ومتابعي كرتنا، ولا نعتقد أن مثل هذا الواقع يرضي أحداً من القائمين على شؤون اتحاد الكرة والمنتخبات، وتغدو المهمة صعبة وتحتاج لجهود مضاعفة في ظل هذا الواقع الذي نثق أن القائمين على كرتنا يأملون بتغيير صورته.
ندرك أننا أمام عمل جديد بدأه المدرب الهولندي مع منتخب الشباب، بعد التعادل مع نظيره اللبناني ودياً مرتين، ونتفهم أن الغاية الأساسية من هذه المباريات الوقوف على وضع اللاعبين على المستويين الفردي والجماعي، وبالتالي نحن في بداية مرحلة بناء تحتاج لعمل طويل، وقد ألمح المدرب إلى بضع نقاط يمكن البناء عليها في الأيام القادمة وهذا أمر منطقي.
وعلى مستوى منتخب الناشئين، في كأس العرب، تعرض منتخبنا، أمام نظيره السعودي، لخسارة أعادت طرح الأسئلة الفنية حول عمل الجهاز الفني، والأهم بشأن واقع المنتخب في ظل النسخة المتواضعة للمنتخب السعودي الذي خسر أمام نظيره المصري بثلاثية، وتبقى لنا مباراة نتمنى أن نتجاوزها بنتيجة إيجابية رغم الفوارق في ظل ظهور قوي للمنتخب المصري الذي فاز على نظيره اللبناني بتسعة أهداف من دون رد، ما يعني أن منتخبنا سيواجه قوة هجومية تحمل الدفاع والوسط عبء عمل مضاعفاً، فردياً وجماعياً، على أمل تحقيق حضور أفضل غداً.
اتحاد الكرة السوري اليوم أمام خريطة عمل جديدة على المستويات كافة، ومن الطبيعي أن يحتاج، في الفترة القادمة، إلى تضافر الجهود والخبرات من أجل تحقيق خطوات واثقة في هذا الطريق، على الرغم من أن تفاصيل» الحوار» مع المدرب البرازيلي التي انتهت سلبية، في ظل تصريحات سابقة حول التصميم على التعاقد مع مدرب أجنبي انتهت كلها لإبرام عقد مع مدرب محلي له خبرته واسمه ولمدة عام، لكن الشاهد في تغيير البوصلة الذي تم تبريره بالتوافق مع الوقائع بحجة عدم وجود التزامات مستعجلة.. وكان يمكن الذهاب في هذا الطريق من دون المرور بمحطة المدرب البرازيلي التي بدت كما لو أنها لذر الرماد في العيون، مع تقديرنا لحسن نيات البعض ورغبته في عمل يمكن أن يشكل بداية جديدة في طريقة التفكير والتعاقد وبالتالي البناء على المستوى البعيد لعلنا نعيد الألق لكرتنا ونحقق انطلاقة جديدة طالما يطمح إليها الجميع.