شؤون محلية

الأدوية النفسية تنتشر بين اليافعين.. حبة الترامادول بسعر «بسكوتة» … نقابة الصيادلة تحيل الخلل إلى نقابة الأطباء.. ومدير مشفى ابن رشد: نسبة المدمنين زادت خلال العامين الأخيرين

| الوطن

توافرت مؤخراً أدوية ومواد مخدرة بين البالغين والفئات العمرية الصغيرة وبأسعار رخيصة منها الحشيش والترامادول إذ لا يتجاوز سعر الحبة الواحد 3500 ليرة سورية أي بسعر قطعة بسكويت والظرف الكامل بـ20 ألف ليرة، حسب ما هو متداول.

وفي تعليق على ذلك قالت نقيب الصيادلة الدكتورة وفاء كيشي في تصريح لجريدة «الوطن»: إنه لا وجود للأدوية المخدرة في الصيدليات إلا بنسبة قليلة لدى بعضها، موضحةً أنه يوجد فرق كبير بين الدواء المخدر والأدوية النفسية المهدئة وأن الترامادول هو دواء نفسي.

وأضافت: إن النقابة أرسلت كتاباً إلى فرع مكافحة المخدرات ولأقسام الشرطة للتمييز بين الأدوية المخدرة والدواء النفسي، مبينة أن الأدوية النفسية مقيدة بأسلوب معين للصرف وتوجد قيود كثيرة منها دفتر شراء ودفتر مبيع وعدد أنواع الأدوية النفسية وأسمائها وتصرف الأدوية بموجب وصفة طبية من طبيب اختصاصي.

كيشي أكدت أن معظم الصيادلة ملتزمون بالصرف إلا نسبة قليلة ممكن أن يكون لديهم خلل، مضيفة: لدينا أيضاً خلل في نقابة الأطباء لأنه توجد وصفات خاصة بالأدوية النفسية على 3 نسخ و3 ألوان وهذه الوصفات موجودة لدى الأطباء لكن لا يلتزمون بكتابة الدواء النفسي على وصفة نظامية وحل مشكلة انتشار الأدوية النفسية يبدأ من عند الطبيب الاختصاصي.

وأشارت إلى أنه توجد لجنة رقابة مشكلة بقرار من وزارة الصحة ونقابة الصيادلة مهمتها إجراء جولات دورية على الصيدليات للتأكد من وجود الصيدلي والشروط الفنية والجرد على الأدوية وفي حال وجود خلل يتم تحويل الصيدلي إلى مجلس تأديبي وقد تصل العقوبة إلى الإغلاق من 3 إلى 6 أشهر مع غرامة مالية.

مشكلة ترويجية

من جهته، قال مدير عام مشفى ابن رشد لعلاج الأمراض النفسية والإدمان الدكتور غاندي فرح: إن ظاهرة الإدمان موجودة وزادت نسبتها وهذه الزيادة تشمل حتى الأعمار الصغيرة، بسبب الأفكار التي تنتشر بين المراهقين أن هذه المواد تمنح السعادة وتغير من المزاج، معتبراً أن هذه المرحلة العمرية حساسة بسبب تقلبات المزاج ويسهل جذبها لاستخدام المواد المخدرة.

وحذر من الإدمان على المواد المخدرة كالحشيش لدى المراهقين والصغار نظراً لأن سلبياتها تستمر لفترة زمنية طويلة ولأن أجهزتهم العصبية في مرحلة نمو وعند نضوجه هم يكونون تحت تأثير المواد المخدرة، فسلبيات الإدمان تكون طويلة الأمد وتسبب مشكلات صحية واضطرابات نفسية كمرض الفصام.

وأرجع انتشار ظاهرة الإدمان بين مختلف الفئات العمرية إلى انتشار حالة عامة من القلق والتوتر بين الناس، إضافة للضغوط الموجودة وما تحدثه من اكتئاب تدفع البعض للإدمان واستغلال المروجين لهذه الفئة.

وبين أن الترويج لمواد الإدمان يتم من البعض لأنها بالنهاية هي تجارة وأن المروجين يستغلون هذه الظروف لترويج المواد بهدف تأمين سوق لها، والسوق هم الأفراد بكل مشكلاتهم الاجتماعية والنفسية والاقتصادية، لافتاً إلى نسبة المدمنين زادت خلال عامي 2021 و2022 لدى الذكور أكثر من الإناث، لكن لا توجد إحصائية محددة.

وأكد أن علاج حالات الإدمان والأمراض النفسية في مشفى ابن رشد مجاني بالكامل وخدمة علاج المرضى تتم بسرية والعلاج يكون على فترة طويلة لأنه يتطلب متابعة لعلاج الاضطرابات النفسية التي تنشأ قبل الإدمان أو بعده.

وشدد على أن ما نفتقر إليه في سورية هو عدم وجود مراكز إعادة تأهيل للمدمنين سواء عامة أم خاصة، موضحاً أن تلك المراكز تساعد الأشخاص الذين خضعوا للعلاج من الإدمان على إعادة دمجهم في المجتمع وتأهيلهم من ناحية المهارات الفردية والاجتماعية والمهنية، وهذه هي الخطوة التي تنقص عملنا.

وأكد أن مراكز إعادة التأهيل هي الخطوة المكملة لعلاج المدمن حتى لا ينتكس مرة أخرى، وكي يبتعد الشخص عن الأجواء والبيئة والأشخاص المروجين والمتعاطين الذين دفعوه للإدمان.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن