بعد أحداث صبغت «المنطقة الخضراء» بالأحمر.. الصدر اعتذر إلى الشعب وأنصاره ينسحبون … ارتياح وترحيب سياسي عراقي مع مغادرة المتظاهرين الشارع
| وكالات
بعد أحداث دموية صبغت جانباً من «المنطقة الخضراء» باللون الأحمر، وجَّه زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، أمس الثلاثاء، مناصريه بالانسحاب من المنطقة، منهياً بذلك 24 ساعة من الاقتتال، بدأت بإعلانه الاعتزال من العمل السياسي، وليستجيب المتظاهرون فوراً ويغادرون «الخضراء» ومحيطها، في وقت وجهت قيادة العمليات المشتركة، بفتح جميع الطرق المغلقة في العاصمة بغداد، على حين أكدت القوى السياسية العراقية أن دعوة الصدر إلى إيقاف العنف تمثل أعلى مستويات الوطنية والحرص على حفظ الدم العراقي، وهي خطوة شجاعة وتستحق التقدير والثناء.
فقد نقلت وكالة «واع» عن الصدر قوله أمس، خلال مؤتمر صحفي عقده في منطقة الحنانة في النجف الأشرف: «أدعو المتظاهرين من التيار الصدري إلى الانسحاب من البرلمان خلال ساعة واحدة»، وأضاف: «أحزنني كثيراً ما يحدث في العراق، وأقدم اعتذاري إلى الشعب العراقي».
وتابع: «العراقي هو المتضرر الوحيد مما يحدث، والوطن الآن أسير للفساد والعنف، وكنا نأمل في أن تكون هناك احتجاجات سلمية وليس بالسلاح، وأن الثورة التي شابها العنف فهي ليست ثورة، وأنا الآن أنتقد ثورة التيار الصدري».
ووجه الشكر للقوات الأمنية والحشد الشعبي التي وقفت على الحياد، ولفت إلى أن الدم العراقي حرام وأن اعتزاله هو شرعي ونهائي، وأكد الصدر في بيان نشره صالح محمد العراقي، عدم السماح بفساد جديد يقوده الفاسدون.
وقال: «أيها الثوار السّلميون قد وفّيتم وكفّيتم، لن نسمح بالتعدّي عليكم فأنتم حماة الإصلاح، ولن نسمح بفساد جديد يقوده الفاسدون».
ومع توجيه الصدر، بدأ أنصار «التيار» بالانسحاب من المنطقة الخضراء، وقال موقع «السومرية نيوز»: إن «أنصار التيار الصدري من المعتصمين وغيرهم بدؤوا، ظهر (أمس) الثلاثاء، بالانسحاب من المنطقة الخضراء ومحيطها استجابة لنداء مقتدى الصدر»، مشيراً إلى أن الصدريين أعلنوا إنهاء اعتصامهم أمام البرلمان الذي استمر أكثر من شهر.
وفي السياق دعت اللجنة المنظمة لتظاهرات «الشعب يحمي الدولة»، أمس، محتجي الإطار التنسيقي إلى الانسحاب والعودة إلى منازلهم.
ونقل «السومرية نيوز» عن اللجنة قولها في بيان: «نُحيي صبركم وشجاعتكم وثباتكم في ساحة اعتصام الدفاع عن الدولة والشرعية طوال الأسابيع الماضية برغم كل التهديدات التي تعرضتم لها ولاسيما خلال اليومين الماضيين».
وأضافت: إن «موقفكم الوطني الشجاع هذا يضاف إلى سجل مواقفكم المشرقة التي وقفتموها بالدفاع عن الوطن والدولة أمام كل هجمات الإرهاب والفوضى، فعودوا إلى منازلكم سالمين غانمين وكونوا دائماً على أتم الجهوزية لتلبية نداء الوطن حال استصراخه لنا».
وعلى خط مواز وجّه رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة العراقية، مصطفى الكاظمي، بفتح الجسر المعلق وسط بغداد المغلق أمام حركة المركبات».
كما وجهت قيادة العمليات المشتركة، بفتح جميع الطرق المغلقة في العاصمة بغداد، وقررت رفع حظر التجوال في بغداد والمحافظات.
وفي ردود الأفعال على موقف الصدر، أكد الكاظمي، أن دعوة الصدر إلى إيقاف العنف تمثل أعلى مستويات الوطنية والحرص على حفظ الدم العراقي، ونقلت «واع» عن الكاظمي قوله في تغريدة له عبر صفحته «تويتر»: إن «كلمة الصدر تُحمِّل الجميع مسؤولية أخلاقية ووطنية بحماية مقدرات العراق والتوقف عن لغة التصعيد السياسي والأمني والشروع في الحوار السريع المثمر لحل الأزمات».
بدوره أكد رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، أن موقف الصدر بحجم العراق، فيما أشادت الزعامات السياسية العراقية، بالموقف.
كما أكد زعيم تحالف الفتح هادي العامري، في بيان: أن «مبادرة الصدر بوضع نهاية للعنف المسلح مبادرة شجاعة وتستحق التقدير والثناء، وجاءت في لحظة حرجة يراهن فيها الأعداء على توسيع حالة الاقتتال بين الإخوة».
وأضاف: «نؤيد بقوة ما جاء في هذه المبادرة»، مطالباً «الجميع بالحذو حذو الصدر بخطوات مماثلة لحقن الدماء وقطع دابر الفتنة».
ودعا إلى «تعاون جميع القوى الوطنية من أجل لملمة آثار الأزمة والسير قدماً للخروج من الانسداد السياسي الذي يدفع ثمنه شعبنا الكريم الصابر».
وقال رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني في بيان: «نرحب بموقف الصدر ومطالبته بإنهاء التوترات وسحب أنصاره من المنطقة الخضراء، ونؤيد موقفه الوطني المسؤول، راجين أن يعم الأمان والاستقرار في البلد، ونكرر دعوتنا لكل القوى والأطراف للحوار من أجل حل المشاكل وإنقاذ العراق من هذا الوضع الصعب».
فيما عبر مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، عن شكره للصدر، كما أكد رئيس تحالف النصر حيدر العبادي، في تغريدة له ضرورة انسحاب كل المسلحين فوراً ولا مبرر للدولة أن تقف عاجزة ومتفرجة خصوصاً بعد خطاب الصدر بسحب من يدعي الانتماء للتيار.
وذكر رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي همام حمودي، في بيان: أن «مقتدى أثبت أنه ابن تلك المدرسة، مدرسة آل الصدر المضحية لدينها وشعبها، موقف شجاع ومسؤول من أجل عراق الكرامة والإصلاح والازدهار».
إلى ذلك رحبت بعثة الأمم المتحدة في العراق «يونامي»، بالإعلان المعتدل الأخير للصدر، ودعوته إلى ضبط النفس، وذكر بيان لبعثة الأمم المتحدة في العراق، أنها «ترحب بالإعلان المعتدل الأخير للصدر، كما ذكر أن ضبط النفس والهدوء ضروريان لكي يسود العقل».
وأعلن الصدر أول من أمس اعتزاله العمل السياسي بشكل نهائي ما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة داخل المنطقة الخضراء بين أنصار التيار وقوات الأمن أدت إلى مقتل 30 شخصاً وجرح أكثر من 700 بينهم 110 من قوات الأمن.