الصدر أعلن اعتزال العمل السياسي نهائياً.. الرئاسات الأربع: اعتماد الحوار لإنهاء الخلافات … قتلى وجرحى عقب اقتحام مناصري «التيار» المنطقة الخضراء.. وفرض حظر تجول في العراق
| وكالات
تطورات متسارعة، ولافتة شهدتها الساحة السياسية العراقية، أمس الإثنين، تمثلت بإعلان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، اعتزال العمل السياسي نهائياً، ليدخل إثرها الشارع العراقي حالة من التوتر والتظاهرات، ويقوم مناصرو الصدر باقتحام القصر الجمهوري، على حين دعت الرئاسات الأربع: الجمهورية والوزراء والبرلمان والقضاء الأعلى، إلى التهدئة وإيقاف التصعيد السياسي واعتماد الحوار لإنهاء الخلافات الحالية.
وفي التفاصيل ومع إعلان الصدر اعتزاله العمل السياسي نهائياً اقتحم متظاهرون مؤيدون للتيار الصدري القصر الجمهوري في المنطقة الخضراء وسط بغداد، وتحدثت وسائل إعلام عراقية عن إطلاق الأمن العراقي قنابل مسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين أمام القصر الجمهوري، ومقر الحكومة.
ونقل موقع «السومرية نيوز» عن مصدر أمني، قوله: إنه «تم تسجيل حالة وفاة و27 إصابة في صفوف المتظاهرين بالمنطقة الخضراء».
بينما نقلت وكالة «أ ف ب» عن مصادر طبية عراقي «سقوط قتيلين وعشرات الجرحى بين المتظاهرين في المنطقة الخضراء», على حين ذكرت مصادر إعلامية أخرى أن عدد القتلى ارتفع إلى 8 .
ودعت قيادة العمليات المشتركة في وقت سابق أمس، المتظاهرين إلى الانسحاب الفوري من المنطقة الخضراء قائلة في بيان: «ندعو المتظاهرين إلى الانسحاب الفوري من داخل المنطقة الخضراء»، مؤكدة أنها «التزمت أعلى درجات ضبط النفس والتعامل الأخوي لمنع التصادم أو إراقة الدم العراقي».
وتابعت: «تؤكد القوات الأمنية مسؤوليتها عن حماية المؤسسات الحكومية والبعثات الدولية والأملاك العامة والخاصة»، لافتة إلى أن التعاطي مع التظاهرات السلمية يتم من خلال الدستور والقوانين وستقوم القوات الأمنية بواجبها في حماية الأمن والاستقرار.
وفرضت القوات الأمنية العراقية، حظر التجوال في جميع أنحاء العراق على خلفية تصاعد الاحتجاجات في بغداد والجنوب.
وذكرت خلية الإعلام الأمني الحكومية في بيان صحفي مقتضب: «تعلن قيادة العمليات المشتركة حظر التجوال الشامل في جميع محافظات العراق، الحظر يبدأ من الساعة السابعة من مساء «اليوم» أمس وإلى إشعار آخر».
في غضون ذلك عقد القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي، اجتماعاً طارئاً للقيادات الأمنية بمقر العمليات المشتركة.
ونقل موقع «السومرية نيوز» عن المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء قوله في بيان: إن «رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة، ترأس اجتماعاً طارئاً للقيادات الأمنية بمقر العمليات المشتركة، لمناقشة الأحداث الأخيرة ودخول المتظاهرين للمؤسسات الحكومية».
وأضاف: إن «الكاظمي جدد توجيهاته للقيادات الأمنية بالالتزام التام بالتعليمات السابقة فيما يخص حماية أرواح المتظاهرين، والحفاظ أيضاً على الممتلكات العامة والخاصة، ومنع التجاوز على المؤسسات الحكومية من أي طرف كان».
ودعا القائد العام للقوات المسلحة المتظاهرين إلى الانسحاب الفوري من المنطقة الخضراء، وعدم إرباك الوضع العام في البلاد، وتعريض السلم المجتمعي إلى الخطر.
وعلّق الكاظمي جلسات مجلس الوزراء حتى إشعار آخر، بعد دخول متظاهرين إلى مقره، معلناً حالة الإنذار القصوى لكل القوات الأمنية في بغداد.
وفي وقت سابق أمس نقلت وكالة «واع» عن الصدر قوله في تغريدة «يظن الكثيرون بمن فيهم السيد (كاظم الحسيني) الحائري أن هذه القيادة جاءت بفضلهم أو بأمرهم»، وأضاف، «كلا، إن ذلك بفضل ربي أولاً ومن تفويضات السيد الوالد قدس سره، الذي لم يتخل عن العراق وشعبه، مبيناً أنه «على الرغم من استقالته، فإن النجف الأشرف هي المقر الأكبر للمرجعية هو الحال دوماً».
وتابع: «إنني لم أدع يوماً العصمة أو الاجتهاد ولا حتى القيادة، إنما أنا آمر بالمعروف وناه عن المنكر ولله عاقبة الأمور، وما أردت إلا أن أقوم الاعوجاج الذي كان السبب الأكبر فيه هو القوى السياسية الشيعية باعتبارها الأغلبية، وما أردتُ إلا أن أقربهم إلى شعبهم وأن يشعروا بمعاناته عسى أن يكون باباً لرضا اللـه عنهم، وأنى لهم هذا».
وقال: «على الرغم من تصوري أن اعتزال المرجع (الحائري) لم يك من محض إرادته، وما صدر من بيان عنه كان كذلك أيضاً، إلا أنني كنت قد قررت عدم التدخل في الشؤون السياسية، فإنني الآن أعلن الاعتزال النهائي وغلق كل المؤسسات إلا المرقد الشريف والمتحف الشريف وهيئة تراث الصدر الكرام، والكل في حل مني، وإن مت أو قتلت فأسألكم الفاتحة والدعاء».
وأعلن المرجع الديني كاظم الحائري، أمس الإثنين، اعتزاله العمل الديني كمرجع بسبب المرض والتقدم في العمر.
وفي السياق قال المكتب الخاص للصدر في بيان: «يمنع منعاً باتاً التدخل في جميع الأمور السياسية والحكومية والإعلامية، ورفع الشعارات والأعلام والهتافات السياسية، واستخدام أي وسيلة إعلامية بما في ذلك منصات التواصل الاجتماعي باسم التيار الصدري».
إلى ذلك دعا رؤساء الجمهورية برهم صالح والوزراء مصطفى الكاظمي والبرلمان محمد الحلبوسي والقضاء الأعلى فائق زيدان، أمس الإثنين، إلى التهدئة وإيقاف التصعيد السياسي واعتماد الحوار لإنهاء الخلافات الحالية.
ونقلت «واع» عن بيان لرئاسة الجمهورية، إن «رئيس الجمهورية برهم صالح، استضاف اجتماعاً ضم رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، ورئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي فائق زيدان، لبحث المستجدات على الساحة الوطنية».
وأكد الاجتماع أن الحفاظ على الأمن والاستقرار والمسار الديمقراطي والدستوري في العراق هو واجب جميع العراقيين، كما هو واجب مؤسسات الدولة والقوى السياسية الوطنية، لافتاً إلى أن الحوار البنّاء هو الطريق السليم لإنهاء كل الخلافات الحالية حفاظاً على مقدرات البلاد.
وجدد الاجتماع دعمه لدعوة رئيس مجلس الوزراء، عقد جولة جديدة من الحوار الوطني الأسبوع الحالي، لبحث ومناقشة الأفكار والمبادرات التي تخص حل الأزمة الحالية، مجدداً الدعوة للتيار الصدري للحضور في جلسة الحوار.
ودعا الاجتماع كل القوى الوطنية إلى تحمل المسؤولية في الظرف الحالي الذي تعيشه البلاد، بما يشمل اعتماد التهدئة على كل المستويات وإيقاف التصعيد السياسي بما يسمح بمناقشة مثمرة للحلول الآنية المطروحة، ومناقشة للوضع السياسي العام وتحسين بيئة العلاقات بين القوى السياسية المختلفة على قاعدة المصلحة الوطنية العليا، وعلى أساس مقتضيات الإصلاح بمستوياتها العديدة»، مطالباً بـ«الإيقاف الفوري للتصعيد الإعلامي الحالي الذي يؤثر سلباً في مصالح البلد ويثير القلق بين الناس».