عربي ودولي

غروسي أكد أن محطة الطاقة النووية في زابوروجيه تعرضت للقصف مراراً لدرجة أضرت بسلامتها … موسكو: واشنطن باتت قريبة من أن تصبح طرفاً في النزاع معنا

| وكالات

أكدت موسكو، أمس السبت أن القوات الأوكرانية جددت محاولة السيطرة على محطة الطاقة النووية في زابوروجيه، وذلك على الرغم من وجود ممثلين عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية. في المحطة، على حين أوضح المدير العام للوكالة رفائيل غروسي تعرضها للقصف مراراً، لدرجة أضرت بسلامتها، وأشارت موسكو إلى أن واشنطن باتت قريبة من أن تصبح طرفاً في النزاع مع روسيا في أوكرانيا من خلال مد الأخيرة بالدعم المادي والأسلحة، مبينة أنها ستقدم الأسبوع المقبل في جنيف أدلة على انتهاكات أميركية وأوكرانية لمعاهدة حظر الأسلحة البيولوجية.
ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن وزارة الدفاع الروسية قولها أمس السبت، بأن قوات إنزال أوكرانية حاولت مجدداً ليل أول من أمس السيطرة على محطة الطاقة النووية في زابوروجيه، على الرغم من وجود ممثلين عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية فيها.
وجاء في البيان اليومي للوزارة عن سير العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا: مساء 2 أيلول، نحو الساعة 11 مساءً بتوقيت موسكو، حاولت مجموعتان من القوارب التابعة للقوات الأوكرانية، بإجمالي 42 قارباً، مع قوة إنزال قوامها أكثر من 250 جندياً من قوات العمليات الخاصة الأوكرانية والمرتزقة الأجانب، الهبوط على ساحل بحيرة كاخوفكا في زابوروجيه.
وأشارت الوزارة إلى أن القوات الجوية الروسية استهدفت المجموعات الأوكرانية المسلحة المتسللة ودمرت 20 قارباً وزورقاً وقضت على 47 مسلحاً، بينهم 10 مرتزقة أجانب، وأصابت 23 آخرين، أثناء محاولاتهم الفاشلة للسيطرة على محطة الطاقة في زابوروجيه.
وأكدت أن القوات المسلحة الأوكرانية فقدت أكثر من 230 جندياً في سياق المحاولات المستمرة للتقدم باتجاه نيكولايف-كريفي روغ.
وقالت الوزارة «في منطقة كونستانتينوفكا في جمهورية دونيتسك، تم تدمير قاذفة HIMARS MLRS مع عربة نقل ذخيرة وتصفية ما يصل إلى 30 جندياً من القوات الأوكرانية».
وتابعت: «ضربت القوات الجوية الروسية موقع المجموعة التكتيكية التابعة للواء الهجوم الجوي 95 الأوكراني في دونيتسك، وتمت تصفية أكثر من 100 جندي أوكراني، وفي منطقة خيرسون، تم إسقاط مقاتلتين أوكرانيتين من طراز Su-25 في منطقة دنيبروبتروفسك».
وأوضحت الوزارة أن القوات الروسية استهدفت نقاط الانتشار المؤقت لوحدات اللواء الآلي 93 التابع للقوات المسلحة الأوكرانية في دونيتسك، وتم القضاء على ما يصل إلى 120 مسلحاً، إضافة إلى إسقاط 3 طائرات من دون طيار أوكرانية، واعترضت 3 صواريخ Tochka-U، بالإضافة إلى 60 قذيفة «HIMARS» و«Alder» و«Uragan MLRS»، وتدمير ستة مستودعات ذخيرة أوكرانية في مناطق نيكولايف وزابوروجيه وخاركوف ودونيتسك.
إلى ذلك دعت الوزارة إلى عقد اجتماع للدول الأعضاء في معاهدة جنيف لحظر الأسلحة البيولوجية، لبحث مسألة عدم امتثال الولايات المتحدة وأوكرانيا للمعاهدة الدولية المذكورة.
ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن قائد قوات الحماية من الأسلحة الإشعاعية والكيمياوية والبيولوجية في الوزارة إيغور كيريلوف، أن الاجتماع سيعقد الأسبوع المقبل بمبادرة من روسيا وسيتم خلاله، تقديم أدلة موثقة على انتهاكات الولايات المتحدة وأوكرانيا للمادتين الأولى والرابعة من المعاهدة.
وحثت المنظمات المسؤولة عن تنفيذ المعاهدة والمجتمع الدولي على الانتباه إلى عدد من التهديدات البيولوجية، أهمها ما يحدث على مقربة من حدود روسيا، حيث يوجد أكثر من 50 مختبراً جرى تحديثه من قبل الولايات المتحدة ويقع تحت إشراف وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون».
وأضاف كيريلوف إنه وفقاً لوزارة الخارجية الصينية، تشرف وزارة الدفاع الأميركية على 336 مختبراً بيولوجياً في 30 دولة في العالم.
وأوضح أنه في الوقت نفسه فإن أنشطة هذه المختبرات رافقها تدهور في الوضع الوبائي، بالإضافة إلى ظهور أمراض معدية غير نمطية في منطقة معينة.
وأكد المسؤول العسكري الروسي أنه منذ عام 2010، سجلت روسيا في المناطق المتاخمة للحدود الأوكرانية زيادة في الإصابة بداء «البروسيلات»، و«حمى كونغو القرم»، و«حمى غرب النيل»، و«حمى الخنازير الإفريقية».
