رياضة

أمارس عملي من دون أي تجاوزات.. ورئيس المنظمة مستاء من سوء النتائج … رئيس مكتب الألعاب بشير عبود لـ«الوطن»: اتحاد السلة يخطط ويعمل ويلزمه الوقت.. وإقالته غير واردة بالوقت الحالي

| حاوره مهند الحسني

أخفق اتحاد كرة السلة الحالي في تطوير منتخباته بجميع فئاتها، فكانت الخسارات القاسية والمستوى المتواضع عناوين واضحة لرحلته منذ توليه لمهامه، وإذا كانت الحجة ضعف الإمكانات المادية وغياب المعسكرات الخارجية وعدم القدرة على التعاقد مع مدربين أجانب، فإن الاتحاد الحالي هو بمنأى عن هذه الأمور بعدما فتحت القيادة الرياضية خزائنها أمامه من دون حسيب أو رقيب ووفرت له كل شيء باستثناء لبن العصفور، ومع ذلك لم يتمكن من تقديم صورة جميلة ومستوى جيد، لا بل غرق في أخطاء إدارية وفنية ومالية لا يمكن لمنظمي دوري الأحياء الشعبية الوقوع بها، ولم نر أي تحرك جدي أو حتى مساءلة من القيادة الرياضية رغم كل المطالبات والأصوات العالية التي وصل صداها، غير أنها لم تحرك مشاعر أحد من الغيورين على أموال بلدنا الغالي التي صرفت هنا وهناك من دون أن تكون هناك نتائج جيدة وموازية لحجم العطاء.

أسئلة كثيرة طرحتها «الوطن» على رئيس مكتب الألعاب الجماعية في الاتحاد الرياضي العام بشير عبود من خلال الحوار التالي:

• بعد سلسلة من الخسارات المؤلمة التي منيت بها منتخباتنا أين كرة السلة السورية حالياً؟

الاتحاد يعمل ويخطط على أكثر من جهة، خاصة في الفئات العمرية لجميع منتخباتنا الوطنية، ويجب أن نعرف بأن الرياضة فيها مجازفات كثيرة، لكننا كقيادة رياضية نسعى وراء هدف التطوير وهذا ما نأمله في المرحلة المقبلة.

• أنت تقول بأن الاتحاد يعمل ويخطط، فأين هذا العمل والتخطيط؟

بعيداً عن إعداد المنتخبات، الاتحاد نجح في إقامة العديد من المسابقات هذا الموسم بطريقة جيدة، وكانت هناك منافسة قوية في دوري الرجال بعد دخول اللاعب الأجنبي وهذه واحدة تسجل للاتحاد، إضافة إلى أنه تمكن من استضافة بطولة الناشئين تحت سن 16 سنة في دمشق بعد غربة طويلة عن استضافة البطولات على أرضنا نتيجة الحرب التي شهدتها البلاد.

• لكن العمل العشوائي والأخطاء الكبيرة هي عناوين واضحة لعمله فما رأيك؟

لا نستطيع أن نصفها بالعشوائية، الاتحاد يعمل ضمن إطار معين، أخطأ في مكان وأصاب في الآخر، وبصراحة كرة السلة في عهده أصبح بها حركة، وعادت الروح للشارع وللجمهور، وكان هناك تنافس في دوري الرجال بوجود اللاعبين الأجانب وهذا شيء جميل ولمسناه بوجود الكم الكبير للجمهور الذي تابع وشجع، أما على صعيد إعداد المنتخبات فالموضوع ليس سهلاً، وتحقيق نتائج جيدة يحتاج إلى وقت طويل، نحن لعبنا أمام دول أقوى منا وتتحضر بطريقة أفضل وبات البون شاسعاً من حيث المستوى الفني بيننا وبين هذه المنتخبات.

• ما المعايير التي تضعها القيادة الرياضية لتقييم عمل الاتحاد بأخطائه؟

هي ليست معايير، نحن نتابع عمل كل الاتحادات الرياضية، وليس عملنا وضع علامة نجاح من عشر، نتابع ما قدمه الاتحاد بخططه وأهدافه ونتناقش معه ونتساءل إلى أين ذاهبة الأمور ليس كل الاتحادات تقدم النجاحات والنتائج الجيدة.

• برأيك ما النجاحات التي حققها اتحاد السلة على صعيد المنتخبات الوطنية؟

هو يعمل ويرغب في التطوير، وهو في إطار المراحل الأولى في بناء المنتخبات، نجحنا بالفوز على إيران وقطر وخسرنا عدة مباريات كان من المفروض ألا نخسر في هذه النتائج الرقمية الكبيرة والقاسية، كرؤية عامة لسنا بإطار تقييم عمل الاتحاد في الوقت الحالي ننتظر لحين الانتهاء من مؤتمره السنوي القادم، وبعدها سيكون لنا كلام آخر.

• هل تعلم بأن أقصى خسارة تلقتها منتخباتنا كانت في عهد هذا الاتحاد عندما خسرنا أمام اليابان فهل هذه الخسارة تعد نجاحات؟

بالطبع هي ليست نجاحات، والخسارة لا يمكن أن نقبل بها بهذا الفارق الرقمي الكبير، لكن دعنا نتحدث بصراحة هل منتخباتنا الوطنية اعتلت منصات التتويج في آسيا في المشاركات السابقة، حتى نطالب الاتحاد الحالي بمركز متقدم في نهائيات رغم ما نعانيه من ظروف صعبة.

• لكننا في عام 2001 التي استضافتها الصين حققنا المركز الرابع في نهائيات آسيا؟

أعتقد بأن الاتحاد الحالي يعمل من أجل العودة بمنتخبنا إلى مراكز متقدمة في النهائيات المقبلة، ويجب ألا ننسى بأن الأندية لدينا تراجعت بعملها ولم تعد تفرز لاعبين متميزين، وكما هو معروف بأن عصارة عمل الاتحاد هو أنديته، ويجب ألا ننسى أيضاً عدم وجود صالات كافية في جميع المحافظات وهذا ما تعاني منه جميع الأندية، هذه الأمور والمنغصات تعد معوقات في وجه تطور السلة السورية، هي أمور ليست سهلة وهي قابلة للتطوير نحو الأفضل وهذا ما نسعى إليه لقيادة رياضية.

• أفهم من كلامك بأن رياضتنا بشكل عام تعتمد على الطفرات ولا تمتلك إستراتيجيات؟

لا يمكن أن نقول عنها طفرات، نحن نعمل ونخطط لكن ليس شرطاً أن تصل إلى هدفك بتلك السهولة، دول كبيرة تستعد وتتحضر وتخرج بلا نتائج جيدة، فالرياضة مبنية على التنافس، نحاول والمحاولة تعد شيئاً جميلاً لكن النتيجة الجيدة يمكن ألا تتحقق في وقت قصير لكنها ستأتي حتماً من خلال العمل الصحيح والجيد والمتابعة الدقيقة والمستمرة.

• بصفتك رئيساً لمكتب الألعاب ما الإستراتيجية التي يعمل بها اتحاد السلة؟

طبعاً الاتحاد قدم خطة عمل واضحة، وأكد خلالها بأنه راغب في بناء المنتخبات بجميع فئاتها، ويسعى للتعاقد مع أفضل المدربين، لكن النتائج التي يريدها الشارع الرياضي لا يمكن أن تأتي بيوم وليلة، وهي بحاجة لعدة سنوات، ويجب منح الاتحاد الوقت الكافي ثم تتم المساءلة.

• لكن مضى على تولي طريف قوطرش في ملف إعداد المنتخبات أكثر من عامين وهي مدة كافية لبيان نجاحه من فشله؟

أنا أختلف معك في هذا الكلام، كان هناك لجنة مؤقتة وهي ليست الاتحاد كان يديرها الكابتن علاء جوخه جي، وقد عملت اللجنة واجتهدت حسب الإمكانات المتاحة، أما الكابتن طريف فتمكن حينها بالتعاقد مع المدرب الأميركي سياليرنو ونجحنا بالفوز على منتخبي قطر وإيران، وحينها تحركت مشاعر الشارع الرياضي بعد هذه النتائج، أما عمل الاتحاد الحالي فهو مختلف تماماً عن عمل اللجنة، وهو للأسف لم يحقق نتائج جيدة توازي طموحنا.

