نظامه واصل سياسة التغيير الديموغرافي في الشمال … محاولاً التنصل من دماء السوريين أردوغان يتحدث عن مخطط غربي لتقسيم سورية
| وكالات
في إطار حملته التي يشنها ضد الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها الداعمين لميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد»، اتهم رئيس النظام التركي رجب طيب اردوغان الذي تحتل قواته أجزاء واسعة من شمال سورية، الغرب بالسعي إلى تقسيم سورية والعراق عبر استهداف المنطقة وممارسة الألاعيب السياسية على حساب دماء الأبرياء، في وقت تحدثت صحيفة مقربة من حكومته عن أن مخطط دول الغرب يأتي خدمة لكيان الاحتلال الإسرائيلي.
ونقلت صحيفة «يني شفق» عن أردوغان قوله خلال اجتماع في إسطنبول لحزب «العدالة والتنمية» الذي يتزعمه: إن «دول العالم (أميركا وحلفاؤها) قسمت العراق وأوصلته إلى حافة الانهيار والتفرقة على حساب دماء مليوني إنسان، كما قاموا بتمزيق سورية وتجزئة المدن أيضاً على حساب دماء مليون مدني بنفس الطريقة».
ويرى مراقبون، أن تصريحات أردوغان تأتي في سياق محاولاته التنصل من عمليات قتل السوريين وتدمير بناهم التحتية عبر الدعم الذي قدمه للتنظيمات الإرهابية في سورية خلال السنوات السابقة وسرقة معاملهم ونهب ثرواتهم.
وأشار أردوغان إلى أن الغرب لا يزال يواصل ألاعيبه نفسها تجاه دول المنطقة ويسعى لتقسيم البلاد على أساس «طائفي وعنصري»، ملمّحاً في حديثه إلى المساعدات التي يقدّمها الغرب للميليشيات الكردية شمال العراق وسورية ومنها «قسد» التي يعتبرها نظامه تنظيمات إرهابية و«تهدف إلى إنشاء كيان خاص بهم».
واعتبر رئيس النظام التركي، أن ما يجري في العراق وسورية يضطلع نظامه بدور أساسي فيه «مشابه لما يجري في أماكن أخرى كاليمن وتركستان وفلسطين وأفغانستان من قتل ومحاربة أهالي المنطقة وبثّ الفتنة الطائفية فيها»، مضيفاً: إن بعض الدول تسعى أيضاً لتحريض المواطنين في تركيا ضد بعضهم وتقسيمهم عنصرياً وطائفياً.
وتأتي تصريحات أردوغان هذه بعد أشهر قليلة من حديثه ومسؤولين في نظامه عن الرغبة في الحوار والتقارب مع الحكومة السورية.
بالتزامن وفي السياق ذاته، كشفت صحيفة «تركيا» المقرّبة من حزب «العدالة والتنمية» الحاكم الذي تزعمه أردوغان، أن مخطط القوى الغربية (أميركا وحلفاؤها) يهدف إلى تقسيم سورية والعراق وإقامة أنظمة حكم تابعة لها خدمة لمصالح كيان الاحتلال الإسرائيلي ولاسيما تمكينه من السيطرة على أجزاء من المنطقة والاستيلاء بشكل كامل على النفط و»هندسة هجرة جديدة».
وذكرت الصحيفة، أن «التحالف الدولي» الذي تقوده الولايات المتحدة بزعم محاربة الإرهاب وضع «حزب العمال الكردستاني» الذي تنظر إليه واشنطن كحليف وتعتبره أنقرة منظمة إرهابية في منطقة تبلغ مساحتها 30 ألف كيلومتر مربع في سورية بزعم محاربة داعش، يريد الآن تقسيم سورية إلى أربع مناطق والعراق إلى ثلاث و«إنشاء 7 دول خادمة له».
وبخلاف تصريحات أردوغان السابقة، واصل الاحتلال التركي ومنظمات إخوانية تحت مسميات خيرية تتبع له عملية التغيير الديموغرافي في المناطق التي يحتلها شمال سورية لتهجير أبناء المنطقة وإسكان عائلات إرهابييه فيها.
وذكرت وكالة «هاوار» الكردية، أن الاحتلال التركي ومنظمات إخوانية موالية له واصلت سياسة التغيير الديموغرافي في منطقة عفرين المحتلة شمال غرب حلب، إذ افتتحت مؤسسة ما تسمى «وفاء المحسنين» وحدة سكنية في ناحية جندريس المحتلة ونقلت دفعة من العوائل إليها.
وأشارت إلى أن الوحدة التي افتتحتها مؤسسة «وفاء المحسنين» مؤلفة من 34 وحدة سكنية في ناحية جندريس، ويعد ذلك مرحلة أولى من «مشروع بناء الوحدات السكنية»، في حين بدأت المؤسسة المرحلة الثانية منه قبل عدة أسابيع، وتشمل 80 وحدة سكنية، سيتم نقل الإرهابيين وعوائلهم إليها قبل فصل الشتاء، حسبما نشرت المؤسسة.
ويهدف مخطط الاحتلال التركي والمنظمات الإخوانية الموالية له إلى طمس هوية منطقة عفرين الأصلية في محاولة لسلخها عن الأراضي السورية وضمها للأراضي التركية.
وسبق لرئيس النظام التركي أن تحدث في مطلع أيار الماضي عن إعادة مليون لاجئ وإسكانهم في غير مناطقهم ولاسيما في الوحدات السكنية التي تنشئها المنظمات الإخوانية الموالية لها بما يخدم أغراضها الشخصية وخاصة على صعيد الانتخابات التي ستجري في تركيا في حزيران المقبل.
وتحدث وزير الداخلية في النظام التركي سليمان صويلو خلال اجتماع عقده قبل شهرين في أنقرة عن مشروع 100 ألف وحدة سكنية في سورية، مشيراً إلى أن عدد هذه الوحدات وصل إلى نحو 60 ألف منزل، في 259 نقطة، وأن عدد الأسر التي تم إسكانها فيها وصل إلى 51 ألفاً، و427 أسرة هم حسب مراقبين من عوائل مرتزقته من الميليشيات المسلحة والتنظيمات الإرهابية.