تسريب محضر اجتماع بين الجانبين لم ينفه الأول وهدد بتخفيض التمويل … «الائتلاف» يذعن لمطلب النظام التركي بتسويق رغبته بالتقارب مع دمشق
| الوطن
كشف محضر اجتماع بين الجانب التركي وما يسمى «الائتلاف» المعارض إذعان الأخير للأول بتسويق رغبته بالتقارب مع الحكومة السورية في أوساط «المعارضة» في الشمال السوري، وإبلاغ الأول الثاني بأنه من المحتمل تخفيض المبلغ الذي يسلمه له وخفض الرواتب خلال الفترة القادمة.
المحضر الذي جرى تسريبه ونشر في عدد من الصفحات الزرقاء، ولم ينف ما ورد فيه «الائتلاف»، أوضح أن الاجتماع جرى في إسطنبول بتاريخ 21 آب الجاري، وحضره رئيس «الائتلاف» سالم المسلط وأمينه العام هيثم رحمة ورئيس ما تسمى «هيئة التفاوض» بدر جاموس ورئيس ما تسمى «الحكومة المؤقتة» عبد الرحمن مصطفى والرئيس المشارك في لجنة مناقشة تعديل الدستور هادي البحرة وسفير «الائتلاف» في تركيا نذير الحكيم، ومن الجانب التركي «أبو حمزة» من الجهاز الاستخباراتي، وأردم من وزارة الخارجية والمترجم «أبو محمد».
ووفق المحضر، فقد بدأ الحديث رجل الاستخبارات التركي أبو حمزة بالقول: «نحن لسنا مرتاحين لما حدث في الداخل السوري، التظاهرات تستهدف تركيا، ووراءها محرضون نعرفهم بشكل جيد، وأيضاً ما يصدر عن المعارضة من تصريحات لها علاقة بتصريحات رئيس جمهوريتنا ووزير خارجيتنا، هذه المسألة ليست بسيطة أو سهلة بل ستؤثر في علاقة تركيا بالمعارضة السورية، أريد سماع رأيكم حول ذلك».
ورد المسلط بالادعاء بأن «الائتلاف» منزعج من التظاهرات والتصريحات لأن «هذه التظاهرات والتصريحات لم تستهدفكم وحدكم، استهدفت الائتلاف ودعت إلى إسقاطه»، مشيراً إلى أن «الائتلاف لم يصرح كما اتفقنا سابقاً ولن نسمح له أن يصرح مستقبلاً بأي أمر يسيء لإخواني الأتراك أو للعملية السياسية».
وعاد «أبو حمزة» ليؤكد أن هناك «جهات من المعارضة حرضت على ذلك ونحن نعرفها جيداً».
من جانبه، أشار جاموس إلى أنهم يريدون معرفة إذا كان هناك تغير في الموقف التركي في الملف السوري من دمشق، فـ«إذا كان هناك أي تغير أعلمونا، ونحن نقوم بتسويق المشروع من خلال مكونات «الائتلاف» الموجودة في الداخل ومن خلال زيارات ننظمها معكم إلى الداخل ونلتقي مع الناس ونسوق معهم هذا المشروع».
مندوب الخارجية التركية أردم قال: «أستغرب أحياناً اللغة التي تتحدث بها المعارضة، ألستم أنتم من وافق على القرار 2254 وعلى العملية السياسية واللجنة الدستورية، نحن لم نجبر أحداً على ذلك»، وأضاف: «لا أعلم إذا كنتم توافقون على أمر لا تعرفونه جيداً، إذا كنتم غير موافقين على 2254 فلننه الاجتماع وننصرف إذ لا فائدة من أي حديث»؟
وفيما يبدو أنها محاولة لتهدئة الجانب التركي، قال المسلط: «أعتذر إذا فهمتمونا غلط نحن نثق بكم، ونريد العملية السياسية ونعرف ماهيتها، ولكن كما قال بدر، نريد أن نعرف ونريد دعمكم حتى نسوق هذا الأمر لدى الشعب السوري».
ورد أردم على المسلط بالقول: «لا نريد كلاماً فقط، ولا نريد أن تتركونا وحدنا بالمواجهة، يجب أن تتحدثوا على الإعلام ومع حاضنتكم عن فهمنا لـ2254، بعضكم يحاول أن يلعب لعبة انتهازية بحيث يكون معنا على طاولة الحل السياسي ويعرف أين تصل، ويقوم بالمزايدة في اللقاءات مع الناس».
بدوره طلب جاموس مساعدة الجانب التركي «حتى نستطيع تسويق المشروع»، في حين رد أردم بالقول: «إذا كنتم موافقين على ما قلناه قبل قليل سننظم لقاء مع وزير الخارجية، ونريد منكم زيارات إلى الداخل من أجل تسويق المشروع وتهدئة الناس».
وأنهى أردم الاجتماع بالقول: «ملاحظة أخيرة، تعرفون الوضع الاقتصادي الذي نمر به، من المحتمل أن يتم تخفيض المبلغ الذي نسلمه للائتلاف، لذلك ينبغي عليكم تحضير أنفسكم بشكل جيد لأنه قد نضطر لخفض الرواتب خلال الفترة القادمة».
وفي منشور له على صفحته الشخصية في موقع «فيسبوك» أرفقه بصورة للمحضر أشار المعارض سمير نشار إلى أن «الائتلاف» لا يملك غير النفي لمحضر الاجتماع المسرب للدفاع عن موقفه مما جرى من نقاش حوله.
ولفت إلى أنه تم تلبية، كما ورد بالمحضر، طلب جاموس من مندوب الخارجية التركية الاجتماع مع رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان والخارجية لدعم «الائتلاف» لتسويق السياسة التركية تجاه الانفتاح على الحكومة السورية، مشيراً إلى أن ذلك تحقق في اجتماع التقى فيه وزير الخارجية التركي مع المسلط ومصطفى وجاموس في 24 آب الجاري أي بعد ثلاثة أيام.