• القيادة الرياضية قدمت دعماً مالياً غير محدود للاتحاد فأين النتائج؟

أوافقك الرأي، القيادة الرياضية وبالتحديد فراس معلا قدم أكثر مما هو مطلوب لاتحاد السلة، وهذا وبكل صراحة سبّب حساسية وإرباكات من الاتحادات الأخرى التي شعرت بالغيرة جراء هذا الدعم، كنا نأمل بنتائج جيدة توازي حجم العطاء لكن الاتحاد أخفق ولم ينجح، ويجب أن نسأله عن خطواته القادمة.

• هل اجتمعت مع رئيس وأعضاء الاتحاد بعد هذه النتائج المخيبة للآمال؟

طبعاً اجتمعت لكن ليس بعد النتائج، وقد تناقشنا في الكثير من الأمور وهناك كتب تردنا عبر التسلسل الوظيفي عن طريق أمين السر في الاتحاد، ويتم توجيهها رسمياً إلى رئاسة المكتب التنفيذي للحصول على الموافقات.

• متى ستتم محاسبة اتحاد السلة عن تقصيره وأخطائه؟

هي ليست محاسبة، وإنما سيكون هناك تقييم لرحلة عمله، وسوف نقف عند لغة الأرقام كثيراً والخسارات الكبيرة، وسنسأل عن أسبابها وخفاياها التي حالت دون تحقيق نتائج جيدة في جميع مشاركاته.

• رئيس الاتحاد أكد أنه سوف يستقيل بعد عام في حال لم يحقق نتائج جيدة فهل توافقه؟

لا أحب الخوض بهذا الحديث، أي رئيس اتحاد إذا وجد نفسه غير قادر على العمل يتقدم باستقالته، حينها سيكون لنا كلام آخر وممكن أن ندرس استقالته ونتشاور معه بها.

• بعد كل هذه النتائج المخيبة لستم بصدد إقالة الاتحاد فما الأسباب التي يتم خلالها الإقالة لأي اتحاد؟

الإقالة تتم عندما يصل الاتحاد لطريق مسدود ويعلن أنه غير قادر على التطوير، أو بسبب وجود مشاكل بجسم الاتحاد، أو تكون هناك حالة تنظيمية غير منضبطة وقتها تكون الإقالة واردة وممكنة.

• ممكن أن نراك قريباً في اجتماع رسمي مع رئيس وأعضاء الاتحاد؟

طبعاً سأجتمع مع رئيس وأعضاء اتحاد السلة في الأيام القليلة المقبلة، وسيكون حديثنا مطولاً، نحن نجتمع مع كل الاتحادات الرياضية دون أي استثناءات.

• بصراحة هل أنت راض عن عمل اتحاد كرة السلة الحالي؟

بالنسبة الخسارات والنتائج غير الجيدة التي حققتها منتخباتنا طبعاً لست راضياً أبداً، وفي اجتماعنا القادم مع الاتحاد سوف نرى الأمور إلى أين ذاهبة، وسنرى فيما إذا كانت الأسباب منطقية أم لا، وسنجري تقييماً صريحاً وواضحاً لعمل الاتحاد.

• أنت كرئيس مكتب الألعاب هل تمارس دورك بشكل كامل أم هناك تجاوزات لعملك؟

طبعا أنا أقوم بعملي بشكل كامل مع كل الاتحادات، ودوري وعملي يعرفه الجميع، ولا يوجد أي تجاوزات من أي اتحاد، نترك الاتحاد يعمل ونؤمّن له مقومات العمل، وكل فترة يتم الجلوس معه للمحاسبة والمساءلة.

• ممكن أن نرى عصا المحاسبة مشروعة ضد عمل الاتحاد السلة؟

نحن لا نتعامل بهذا الأسلوب لأننا نؤمن بالحوار وهو أساس العمل، وصاحب الرؤية الصحيحة هو الذي يقنع الطرف الآخر بوجهة نظره، فنحن نؤمن بالعمل المؤسساتي.

• هل هناك استياء من رئيس الاتحاد الرياضي العام فراس معلا حيال سوء النتائج لمنتخبات السلة؟

طبعا هناك استياء من هذه النتائج لأننا قدمنا الكثير من الدعم والرعاية، وكنا ننتظر الأفضل، وكانت النتائج المخيبة للآمال تذكر مع كل اجتماع للمكتب التنفيذي، ونأمل في المرحلة المقبلة أن تكون النتائج أفضل وأحسن.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن