8 آلاف طالب نجحوا من أصل 21 ألفاً تقدموا إلى مدارس المتفوقين … أحمد: ليس كل ناجح مقبولاً وذلك يعتمد على القدرة الاستيعابية للمدارس … حلب الأولى ودمشق الرابعة في أعداد المتفوقين
| محمود الصالح
شهدت مدارس المتفوقين في جميع المحافظات إقبالاً كبيراً بعدد الراغبين في التسجيل في الصفين السابع الأساسي والعاشر الثانوي، حيث بلغ عدد المتقدمين لاختبارات القبول التي أجرتها وزارة التربية مؤخراً أكثر من 21 ألف طالب وطالبة في الصفين السابع والعاشر. رئيس دائرة التربية الخاص في وزارة التربية ربيع أحمد بين لــ«الوطن» أن عدد الناجحين من الطلاب المتقدمين لاختبار الدخول في مدارس المتفوقين بلغ 8050 طالباً وطالبة من مختلف المحافظات في الصفين السابع والعاشر، وتم قبول 5450 طالباً وطالبة في جميع المحافظات وذلك حسب القدرة الاستيعابية لكل مدرسة.
وبين أحمد أن نجاح الطالب في الاختبار لا يعني أنه سيتم قبوله لأن مسألة القبول تتعلق بحسب القدرة الاستيعابية لكل مدرسة، وأضاف: في العام الحالي تم افتتاح خمس مدارس جديدة للمتفوقين وأصبح مجموع تلك المدارس 38 مدرسة.
وعن سبب الإقبال الكبير على التوجه للتسجيل في مدارس المتفوقين يرى أحمد أن هذه المدارس تقبل ممن حققوا علامات عالية في الصفين السادس والتاسع إضافة لعلامات الاختبار، ويتم انتقاء المدرسين في مدارس المتفوقين من خيرة المدرسين، إضافة إلى أن القاعة الواحدة تضم 30 طالباً فقط، وهناك حصص إثرائية موجودة في مدارس المتفوقين وغير موجودة في باقي المدارس.
وتوزع المتقدمون إلى الاختبار لدخول مدارس المتفوقين بين المحافظات، حيث كان العدد الأكبر في حلب 2741 متقدماً، تلتها حماة 2538 متقدماً ثم اللاذقية 2229 متقدماً ودمشق 2117 متقدماً وريف دمشق 1702 متقدم وحمص 1547 متقدماً، وكانت المحافظة الأقل في عدد المتقدمين الرقة 154 متقدماً.
«الوطن» توجهت إلى عدد من الطلاب والمدرسين عن أسباب الإقبال على التسجيل في مدارس المتفوقين، حيث رأى أحد الطلاب في إحدى مدارس المتفوقين أن طلاب مدارس المتفوقين يحصدون النسبة الأكبر في السنة التحضيرية للعلوم الطبية، وأن هناك أسماء لمعت كانت على مقاعد هذه المدرسة، وهنا تكون مدارس المتفوقين قد حققت غايتها من حيث رعاية الفروق الفردية بين الطلاب وتجميع المتفوقين كعامل تحفيز وتطوير لطاقاتهم المتقدمة ورعايتها.
المدرس محمد إبراهيم قال: رعاية المتفوقين ليست بتخصيص أو تمييز هذه المدرسة بكوادر تدريسية على حساب المدارس الأخرى، لأن توزيع الملاك يتم وفق حاجة المدارس، لكن الانضمام للكوادر التدريسية لمدارس المتفوقين يرتبط بقدرة المعلم، فإذا امتلك القدرة على مجاراة مجموعة النخبة من الطلاب، يكون تجاوز امتحاناً أخطر من امتحان قبول الطالب لهذه المدرسة.
ويضيف: إن المعلم الكفوء يستمر، لأنه قادر على تقديم الأفضل لطلابه وقادر أيضاً على الإجابة عن أسئلتهم، لفارق بسيط أن الوقت المخصص لاستدراك الطالب الضعيف في غير مدارس يستثمر في شعب المتفوقين بالإثراء للموضوع والمناقشة، ولنتخيل مدرساً أمام 30 طالباً ممن تقترب مستويات علاماتهم من العلامة التامة، يتنافسون على جزء من العلامة ونادراً ما تجد بينهم طاقات أقل من هذا المستوى، فهل ستكون أفكار الدرس عابرة على هذا الكم من نخبة الطلاب؟
مدرس رياضيات في مدارس المتفوقين يؤكد أن الفكرة المقدمة لا تستهلك الكثير من الوقت بالعرض لكون الطالب متابعاً، ولديه تحضير سابق يختلف عن غير مدارس، لذا يكون الشرح مرة واحدة ووقت المناقشة أطول لأفكار إضافية جديدة. ورغم أهمية توافر المستوى المتقدم لمدارس المتفوقين لكن هناك رؤية ينقلها بعض الموجهين تقول إن حصر الكفاءات من طلبة ومدرسين شكل رافعة للطلاب والمدرسين الذين انتسبوا لهذه المدارس لكنه في الوقت ذاته حرم المدارس الأخرى من طلاب كان تفوقهم محفزاً للطالب الجيد والمتوسط.
يقول عبد الرحمن جميل موجه متقاعد: لا ننكر نجاح مدارس المتفوقين لكن ما المانع بجعل كل المدارس بيئة خصبة للتفوق تبدأ من الكوادر التدريسية والإدارية إلى الطالب وهو محط الاهتمام، مضيفاً: إن منطق التميز مكافأة للطالب لكن في مجال التعليم لا مبرر له فدعم العملية التعليمية والمعلم مطلوب لتكون كل مدرسة بغض النظر عن الموقع الجغرافي مؤهلة لتخريج طلاب متفوقين.
ريم ناصر طالبة حادي عشر علمي في المتفوقين تقول: نتلقى المناهج بطريقة جيدة جداً فيها جهد مميز من أساتذتنا لكننا في الوقت ذاته كطلاب نجتاز امتحانات عميقة، ومعقدة لأننا متفوقون وعليه من الطبيعي أن نتعرض لاختبارات قوية تدعم المستوى المتقدم الذي وصل إليه الطالب، وأتصور أنه الدافع المحفز الأكبر في هذه المدارس التي أعتقد أنها حققت حالة تميز ونجاح من خلال تجربتي من الصف السابع وحتى تاريخه.