شؤون محلية

انفجار قرب مبنى تخزين الوقود في محطة زابوروجيه النووية وبعثة الوكالة الذرية تصل كييف … روسيا: مستعدون للحوار مع الغرب لكن ليس على حساب مصالحنا

| وكالات

أكدت موسكو أمس الثلاثاء أنها مستعدة للحوار مع الغرب إلا أن ذلك لن يكون على حساب مصالحها، بينما اعتبرت من جانب آخر أن الأعمال المعادية للروس في بلدان البلطيق ستؤثر سلباً في العلاقات مع هذه الدول، في حين وصلت بعثة الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى كييف بالتزامن مع قصف القوات الأوكرانية أراضي محطة زابوروجيه الذرية ما أدى إلى انفجار قذيفتين بالقرب من تخزين الوقود المستخدم بالمحطة.

وأكد رئيس إدارة تخطيط السياسة الخارجية بوزارة الخارجية الروسية أليكسي دروبينين أن روسيا مستعدة للحوار مع الغرب إلا أن ذلك لن يكون على حساب مصالحها.

ونقل موقع «روسيا اليوم» عن دوربينين قوله في حوار له مع مجلة الشؤون الدولية التي تصدر شهرياً عن وزارة الخارجية الروسية: إن روسيا مهتمة بالتعاون الدولي والمسارات الغربية والأوروبية جزء لا يتجزأ من السياسة الخارجية الروسية استناداً لعلاقات حسن الجوار في القارة الأوروبية.

وأضاف دروبينين: إنه عاجلاً أم آجلاً سيتعين علينا الجلوس والتفاوض لكن على الشركاء والمحاورين أن يفهموا أن المصالح الروسية لن يتم التضحية بها ولن يتم تقديمها إرضاء للرغبات والمطالب غير المعقولة من أي طرف من الأطراف، مؤكداً أن روسيا مستعدة دائماً لإجراء محادثات على أن تتسم بالصدق الندية.

من جانب آخر قالت وزارة الخارجية الروسية، أمس، إن هدم النصب السوفييتية وغيرها من الأعمال المعادية للروس في بلدان البلطيق سيؤثر في العلاقات مع هذه الدول، وأشارت الوزارة إلى أن الجانب الروسي سيتخذ تدابير غير متماثلة رداً على ذلك، وأضافت في بيان: لا نؤيد أن نصبح مثل الذين أضرموا هذه العربدة والرد بنفس أساليبهم الهمجية، لكن ما يحدث الآن في دول البلطيق غير مقبول إلينا، وبالطبع سيؤثر في حالة العلاقات الثنائية مع هذه الدول التي تعاني من تدهور تام.

وأضاف البيان: لقد اتخذنا وسنواصل اتخاذ إجراءات غير متماثلة، على المستويين السياسي والاقتصادي، مضيفةً إن مسؤولية ما يحدث تقع بالكامل على عاتق سلطات البلطيق، التي ترفض فهم ما تفعله.

يشار إلى أن بلدان البلطيق الثلاثة، لاتفيا وليتوانيا وإستونيا، كانت من أولى جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق، التي قضت بشكل كامل تقريباً على الإرث السوفييتي في فنّ النصب التذكارية، وأصبحت حالات التخريب ضد النصب السوفييتية أكثر تكراراً بعد الحرب في أوكرانيا.

وفي أيار الفائت، أعرب رئيس لاتفيا إيغلز ليفيتس، عن دعمه قرار مجلس مدينة ريغا بتفكيك نصب تذكاري سوفييتي.

وصدق برلمان لاتفيا، في وقتٍ سابق، على تعليق اتفاقية مع روسيا تمثل عائقاً أمام تطبيق خطط هدم نصب تذكاري للجنود السوفييت الذين حرّروا العاصمة ريغا من النازيين إبان الحرب العالمية الثانية.

بدورها اتهمت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، السلطات الألمانية بمحاولة تحميل الاتحاد السوفييتي جزءاً من المسؤولية عن شن الحرب العالمية الثانية.

وفي تعليقها على تغير موقف السلطات الألمانية من المسؤولية التاريخية لألمانيا عن شن الحرب العالمية الثانية قالت زاخاروفا: نؤكد أن الدولة الألمانية على الرغم من التصريحات الثابتة لممثليها حول اعترافهم بالمسؤولية التاريخية الوحيدة لألمانيا عن شن الحرب العالمية الثانية والجرائم اللاإنسانية التي ارتكبها النازيون الألمان والقوات المسلحة الألمانية خلالها، تبذل في السنوات الأخيرة بالفعل جهوداً متتابعة بهدف استبعاد هذه الأطروحة من المناقشات الاجتماعية السياسية الدولية.

وأضافت: عن طريق قلب الماضي رأساً على عقب تحاول السلطات الألمانية بإلحاح تحميل الاتحاد السوفييتي مسؤولية ما عن شن الحرب يمكن مقارنتها على الأقل وحتى متساوية لمسؤوليتها التاريخية الخاصة، حيث من الواضح إن عقدة هذه المشكلة تضغط على برلين أكثر فأكثر.

في غضون ذلك أفادت قناة «CNN» الأميركية بوصول مجموعة تضم 14 خبيراً من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أمس، إلى كييف، وقالت القناة: وصلت مجموعة تضم 14 خبيراً إلى كييف عشية الزيارة المقررة هذا الأسبوع إلى محطة زابوروجيه الذرية في جنوب شرق أوكرانيا، وأضافت إنه شوهد أعضاء وفد الوكالة في ساعة مبكرة من صباح أمس في أحد فنادق كييف.

وأعلن رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، أول من أمس الإثنين، أن بعثة منظمته تتجه إلى محطة زابوروجيه الذرية وستصل إلى المكان في الأسبوع الجاري.

من جانبه قال مندوب روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل أوليانوف، إن البعثة تضم نحو 15 موظفاً من سكرتارية الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذين يعملون على قضايا الضمانات والأمن النووي، وأكد أن الزيارة تتم برفقة من مجموعة كبيرة من موظفي الأمم المتحدة.

وأفادت صحيفة «Wall Street Journal»، سابقاً، بأن زيارة وفد الوكالة إلى محطة زابوروجيه الذرية ستبدأ في 31 آب الجاري وستنتهي في 3 أيلول القادم.

يأتي ذلك في حين أفادت إدارة مدينة إينيرغودار بمنطقة زابوروجيه بأن القوات الأوكرانية قصفت أراضي محطة زابوروجيه الذرية، مضيفة: إن انفجار قذيفتين وقع بالقرب من تخزين الوقود المستخدم بالمحطة.

وحسب وكالة «تاس» جاء في بيان صدر عن الإدارة ونشر في صفحتها على «تلغرام»، أمس: في الساعة 06:50 قصفت الوحدات العسكرية الأوكرانية أراضي محطة زابوروجيه الذرية والمناطق الحدودية للمدينة، وذلك باستخدام مدفعية من العيار الثقيل. ونتيجة ذلك تم تسجيل انفجارين بالقرب من مبنى تخزين الوقود المستخدم.

وترى الإدارة أن القصف الأوكراني يهدف إلى إفشال زيارة بعثة الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى محطة زابوروجيه الذرية.

بدوره أشار الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية الفريق ايغور كوناشينكوف إلى أن نظام كييف يواصل ارتكاب الاستفزازات من أجل خلق تهديد بكارثة بشرية في محطة الطاقة النووية في زابوروجيه.

وقال كوناشينكوف: إن القوات الأوكرانية استخدمت في الـ29 من آب أربع طائرات مسيرة في الهجوم على أراضي محطة الطاقة النووية وتم اعتراضها بالوسائط الروسية وسقطت إحدى الطائرات من دون طيار على سطح المبنى الخاص رقم 1 الذي يخزن الوقود النووي الأميركي المستخدم والنفايات المشعة الصلبة وتم تجنب وقوع الأضرار والخسائر.

في سياق آخر صرحت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، بأن بلادها علقت اتفاقية تسهيل التأشيرات مع روسيا.

وفي وقت سابق عارضت ألمانيا وفرنسا فرض الاتحاد الأوروبي حظراً عاماً على إصدار تأشيرات «شنغن» للمقيمين في روسيا، إلا أن ألمانيا اتخذت قراراً خلال اجتماع وزراء الخارجية المنعقد في براغ أمس بالتخلي عن نظام التأشيرات المبسط للمواطنين الروس.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن