عاد الهدوء إلى العاصمة الليبية، أمس الأحد، غداة اشتباكات بين مجموعات مسلحة اندلعت في طرابلس ليل الجمعة السبت أسفرت عن سقوط 32 قتيلاً و159 جريحاً.
وذكرت وكالة «رويترز» أن الطرق ازدحمت في طرابلس بالسيارات، وفتحت المتاجر أبوابها بينما أزال عدد من الليبيين الزجاج المحطم وأنقاضاً أخرى خلفتها أعمال العنف.
وأعلنت رئاسة جامعة طرابلس، أمس الأحد، استئناف الدراسة والامتحانات بكليات الجامعة والعمل الإداري بــدءاً من اليوم الإثنين بعد أن تم إغلاق الجامعة بسبب الاشتباكات أول من أمس.
وفي مؤشر على استقرار الأوضاع، أعلن مطار معيتقة الدولي، أمس، رسمياً عودة حركة الملاحة به، بعد أن علقت أول من أمس شركات الطيران العاملة فيه رحلاتها خوفا على الركاب والطائرات من أن تطولها نيران المليشيات المتقاتلة.
وفي بيان مقتضب لها، نبهت إدارة المطار شركات النقل الجوي والمسافرين إلى أن المطار مفتوح أمام حركة الملاحة الجوية، مشيرة إلى أن العمل جار على إعادة التشغيل بصورة طبيعية وفق جداول الرحلات المعتمدة.
وفي السياق نقل موقع «العين الإخبارية»، عن سكان من العاصمة الليبية طرابلس قولهم إن الأوضاع عادت من جديد إلى شكلها شبه الطبيعي، مشيرين إلى أن جميع المرافق سواء الحكومية أم الخاصة فتحت أبوابها.
وأوضح السكان أن المدينة تشهد هدوءاً حذراً مع استمرار انتشار الآليات المسلحة التابعة للمتقاتلين في بعض المناطق والشوارع الرئيسية، معبرين عن توجسهم خيفة من عودة القتال في أي لحظة.
ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن وزارة الصحة بحكومة الوحدة الوطنية المؤقتة في ليبيا، ارتفاع حصيلة ضحايا الاشتباكات التي شهدتها العاصمة طرابلس إلى 191 شخصاً ما بين قتيل وجريح.
وذكرت الوزارة عبر صفحتها الرسمية على «فيسبوك»، أن الاشتباكات تسببت في وقوع 32 قتيلاً و159 جريحاً.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إلى وقف فوري للعنف في طرابلس.
وحث غوتيريش في بيان صادر عن الناطق باسم الأمين العام ستيفان دوغاريك نشره الموقع الإلكتروني للأمم المتحدة، الأطراف المتصارعة على الدخول في حوار حقيقي لمعالجة المأزق السياسي المستمر وعدم استخدام القوة لحل خلافاتهم.
ودعا الأطراف إلى حماية المدنيين والامتناع عن القيام بأي أعمال من شأنها تصعيد التوترات وتعميق الانقسامات.
وأعلنت وزارة الداخلية في الحكومة الليبية المكلفة من البرلمان برئاسة فتحي باشاغا، أول من أمس، أنّ ما يحدث في العاصمة الليبية طرابلس، يُعدّ نتيجةً طبيعية لغياب الدولة ومؤسساتها الأمنية بسبب تشبّث حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة بالسلطة.
من جانبه أكد الدبيبة في وقت سابق أنّه «لن يقبل إلا بالذهاب إلى الانتخابات المبكرة»، معتبراً أنّ «العدوان كله سواء من الداخل أم من الخارج كله مخطط له»، مضيفاً: «نقول لمن يدبّر انقلابات عسكرية ويحكم ليبيا بالبارود والنار: أنت تحلم».