سورية

تركيا تستدعي السفير الروسي.. وتصف سياسة طهران بـ«الطائفية»..!! موسكو: واشنطن أعطت الضوء الأخضر لأردوغان لضرب الطائرة

| وكالات 

مع تأكيد أصوات في مجلس الاتحاد الروسي أن رئيس النظام التركي لم يكن ليقرر بنفسه إسقاط الطائرة الحربية في الأجواء السورية دون ضوء أخضر من واشنطن، استدعت أنقرة السفير الروسي على خلفية نشر صورة لجندي روسي يحمل منصة إطلاق صواريخ على سفينة عسكرية روسية أثناء مرورها في مضيق البسفور، ودعت طهران إلى الابتعاد عما سمتها «المزاعم والافتراءات».
وقال عضو لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي ايغور مورزوف في مقابلة مع صحيفة روسكايا سلوجبا نافوستي: إن «الولايات المتحدة كان لها تأثير على تصرفات أردوغان في حادثة إسقاط الطائرة الروسية سو 24» في الأجواء السورية، بحسب وكالة «سانا» للأنباء. وأضاف بأن، أردوغان لم يكن ليقرر ذلك بنفسه من دون إشارات أو دون أن تعطيه واشنطن الضوء الأخضر، ومن هذا المنطلق يتوجب الافتراض عما هي الخطوات التالية التي سيقوم بها النظام التركي.
وذكّر مورزوف بالتهديدات التي أطلقها وزير الخارجية الأميركي جون كيري سابقاً في حال واصلت روسيا نهجها الحالي وقوله إن طائراتها سرعان ما ستسقط.
في الأثناء، استدعت تركيا السفير الروسي في أنقرة بعدما نشرت عدة وسائل إعلام تركية صورة لجندي روسي يحمل منصة إطلاق صواريخ على سفينة عسكرية روسية تدعى القيصر كونيكوف وتتبع الأسطول الروسي في البحر الأسود أثناء مرورها في مضيق البوسفور التركي، حسبما أفاد مسؤول في وزارة الخارجية.
ووصف وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو صور العسكري الروسي بـ«الاستفزاز» بحسب الوكالة «الفرنسية» للأنباء، وذلك في أوج الأزمة الدبلوماسية بين موسكو وأنقرة منذ إسقاط تركيا طائرة روسية في الأجواء السورية.
وقال الوزير التركي قبل استدعاء السفير الروسي: «آمل أن يكون الأمر مجرد حادث معزول، هذه ليست مقاربة جيدة»، مضيفاً «هذه البوارج لا تشكل خطراً علينا لكن حين نلحظ خطراً سنرد بالطريقة المناسبة».
إلى ذلك عادت آخر مجموعة من 300 سائح روسي من تركيا إلى روسيا، يومي السبت والأحد الماضيين.
وقال أحد كبار المسؤولين في قطاع السياحة الروسي دميتري غورين، حسب وكالة «سبوتنيك» للأنباء، إنه «لم تبق في تركيا حالياً أي فرق من المواطنين الروس جاءت إلى هذا البلد عن طريق وكالات متخصصة في رحلات سياحية منظمة».
وبدأ السائحون الروس بمغادرة تركيا على وجه السرعة، بعد أن نصحت وزارة الخارجية الروسية المواطنين بعدم زيارة هذا البلد بسبب تنامي التهديدات الإرهابية إزاءهم، في أعقاب إسقاط تركيا الطائرة الروسية.
وفي السياق، أوعزت وكالة السياحة الروسية لمكاتب الشركات السياحية بعدم بيع أي رحلات سياحية إلى تركيا في المستقبل المنظور.
ومن جهته، أعلن مركز دراسة الرأي العام الروسي، أمس، أن عمليات استطلاع آراء المواطنين التي أجرتها هذه المؤسسة، الأسبوع الماضي، أظهرت أن نحو 94% من هؤلاء الذين كانوا ينوون زيارة تركيا في الأشهر القريبة القادمة للراحة والاستجمام عدلوا عن خططهم، مفضلين التوجه إلى بلدان أخرى أو قضاء عطلتهم في المنتجعات السياحية الروسية. يذكر أن نحو 4 ملايين سائح روسي زاروا تركيا في العام الماضي.
بدوره، قال نائب رئيس الوزراء التركي محمد شيمشيك، أمس، لتلفزيون «إن تي في الخاص»: في أسوأ سيناريو وهو انقطاع العلاقات التركية تماماً مع روسيا، فإننا نتحدث عن خسارة 9 مليارات دولار أي ما يقارب 8.3 مليار يورو».
ورجح شيمشيك أن يكلف التوتر الحالي بين البلدين تركيا خسارة 0.3 إلى 0.4 بالمئة من إجمالي ناتجها القومي، مشيراً إلى أن عدد السياح الروس الذين يزورون تركيا انخفض بنحو 603 آلاف سائح، إضافة إلى انخفاض عقود البناء مع الشركات الروسية بشكل كبير.
وقال شيمشيك: «نحن نعتبر روسيا دائماً شريكا مهما ولا نعتزم تصعيد التوترات معها، ولكن إذا واصلت نهجها الحالي سيتم اتخاذ جميع الإجراءات لإقناعها بالعدول عنه».
وأعلن الرئيس التركي أردوغان السبت أن بلاده تسعى للحصول على بدائل لمصادر الطاقة الروسية، وقال إن تركيا «لن تنهار» بسبب العقوبات، ملمحاً إلى احتمال الحصول على النفط من قطر وأذربيجان.
وتحصل تركيا على 55% من احتياجاتها من الغاز الطبيعي و30% من احتياجاتها من النفط من روسيا.
وفي سياق آخر، بدأت طواقم السفن الحربية التابعة للأسطول الروسي في بحر قزوين مناورات ضخمة، أمس، في هذا الحوض المائي.
وأفادت قيادة الدائرة العسكرية الجنوبية الروسية في بلاغ صحفي، بحسب «سبوتنيك» بأن أكثر من 50 قطعة بحرية من مختلف التخصصات تشارك في هذه المناورات، التي تهدف أساساً إلى التدرب على توجيه ضربات مكثفة على مختلف المسافات وإتقان إجراءات الدفاع الجوي.
من جهة ثانية، اعتبر وزير الخارجية التركي في مقابلة تلفزيونية، بأن سياسة إيران «الطائفية» التي تنتهجها «خطيرة على المنطقة»، لكنه نفى وجود أزمة بين البلدين رغم اختلاف السياسات بينهما، لافتاً إلى أن بلاده تختلف بشدة مع سياسة طهران في سورية والعراق.
ودعا مولود أوغلو طهران للابتعاد عما أسماها «المزاعم والافتراءات»، دون أن يوضح ماذا يقصد بقوله، بحسب وكالة «رويترز» للأنباء.
يشار إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أبلغ الرئيس الإيراني حسن روحاني هاتفياً «ستدفعون ثمناً باهظاً إذا استمر الوضع على هذا النحو»، وذلك على خلفية تقارير إعلامية إيرانية اتهمت أردوغان وأسرته بالتورط في عمليات تجارة النفط مع التنظيم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن