سورية

كازاخستان اعتبرت أن «مسار أستانا» مكملاً لمسار جنيف … السفير حداد: هزيمة المشروع الأميركي في سورية له أثر كبير على تغيرات النظام الدولي

| وكالات

في الوقت الذي اعتبرت فيه كازاخستان، أن مسار محادثات «أستانا» للسلام حول سورية ليس بديلاً عن مسار جنيف، بل مكملاً له، أكد سفير سورية لدى روسيا الاتحادية رياض حداد، أن هزيمة المشروع الأميركي في سورية كان له أثر كبير على التغيرات التي يشهدها النظام الدولي حالياً.
وخلال محاضرة ألقاها على طلاب جامعة سان بطرسبورغ للعلاقات الدولية في روسيا بعنوان «سورية والنظام الدولي»، أكد حداد حسبما ذكرت وزارة الخارجية والمغتربين على صفحتها في موقع «فيسبوك»، أمس، أن العالم يعيش منذ انهيار الاتحاد السوفييتي في ظل نظام الأحادية القطبية الذي هيمنت عليه الولايات المتحدة الأميركية مستخدمةً في سبيل ذلك شتى السبل من نشر لقواتها العسكرية وسيطرة على النظام الاقتصادي الدولي وشن الحروب على الدول والشعوب الرافضة للهيمنة الأميركية وزعزعة استقرارها.
وأوضح حداد، أن سورية كانت أكثر من عانى من هذه الأحادية القطبية وخاصةً أنها رفضت الاستسلام للهيمنة الأميركية والتخلي عن قرارها السيادي بعد سقوط الاتحاد السوفييتي.
وأكد أن المحاولات الأميركية لضرب استقرار سورية بدأت قبل شن الحرب الإرهابية على سورية من خلال الضغط السياسي والاقتصادي ومن ثم تسخير الجماعات المتطرفة للهجوم عليها، وصولاً إلى الاحتلال المباشر للأراضي السورية وممارسة الإرهاب الاقتصادي بحق الشعب السوري، ضاربة جميع القوانين الدولية والقيم الإنسانية التي يتغنى بها الغرب عرض الحائط.
كما أكد حداد، أن سورية تمكنت بعزيمة شعبها وشجاعة قواتها المسلحة وحكمة قيادتها ودعم الدول الصديقة وفي مقدمتهم روسيا الاتحادية من هزيمة المشروع الأميركي في سورية والشرق الأوسط، وكان لذلك الأثر الكبير على التغيرات التي يشهدها النظام الدولي حالياً، «فمنذ هزيمة المشروع الأميركي في سورية وصولاً إلى العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا وانعكاساتها على المشهد الدولي ونحن نشهد تحولاً نحو نظام دولي متعدد الأقطاب».
وجدد حداد موقف سورية الداعم للعملية العسكرية التي تخوضها روسيا للدفاع عن شعب الدونباس ومنع تمدد حلف شمال الأطلسي «الناتو»، وكذلك دعمها لجهود روسيا وكل الدول المحبة للسلام الرامية لتأسيس نظام دولي متعدد الأقطاب يقوم على احترام سيادة الدول والقانون الدولي ويحقق مصالح وطموحات الشعوب، مشدداً على ضرورة تكثيف التعاون بين هذه الدول لخلق بنى ومؤسسات دولية قادرة على تحقيق هذه الأهداف.
في غضون ذلك، وحسبما ذكرت وكالة «تاس» الروسية للأنباء، أوضح وزير الخارجية الكازاخستاني مختار تلوبيردي، أن محادثات مسار «أستانا» بشأن سورية ليس بديلاً عن محادثات «جنيف» بل هي مكملاً لها.
وقال تلوبيردي: إن «مسار أستانا هو إضافة إلى مسار جنيف، ولا ينافسه بأي شكل من الأشكال»، وأشار إلى أن الدول الضامنة لعملية «أستانا» وهي روسيا وإيران والنظام التركي، لم تتقدم إلى الجانب الكازاخستاني لعقد الجولة المقبلة في العاصمة الكازاخية نور سلطان.
والثلاثاء الماضي، أعلن مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا في اجتماع لمجلس الأمن الدولي، أنه من المتوقع عقد الاجتماع الدولي المقبل حول سورية بصيغة أستانا قبل نهاية هذا العام.
وقال: «إن صيغة أستانا تشكل أكثر الآليات الدولية فاعلية للتوصل إلى حل في سورية، وروسيا من جانبها تأمل في تنظيم اجتماع بهذه الصيغة قبل نهاية العام الجاري».
وأضاف: «إن التهديدات الأمنية لسورية والمنطقة بأكملها تأتي من بقايا المجموعات الإرهابية المنتشرة على نطاق واسع والتي وجدت مأوى لها في إدلب وعلى الضفة الشرقية للفرات وفي التنف.. وبالتالي فإن تحقيق تقدم في مسار العملية السياسية في سورية ضروري جداً».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن