رياضة

إلى أين سيصل الشغب بالدوري الكروي؟ … اتحاد الكرة في أتم الجاهزية والنجاح مرهون بتعاون الجميع … لائحة جديدة للانضباط وشطب النقاط أهم موادها

| ناصر النجار

ينطلق يوم الجمعة القادم الموسم الكروي الجديد بانطلاق الدوري الكروي في مرحلته الأولى.

الفرق المشاركة في دوري هذا الموسم وعددها اثنا عشر فريقاً دخلت مرحلة الاستعداد النهائي بعد فترة تحضير طويلة متفاوتة المدة بين فريق وآخر، فجهزّت فرقها وتعاقدت مع لاعبيها وخاضت العديد من المباريات الاستعدادية وشارك بعضها في الأدوار النهائية لكأس الجمهورية، وفي الدورات المحلية كدورتي الوفاء والولاء وكأس الصحفيين العاشرة.

وبالمقابل كان استعداد اتحاد الكرة موازياً لاستعداد الفرق من خلال تحضيره المتواصل لاستئناف النشاط الرياضي الجديد، وكان الاستعداد استثنائياً، لكون اتحاد الكرة جديداً وبات مسؤولاً مسؤولية مباشرة عن النشاط الكروي، بعد أن كان يستكمل ما تبقى من نشاطات الموسم الماضي الذي لم يكن موجوداً فيه ومقرراً له.

على صعيد العمل التنظيمي والإداري فقد منح اتحاد الكرة الثقة للجانه العليا الرئيسية المسؤولة عن الدوري والكأس كامل الصلاحيات بإعداد ما تراه مناسباً لنجاح الموسم الجديد دون أي منغصات أو عقبات واللجان هي: لجنة المسابقات ولجنة الحكام ولجنة الانضباط والأخلاق.

لجنة المسابقات

بدأت لجنة المسابقات عملها للموسم القادم قبل أكثر من شهر وأعدت كامل البرامج الخاصة بالمسابقات الرسمية لكل الدرجات، وأقامت القرعة بحضور الأندية المعنية، وأصدرت جداول المباريات ومواعيدها وبدء كل المراحل ونهائيتها، مراعية بذلك الروزنامة الخارجية.

المهم في الأمر أن تتم المحافظة على المواعيد وأن تكون هذه الروزنامة مقدسة عند أصحاب الشأن تتم فيها مراعاة كل المعايير التي تحفظ المواعيد دون تغيير أو تبديل لأن ذلك يؤثر بشكل مباشر على الأندية من ناحية الاستعداد والتحضير فضلاً عن التأثيرات المالية جراء التأخير في الموسم، وهو أيضاً يؤثر على المنتخبات الوطنية بشكل عام، لأن سوء إقامة الدوري بالمواعيد المقررة سينعكس على كل شيء وخصوصاً من ناحية الجاهزية الفنية والبدنية والروح المعنوية التي قد تتأثر أيضاً عند الفرق التي تكون في أوجها فيأتي التأجيل ليحبط عزيمتها.

ويمكن القول إننا قد نعذر اتحاد الكرة ولجنة المسابقات عند الطوارئ، لأسباب خارجة عن الإرادة، كالأحوال الجوية التي تمنع إقامة مباراة أو أكثر، وقد تعوض بوقت لاحق، أما تأجيل أكثر من مرحلة، فهذا يعني أنه قد يتم تأخير موعد نهاية الدوري، أو ضغط بعض مراحله، وهذا لا يخدم الفرق المشاركة ولا الدوري ولا كرتنا بشكل عام.

الأمر الآخر الذي يجب التنويه إليه هو اختيار المراقبين الأكفياء لمباريات الدوري، ولا نخص هنا الدوري الممتاز فقط، بل يجب أن ينسحب الاختيار المناسب على كل المسابقات، فالمواسم السابقة أخبرتنا أن الكثير من المباريات سواء كانت في دوري الدرجة الأولى أو دوري الشباب حملت في طياتها الكثير من الأحداث التي مرت مرور الكرام دون أن تواجه بالعقوبات والردع المناسب لإغفال المراقبين للأحداث أو إهمالهم وهو ما أدى إلى استفحال الشغب والشطط في هذه المسابقات، وكان التعامل معها يجري على مبدأ «بعيد عن العين بعيد عن القلب» فالأضواء في هذه الدوريات دوماً خافتة وغير مركزة، وكرة القدم تؤمن بالعدالة وإعطاء كل ذي حق حقه، لذلك فإن هذا الجانب المهم يجب أن يمنح الاهتمام الكافي من لجنة المسابقات، فالمراقب أمين على مهمته كما هو حريص على تعويض المباراة.

لجنة الحكام

استعداد لجنة الحكام كان منطقياً قياساً على الأجواء العامة، وقد أقامت اللجنة دورة لحكامها بإشراف محاضرين آسيويين من الأردن، كما أقامت عدة دورات محلية وندوات نظرية وأسندت مهام الدورات الودية والمباريات الاستعدادية إلى حكام من الدرجة الأولى ليتم تأهيلهم ليكونوا خير معين في الموسم القادم في قيادة مباريات الدوري إلى جانب الحكام الدوليين.

واعترف رئيس لجنة الحكام محمد كوسا أن التحكيم يعاني من نقص عدد الحكام الموازي للمباريات، وعزوف الحكام عن التحكيم يأتي بالدرجة الأولى من تنامي الشغب، وألمح إلى أن أفضل الحكام موجودون في دمشق واللاذقية، وهناك عدد قليل جداً في حمص وحماة وحلب، وبقية المحافظات تفتقر إلى الحكام، وهذه الخريطة التحكيمية تربك لجنة الحكام في اختيار الطواقم المناسبة للمباريات، فعندما يتقابل فريق من دمشق مع فريق من اللاذقية سيغيب حكام المحافظتين وسيتم البحث عن حكام مناسبين محايدين من باقي المحافظات، وقد يزداد الأمر صعوبة في حال تكليف حكام النخبة بمباريات خارجية.

وعن موضوع الاستعانة بحكام من الخارج قال كوسا: لا مانع لدينا من ذلك ضمن الشروط التي وضعها اتحاد الكرة، ونحن مع عملية تبادل الحكام مع الدول العربية عبر اتفاقيات لتكون الفوائد مشتركة على كل الصعد.

وأضاف: ستعمل اللجنة هذا العام بمبدأ الثواب والعقاب وسيتم مكافأة الحكم المجتهد الذي ينال العلامة الجيدة من خلال تقارير مقيمي الحكام، كما ستتم محاسبة الحكام المقصرين سواء بالوصول إلى الملعب وعدم تفقد جاهزية الملعب أو من خلال الأخطاء المرتكبة بالمباريات وكل ذلك يتم تقديره وفق تقارير المقيمين والمراقبين.

وبكل الأحوال فإن الجميع مسؤول عن المسألة التحكيمية، ونجاح الحكام في الدوري يتطلب تعاون جميع مفاصل اللعبة مع الطواقم التحكيمية بدءاً من كوادر الفريقين إلى اللاعبين وصولاً إلى الجمهور، وكلما كان التعاون وثيقاً وفرنا للحكام الأرضية الخصبة ليقوموا بمهام على أكمل وجه من خلال الراحة النفسية التامة التي يجب أن يحظى بها كل الحكام في جميع المباريات.

الشغب وآثاره السلبية

شغب الملاعب هو الشغل الشاغل لاتحاد الكرة، وهو عامل سلبي بات يقض مضجع الجميع، والخاسر الوحيد فيه هو النادي، لذلك كان دائماً عندما يتم الحديث عن الأندية الجماهيرية يقال (الجمهور إما أن يكون نعمة على النادي أو نقمة) وجماهير كرتنا عاطفية تحب فريقها حتى الثمالة لدرجة أنه ينطبق عليها المثل أحياناً ومن الحب ما قتل.

الشغب صار درجات، وللأسف فإن فتيل الشغب تبدأ شرارته الأولى من داخل الملعب قد يكون بتصرف أرعن من لاعب، أو فورة هوجاء من مدرب أو إداري، لتنطلق هذه الفورة إلى المدرجات.

وهناك حالات عديدة وإن كانت قليلة إلا أنها حدثت وتمثلت بالانسحاب من المباريات أو التهديد بالانسحاب.

اتحاد كرة القدم لمواجهة هذا الشغب المتنامي على المدرجات وشطط اللاعبين وكوادر الفريق داخل الملعب أوعز إلى لجنة الانضباط والأخلاق بتعديل اللائحة الانضباطية لضمان ردع الشغب وصولاً إلى مباريات نظيفة، يتم الاستمتاع بها، فاللاعب مهمته على أرض الملعب تقديم ما يسعد جمهوره وصولاً إلى الفوز، والمدرب مهمته متابعة فريقه وإصلاح أخطائه، والإداري له مهمة أيضاً، وإذا انشغل الجميع كل بمهامه وصلنا إلى مباراة جميلة ونظيفة، وعندما يلتزم الفريق بما عليه من واجبات سيلتزم الجمهور بالتشجيع الهادف البعيد عن الاعتراض والشتم وما شابه ذلك، وهنا يأتي دور روابط المشجعين لتنظيم التشجيع واختيار العبارات الهادفة، وإبعاد كل المسيئين عن الملعب حتى لا يتعكر الجو العام وحتى لا يتأذى الفريق.

حسب اللائحة الجديدة فإن الكثير من الحالات التي ظهرت في الموسم الماضي وما قبله ولم تكن مقيدة بمادة أو بند تم لحظها في اللائحة الجديدة منعاً للتأويل والاجتهاد، ولكي تتعامل كل الأندية بميزان واحد لا زيادة فيه ولا نقصان، والإجراءات ستكون مشددة تصل إلى حذف النقاط وإلى الهبوط إلى الدرجة الأدنى في بعض الحالات كالتخلف عن مباراة دون عذر مقبول أو الانسحاب من المباراة قبل بدايتها أو أثنائها والغرامات المالية صارت مضاعفة، وهناك عقوبات تسمح بإقامة المباريات بلا جمهور في حالات معينة.

وسرت في اللائحة الجديدة العقوبات المالية على الأفراد والكوادر المرافقة للفريق على أرض الملعب.

لذلك لابد من الانتباه إلى أي شغب في الملعب أو مخالفة تستوجب العقوبة لأن ذلك سيكلف النادي ثمناً باهظاً من العقوبات المالية والانضباطية.

الغاية دوماً هي الوصول إلى كرة نظيفة وحالة حضارية في كل الملعب، ولابد من الوعي الجماهيري، وهذا يحمّل إدارات الأندية البدء بحملة توعية لجماهيرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وحملة دعاية على المدرجات من قبل روابط المشجعين التي يقع على عاتقها مسؤولية ضبط الجمهور ومنع أي إساءة تبدر من أي مسيء.

عقوبات الكأس

أربعة أندية تعرضت للعقوبات في مسابقة كأس الجمهورية اعتباراً من دور ربع النهائي الذي استؤنف مع انتخاب لجنة الانضباط والأخلاق من الجمعية العمومية لاتحاد كرة القدم الذي عقد في 31/7/2022.

أقل الأندية عقوبة كان نادي الوثبة الذي تعرض لغرامة نصف مليون ليرة سورية وذلك بسبب شتم جمهور الفريق المنافس في المباراة النهائية للكأس الذي جمعته مع أهلي حلب.

الوحدة تعرض لغرامة مليون ليرة سورية بلقاء تشرين في إياب ربع النهائي بسبب شتم الجمهور للحكم ورمي أرض الملعب بالحجارة ما أدى إلى إصابة الحكم وتأخر على إثرها انطلاق الشوط الثاني ربع ساعة.

فريق أهلي حلب تعرض لغرامة نصف مليون ليرة لشتم الجماهير للحكم بلقاء ذهاب ربع النهائي مع الجيش، وغرامة ثانية مقدارها مليون ليرة وإقامة أول مباراة رسمية للفريق بلا جمهور و ذلك لشتم الجمهور المنافس في نهائي الكأس مع الوثبة، وتضاعفت العقوبة لأن المخالفة تكررت للمرة الثانية.

فريق تشرين تعرض لغرامة نصف مليون ليرة لشتم الحكم ورمي أرض الملعب بالحجارة والزجاجات الفارغة والقنابل الدخانية في لقاء ذهاب ربع النهائي مع الوحدة، وتعرض لغرامة مليوني ليرة للشتم ورمي أرض الملعب بالحجارة ما أدى لإصابة الحكم المساعد الثاني.

وصدرت عقوبة الإيقاف لمدة عام بحق رئيس نادي تشرين والمدرب المساعد أيهم الشمالي واللاعب محمد مالطة للسلوك الشائن، كما تم توقيف اللاعب محمد حمدكو واللاعب نديم صباغ لأربع مباريات، واللاعب حسن أبو زينب لأربع مباريات، واللاعب عبد الرزاق محمد مباراة واحدة.

وبعد استئناف نادي تشرين على العقوبات تم تخفيض عقوبة الإيقاف لمدة سنة بحق رئيس النادي والمدرب المساعد أيهم الشمالي واللاعب محمد مالطة إلى ستة أشهر، ورفع عقوبة اللاعب حسن أبو زينب إلى الإيقاف لثماني مباريات لبصقه على الحكم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن