هجرة الصيادين بسبب المازوت … المراكب تاهت بين «النقل» و«الزراعة»… وتراجع الصيد
| اللاذقية - عبير سمير محمود
كشف رئيس جمعية الصيادين في اللاذقية نبيل فحام لـ«الوطن»، عن توقف عدد من الصيادين عن الصيد البحري بسبب قلة المحروقات وعدم تزويدهم بالمازوت المدعوم منذ نحو شهر ونصف الشهر، مشيراً إلى تراجع عمليات الصيد بنسبة كبيرة.
وأوضح فحام أن موسم الصيد جيد وبأوجه حالياً لوفرة السمك، لكن ما من أحد يصطاد في الفترة الحالية بسبب شح المازوت، قائلاً: إن الصيد لم يتراجع، إنما الصياد تراجع عن الصيد وكثيرون تركوا المهنة حتى إشعار آخر.
وأشار رئيس الجمعية إلى أن أمور الصيد البحري سيئة وصيادون كثر باتوا جائعين بعد توقفهم عن مهنتهم الوحيدة التي تعد مصدر الرزق لهم ولا مهنة أخرى يسترزقون منها، لافتاً إلى أن عدد المراكب المسجلة نحو 140 مركباً لدى الجمعية يعمل منها فقط بين 10 – 15 بالمئة حالياً بسبب نقص المحروقات.
وحسب ما ذكر فحام فإن الصيادين في طرطوس وأرواد يحصلون على مخصصاتهم بشكل دوري من دون انقطاع، متسائلاً عن سبب عدم توفير المادة لصيادي اللاذقية منذ فترة شهر ونصف الشهر تقريباً.
الهجرة هرباً من الضيق المعيشي
تحدث فحام عن ظاهرة «هجرة الصيادين» عبر البحر، مبيناً أن عدداً لا بأس به من الصيادين قد غادروا البلاد عبر مراكبهم إلى قبرص واليونان وتركيا، والبعض منهم تم القبض عليهم خلال توجههم بحراً إلى الخارج من الجهات المختصة، مبرراً هجرتهم بأنها بسبب توقفهم عن العمل وعدم قدرتهم على ممارسة الصيد بالظروف الحالية.
وحول حقيقة ما يثار عن عمليات بيع المازوت مقابل السمك التركي، نفى فحام هذا الأمر نفياً قاطعاً، وقال: إن من يتحدث عن هذا الأمر عليه إثبات ذلك وألا يبقى كلاماً عارياً من الصحة، مؤكداً عدم وجود أي شكوى حول بيع مازوت مقابل سمك تركي.
وأكد ضرورة إعادة المخصصات بمواعيدها الدورية ليعود الصيادون إلى العمل من جديد، موضحاً أن حاجة المركب يومياً حسب استطاعة المحرك تتراوح بين 10 – 20 ليتراً وفي حال توفيرها بشكل دوري يعود الصياد إلى مركبه ويصبح السمك أرخص أنواع اللحوم مع توافره بالسوق بشكل كبير.
من جهته، أكد نقيب الصيادين في اللاذقية سمير حيدر لـ«الوطن»، أن آلية توزيع المازوت للصيادين تغيرت منذ نحو شهر ونصف الشهر ما أدى لتوقف العديد من الصيادين عن العمل لعدم حصولهم على المادة.
وبيّن حيدر أنه في السابق كانت النقابة توفر المازوت للصيادين حسب الكميات المتاحة بناء على قرار لجنة المحروقات وتوجيهات محافظ اللاذقية بطلب إلى سادكوب وتسجيل الصيادين حسب البطاقات المؤتمتة ومحطات الوقود المحددة، وتقوم النقابة بطلب صهريج على حسابها الخاص وتوزيع المادة على الصيادين بالتساوي والتسلسل وفق الكمية المرسلة.
وتابع بالقول: منذ نحو شهر ونصف الشهر أصدر وزير الزراعة كتاباً يقضي بتسليم المازوت الزراعي عن طريق مديرية الزراعة، علماً أن محركات المراكب مصنفة زراعياً وهي ليست زراعية، وفي هذه الحالة توقف توزيع المازوت للصيادين بانتظار رد الزراعة التي تقول إن مازوت المراكب يجب أن يكون عبر وزارة النقل لكون حركة المراكب متابَعة من الموانئ.
وأردف بالقول: إن عدد الصيادين المسجلين لدى النقابة 1800 صياد، والبطاقات المؤتمتة نحو 700 بطاقة محروقات، مشيراً إلى أن الكميات المطلوبة كانت بين 50 – 60 ليتراً كل 10 أيام حسب المحرك، إلا أنها في الفترة الأخيرة كانت ترد كل شهر مرة واحدة فقط، وحالياً متوقفة بسبب الالتباس الحاصل في عملية التوزيع.
وحول الآلية الجديدة، يوضح مدير الزراعة في اللاذقية باسم دوبا لـ«الوطن»، أنه تم الطلب إلى الوزارة بإلغاء مراكب الصيد من المفردات المتعلقة بالقطاع الزراعي التي يتم احتسابها من المديرية، موضحاً أن الكميات المخصصة للمراكب كانت سابقاً لا تدخل ضمن مخصصات القطاع الزراعي التي تؤمن عن طريق مديرية الزراعة، وبموجب القرار الوزاري الأخير فيما يخص المفردات الزراعية وبينها المسامك ومراكب صيد السمك، نبيّن أن مراكب الصيد وفقاً لكتاب نقابة عمال النقل البحري والجوي أن تبعية هذه المراكب وحركتها تعودان إلى مديرية الموانئ أي لوزارة النقل ولها مخصصات مدعومة كالسرافيس والسيارات الزراعية ويتم توزيعها من نقابة النقل البحري والجوي بناء على محاضر لجنة محروقات وتوجيهات المحافظ.