انتهت «الحدوتة» الجزراوية نهاية بائسة ومؤلمة جداً، واستطاعت هذه النهاية أن تكبس على أنفاس عشاق النادي الأحمر عن بكرة أبيهم وتدق المسمار الأخير في نعش ناديهم الذي أنفق الملايين خلال مراحل تجمع الصعود الأخير إلى الدوري الممتاز واليوم أصبحت بلا فائدة؟ وهم الذين كانوا يمنّون النفس في أن تبسم لهم فسحة الأمل لأن يروا جزيرتهم تخوض معمعة منافسة الدوري الممتاز في عقر دارهم رغم حجم الاستغاثات والنداءات التي أوصلوها وبمختلف تصنيفاتهم الاعتبارية والفهمية إلى أدق تفاصيل ومواقع صنع القرار الرسمي والرياضي في العاصمة دمشق ولكن دون جدوى؟ لأن المسألة يبدو أنها كانت محسومة من الآخر؟ حتى قبل أن يصل مشروع مطالبهم الشرعية التي رفعوا فيها أبجديات واقع الحال لديهم قبل أن يصطدم بآذان صماء وترفض حتى الدخول والنقاش في هذا الموضوع من أصله، بدليل ما حصل في الاجتماع الأخير الذي ترأسه رئيس المكتب التنفيذي فراس معلا وهو الاجتماع الموسع الخاص بمنافسة الدوري، وما أردفته وتضمنته مذكرة اتحاد الفيحاء التي تحمل الرقم ١١٤٧ ك. ف. ص تاريخ ٣٠/٨/٢٠٢٢، والقاضية برفض شرعية مضمون كتاب الجزيرة؟
الرد واضح وصريح
نبهان العبد رئيس مجلس إدارة النادي المغلوب على أمره، واستناداً إلى ما تضمنته مذكرة اتحاد كرة القدم «شديدة اللهجة» المشار إليها أعلاه بالرقم والتاريخ، والتي قررت في صلب خطوطها علناً، رفض مضمون كتاب نادي الجزيرة، وأكدت التزام النادي بروزنامة الدوري الصادرة عن لجنة المسابقات لدى اتحاد الفيحاء، وإنذار الجزيرة وخلال ٢٤ ساعة بالالتزام بما تضمنته المذكرة، وإلا فإنها ستقوم بإحالة ملف الضبط الخاص بنادي الجزيرة إلى لجنة الانضباط لاتخاذ الإجراءات اللازمة استناداً إلى لائحة الأخلاق والإجراءات التأديبية؟ وبناء على ذلك فإن رد العبد نبهان من خلال مجلس إدارته بيّن في تصريح خاص لـ«الوطن» أن الرد لن يختلف عن مطلب الجزيرة السابق القاضي بإنصافه، وسيكون رد مجلس إدارته واضحاً وصريحاً وبالتأكيد على مطلب النادي السابق فقط، وإن الموضوع بالنسبة للنادي ليس موضوع مقايضة ولا «بازار» أو مساومة ومزايدة ومناقصة؟ بل موضوع واقع يتحدث عن الواقع الذي يعيشه نادي الجزيرة، وإن كان هناك من لم يعرف أو يعلم بهذا الواقع، فإن النادي كان قد أعلمه بذلك، بعد أن شرح له لسان حاله من خلال المذكرات التي رفعها إلى «فوق» فيما مضى؟ وأضاف العبد أن هذا هو وضع الجزيرة وهذه هي ظروفه ولا مجال للإذعان في ذلك، ولا تحتاج المسألة إلى إجراءات لازمة ونبرة تهديد وانضباط وأخلاق وما إلى هنالك، لأنه يبدو أن موضوع الإجراءات اللازمة ومسألة الأخلاق والانضباط فقدت بوصلتها وسارت في الاتجاه غير الصحيح؟
كلمة لا بد منها
الجزيرة أنجز كل ما عليه وأوصل صوته إلى كل من يهمه الأمر، لكن يبدو أن صوته كان «مبحوحاً» جداً ولم يُطرب سامعي الصوت، وعملية النظر إلى مطالبه المحقة لم تكن درجات الرؤية لديها كما ينبغي؟ فضاعت على الجزيرة البصيرة وأمنيات وأحلام أنصاره، وسقطت آمالهم شر سقوط مع سقوط ورقة التوت الجزراوية الأخيرة، ولكن السقوط لم يكن سهواً، إنما كان مقصوداً وبفعل فاعل والبقية عندكم و«الحر تكفيه الإشارة»؟ كما أن للحديث بقية.