وأوضح كيريلوف، أن واشنطن تتخذ تدابير لضمان عدم وجود شهود محتملين.
وقال: «نشهد حالياً ظهور منشورات في الصحافة الأجنبية تعكس رد فعل واشنطن العصبي على وثائق بالغة الحساسية نشرتها وزارة الدفاع، ويلاحظ الصحفيون أن أجهزة المخابرات الأميركية تتخذ إجراءات غير مسبوقة حتى لا يكون لدى الجانب الروسي شهود محتملون».
وأشار كيريلوف إلى أن مخاوف البيت الأبيض هذه تؤكد مرة أخرى طبيعة البرنامج البيولوجي العسكري الأميركي، تحت مزاعم أغراض سلمية، وتهديده لكل من روسيا والمجتمع العالمي بأسره.
وفي السياق أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رفائيل غروسي تعرض محطة زابوروجيه الكهروذرية للقصف مراراً، لدرجة أضرت بسلامتها.
ونقلت وكالة «نوفوستي» عن غروسي قوله لدى وصوله إلى فيينا، «سجلت بعثة الوكالة آثار قصف لمحطة زابوروجيه النووية، انتهكت سلامة المحطة عدة مرات، نرى نشاطاً عسكرياً حول المحطة، رأيت أنا وفريقي ثقوباً وآثاراً على المباني من القصف، وهذا يعني أن سلامة المحطة قد انتهكت ليس لمرة واحدة، وإنما لمرات عدة».
وأشار غروسي أنه سيقدم تقريراً عن وضع محطة الطاقة النووية مطلع الأسبوع المقبل، بمجرد أن يحصل على صورة كاملة لما يحدث.
من جهته صرح عضو المجلس الرئيسي لإدارة منطقة زابوروجيه، فلاديمير روغوف، أن ممثلي بعثة الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيبقون في محطة زابوروجيه النووية حتى يوم غد.
ونقلت «نوفوستي» عن روغوف: «تواصل بعثة الوكالة الدولية للطاقة الذرية عملها في المحطة النووية. وسيبقون هناك حتى الـ5 من الشهر الجاري. وتم تقديم كل المعلومات الضرورية لهم».
وأضاف إن الصحفيين من أكثر من 30 دولة زاروا المحطة أثناء عمل البعثة الدولية هناك، وتابع: «نحن منفتحون على التغطية الموضوعية للوضع في المحطة النووية».
من جهة ثانية أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن درجة مشاركة الولايات المتحدة في الوضع حول أوكرانيا مستمرة في الازدياد، بما في ذلك من خلال توفير الدعم العسكري، وهذا اتجاه خطير.
ونقلت وكالة «تاس» عن ريابكوف قوله أمس: «لسوء الحظ، نحن مضطرون لأن نشير بقلق إلى أن درجة مشاركة الجانب الأميركي في الوضع حول أوكرانيا، ودرجة انغماس واشنطن، بما في ذلك الدعم المادي، ودعم الأسلحة لنظام كييف، آخذة في الازدياد وهذا الاتجاه خطير».
وأضاف: «لقد حذرنا الولايات المتحدة مراراً وتكراراً من العواقب التي قد تحدث عندما تقوم الولايات المتحدة، بمثل هذا الضخ للأسلحة والانخراط في أشكال أخرى من الدعم المباشر لكييف، حيث إنها من خلال ذلك تضع نفسها في موقف قريب مما يمكن تسميته طرفاً في النزاع. وهو الخط الرفيع الذي يفصل الولايات المتحدة عن أن تصبح طرفاً من النزاع».
وتابع: «روسيا في وضع يمكنها حماية مصالحها بشكل كامل وضمانها بالطريقة الأكثر موثوقية، تماماً كما سيتم تحقيق أهداف العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا بشكل كامل».
وشدد ريابكوف على أن عواقب ما يحدث ستكون وخيمة، وأردف: «نحذر الولايات المتحدة من الخطوات الاستفزازية، بما في ذلك توفير المزيد من المنظومات التي مداها أبعد وأكثر تدميراً، فهذا طريق اللاعودة، وستكون عواقب ما يحدث خطيرة، وستقع المسؤولية عن ذلك بالكامل على الدوائر الحاكمة في واشنطن».
وفي سياق آخر أكد المفوض الأوروبي لشؤون الاقتصاد باولو جنتيلوني، أن الاتحاد على استعداد جيّد لمقاومة استخدام روسيا المفرط لسلاح الغاز، في إشارة إلى قطع إمدادات الغاز الروسي عن أوروبا.
ونقل موقع «النشرة» عن جنتيلوني قوله على هامش المنتدى الاقتصادي الذي نظمه «البيت الأوروبي – أمبروسيتي» في تشرنوبيو على بحيرة كومو، «إننا لسنا خائفين من قرارات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، نطالب الروس باحترام العقود، ولكن إذا لم يفعلوا ذلك، نحن مستعدّون للرد».
وأعلنت شركة «غازبروم» الروسية، في وقت سابق، أن خط أنابيب الغاز «نورد ستريم» الذي يربط روسيا بشمال ألمانيا وكان من المقرّر أن يستأنف الخدمة أمس بعد انقطاع استمرّ ثلاثة أيام لعمليات الصيانة، سيتوقّف «تماماً» حتى يتم إصلاح التوربين، من دون تحديد موعد نهائي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن