سورية

في مسعى لتصعيد التوتر في المنطقة مبعوث من واشنطن التقى قوى وأحزاباً كردية في مناطق الميليشيات … الاحتلال الأميركي يثبت ثالث قاعدة عسكرية له في القامشلي

| وكالات

في إطار محاولاتها المتواصلة لتصعيد التوتر في المناطق التي تحتلها شمال وشمال شرق سورية، أنشأت القوات الأميركية ثالث قاعدة غير شرعية لها في مدينة القامشلي شمال الحسكة.
وحسب مصادر إعلامية معارضة، فإن قوات الاحتلال الأميركية ثبتت قاعدة عسكرية لها في قرية نقارة التي تبعد ثلاثة كيلومترات إلى الجنوب الغربي من مدينة القامشلي بريف الحسكة، ليرتفع عدد القواعد اللاشرعية لهذه القوات في القامشلي إلى ثلاث قواعد.
وسبق أن أقامت قوات الاحتلال الأميركي قاعدتين اثنتين في مدينة القامشلي إحداهما في قرية هيمو على بعد أربعة كيلومترات إلى الشمال الغربي من المدينة والأخرى في تل فارس (3 كيلومترات) جنوب غرب القامشلي، بمحاذاة نهاية مهبط مطار القامشلي.
وتتمركز قوات الاحتلال الأميركي التي تقود ما يسمى «التحالف الدولي» المزعوم بذريعة محاربة تنظيم داعش ضمن مناطق انتشار ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية – قسد» في الجزيرة السورية ولاسيما تلك الغنية بالنفط والغاز، وتعد قاعدة حقل العمر النفطي غير الشرعية شرق دير الزور أكبر قاعدة لها في سورية، كما تنتشر في العديد من المناطق التي توجد فيها آبار النفط والغاز والمواقع الإستراتيجية في محافظتي الحسكة ودير الزور.
وإضافة إلى قواعدها اللاشرعية في مناطق الجزيرة السورية أقامت قوات الاحتلال الأميركية قاعدة لها في منطقة التنف أقصى جنوب شرق سورية التي تحتلها وتنتشر فيها إضافة إليها تنظيمات إرهابية موالية لها، حيث يسيطر الجانبان على «مخيم الركبان» الذي يحتجزون فيه أكثر من سبعة آلاف عائلة نازحة تعاني أوضاعاً إنسانية كارثية نتيجة استيلاء هذه القوات وإرهابييها على كل مقومات الحياة والمساعدات التي تدخل المخيم.
وحسب معلومات صحفية نشرت أواخر العام الماضي، تنتشر قوات الاحتلال الأميركي في 28 موقعاً في سورية أقامت في 24 منها قواعد عسكرية تضم أكثر من ألفي جندي أميركي، بحجة محاربة تنظيم داعش ومنع قيامه مجدداً ودعم ميليشيات «قسد».
وتتوزع القواعد العسكريّة الأميركيّة شرق سورية، في المنطقة الممّتدّة شرق نهر الفرات من جنوب شرق سورية بالقرب من منطقة التّنف على المثلث الحدودي السوري – العراقي – الأردني، إلى الشّمال الشّرقيّ بالقرب من حقول رميلان النّفطيّة، وتتوزّع في الحسكة ودير الزّور.
كما أن توزّع القواعد الأميركيّة جعلها أشبه بالطّوق الذّي يُحيط بمنابع النّفط والغاز السّوريّ شرق نهر الفرات، وهو ما يُمثّل أغلبية الثّروة الباطنيّة للشعب السوري والتي دأبت قوات الاحتلال الأميركي بالتعاون مع «قسد» على سرقتها وحرمان السوريين منها.
وفي العاشر من الشهر الماضي، وفيما يبدو أنها محاولة لرفع وتيرة التوتر مع القوات الروسية في شمال سورية، وإفشال الحوار بين الحكومة السورية و«قسد»، هبطت ثلاث مروحيات تابعة لقوات الاحتلال الأميركي في قاعدة للميليشيات بريف عين العرب شمال شرق حلب، حيث تحافظ القوات الروسية على وجود قوي هناك ولاسيما في قاعدة «صرين» الجوية منذ تشرين الأول 2019، بالتزامن مع أنباء أن «التحالف الدولي» يعمل بالتنسيق مع «قسد» على إنشاء «مطار حربي» وسط قاعدة «الجبلية» التي تسيطر عليها الميليشيات جنوب عين العرب.
في الأثناء، جدد المبعوث الجديد للخارجية الأميركية نيكولاس جرانجر التأكيد على بقاء القوات الأميركية في المناطق التي تحتلها من سورية بحجة «محاربة تنظيم داعش وحفظ الأمن والاستقرار»، وذلك وفق مصدر في ما يسمى «حزب الاتحاد السرياني» في سورية.
كلام جرانجر جاء وفق ما نقل موقع «الحل نت» الإلكتروني المعارض أمس عن رئيس الحزب سنحريب برصوم خلال اجتماعات عقدها على مدار يومين مع ما سماها «أحزاب سياسية» شمال شرق سورية.
وبهدف نسف محاولات التقارب بين دمشق و«قسد» وصل جرانجر الأربعاء الماضي إلى المناطق التي تسيطر عليها «قسد» في انتهاك لسيادة سورية والقوانين الدولية، والتقى ما تسمى «القوى» و«الأحزاب» الكردية.
ونقل الموقع عن رئيس حزب الاتحاد السرياني: «إنهم اجتمعوا مع وفد من الأحزاب السياسية بشمال شرق سورية الخميس، بالمبعوث الأميركي الجديد، في المنطقة نيكولاس جرانجر، وناقشوا عدة ملفات أبرزها الأوضاع الراهنة والتصعيد العسكري التركي الأخير ومستقبل المنطقة والدعم الدولي».
وأشار برصوم إلى أن جرانجر أكد لهم «بقاء» وجود قوات «التحالف الدولي» مع استمرار الدعم الاقتصادي والسياسي وليس فقط في الجانب العسكري.
وعلى عكس التوقعات، لم يتم خلال الاجتماعات التطرق إلى ملف الحوار الكردي- الكردي وذلك حسب مراقبين أشاروا إلى أن المقاربة الجديدة للولايات المتحدة تأتي بعد حديث النظام التركي عن التقارب مع دمشق.
والأربعاء الماضي، تحدثت «مصادر خاصة، عن أن إجراء جرانجر اتصالات مع الأطراف الكردية فور وصوله للمنطقة، هدفه إجراء لقاءات مع ما يسمى «المجلس الوطني الكردي» وما تسمى «أحزاب الوحدة الوطنية الكردية» التي يقودها «حزب الاتحاد الديمقراطي- با يا دا‏» الكردي.
يأتي ذلك في وقت تبذل فيه روسيا جهوداً كبيرة للتقريب بين الحكومة السورية و«قسد»، وذلك بعد تهديدات النظام التركي بشن عدوان جديد على شمال سورية لاحتلال مزيد من الأراضي والتي تراجعت حدتها مؤخراً، في حين أعلن نظام الرئيس رجب طيب أردوغان رغبته بالتقارب مع دمشق.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن