أردوغان يتهم أميركا وحلفاءها بالتخطيط لتقسيم سورية! … واشنطن تسارع لدعم ميليشياتها شمالاً وانفجارات تهز قواعدها بحقل العمر
| الوطن - وكالات
سارعت واشنطن الخطا تجاه تأكيد مواصلة دعمها لميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد»، على وقع التحركات المتسارعة شمالاً، لاسيما عقب تصريحات المسؤولين الأتراك حول ضرورة التقارب مع دمشق، ودخول روسيا مجدداً على خط محاولة استئناف الحوار بين «قسد» والحكومة السورية، وتكثيف النظام التركي ضرباته على مواقع هذه الميليشيات.
تحرك واشنطن بدأ يوم الأربعاء الفائت بإرسال مبعوثها الجديد إلى المنطقة نيكولاس جرانجر فوصل إلى المناطق التي تسيطر عليها «قسد» في انتهاك لسيادة سورية والقوانين الدولية، حيث التقى ما تسمى «القوى» و«الأحزاب» الكردية.
ونقلت مواقع معارضة عن رئيس حزب الاتحاد السرياني سنحريب برصوم أنه «اجتمع هو ووفد من الأحزاب السياسية بشمال شرق سورية، الخميس الماضي، بالمبعوث الأميركي الجديد في المنطقة نيكولاس جرانجر، وناقشوا عدة ملفات أبرزها الأوضاع الراهنة والتصعيد العسكري التركي الأخير ومستقبل المنطقة والدعم الدولي».
وأشار برصوم إلى أن جرانجر أكد لهم «بقاء» وجود قوات «التحالف الدولي» مع استمرار الدعم الاقتصادي والسياسي وليس فقط في الجانب العسكري.
زيارة المبعوث الأميركي أعقبتها تحركات ميدانية على الأرض، كشفت عنها مواقع إعلامية معارضة أكدت قيام قوات الاحتلال الأميركية بتثبيت قاعدة عسكرية لها في قرية نقارة التي تبعد ثلاثة كيلومترات إلى الجنوب الغربي من مدينة القامشلي بريف الحسكة، ليرتفع عدد القواعد اللاشرعية لهذه القوات في القامشلي إلى ثلاث قواعد، كما أرسلت قوات ما يسمى التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة أمس، تعزيزات عسكرية إلى بلدة اليعربية، ضمت نحو 80 شاحنة محملة بالأسلحة والمعدات اللوجستية.
هذه التحركات قابلتها تصريحات منددة من قبل رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان، الذي اتهم الغرب بالسعي إلى تقسيم سورية والعراق عبر استهداف المنطقة وممارسة الألاعيب السياسية على حساب دماء الأبرياء، في وقت تحدثت صحيفة مقربة من حكومته عن أن مخطط دول الغرب يأتي خدمة لكيان الاحتلال الإسرائيلي.
ونقلت صحيفة «يني شفق» عن أردوغان قوله خلال اجتماع في إسطنبول لحزب «العدالة والتنمية» الذي يتزعمه: إن «دول العالم (أميركا وحلفاؤها) قسمت العراق وأوصلته إلى حافة الانهيار والتفرقة على حساب دماء مليوني إنسان، كما قاموا بتمزيق سورية وتجزئة المدن أيضاً على حساب دماء مليون مدني بالطريقة نفسها».
وأشار أردوغان إلى أن الغرب لا يزال يواصل ألاعيبه نفسها تجاه دول المنطقة ويسعى لتقسيم البلاد على أساس «طائفي وعنصري»، ملمّحاً في حديثه إلى المساعدات التي يقدّمها الغرب للميليشيات الكردية شمال العراق وسورية ومنها «قسد»، التي يعتبرها نظامه تنظيمات إرهابية و«تهدف إلى إنشاء كيان خاص بهم».
واعتبر رئيس النظام التركي، أن ما يجري في العراق وسورية «مشابه لما يجري في أماكن أخرى كاليمن وتركستان وفلسطين وأفغانستان من قتل ومحاربة أهالي المنطقة وبثّ الفتنة الطائفية فيها»، مضيفاً: إن بعض الدول تسعى أيضاً لتحريض المواطنين في تركيا ضد بعضهم وتقسيمهم عنصرياً وطائفياً.
وتأتي تصريحات أردوغان في وقت تواصل فيه قوات بلاده المحتلة لأجزاء واسعة من الأراضي السورية شمالاً قصفها ولليوم الثالث على التوالي، قرى ريف محافظة الحسكة الشمالي، حيث سقطت قذائف على قريتي الدردارة وأم الكيف الخاضعتين لسيطرة ميليشيات «قسد» بريف ناحية تل تمر.
على الضفة الميدانية المقابلة، دوت انفجارات عدة مساء أمس في قاعدة الاحتلال الأميركي في حقل العمر النفطي بريف دير الزور الشرقي، وأفادت مصادر محلية في دير الزور لمراسل «سانا»، بسماع دوي الانفجارات في القاعدة تلاها تصاعد سحب الدخان من داخلها ولم يتم التأكد من طبيعة تلك الانفجارات.
ولفتت المصادر إلى أنه تلا الانفجارات تحليق مكثف لطيران الاحتلال الأميركي في أجواء المنطقة.
واستهدف هجوم بالصواريخ قاعدة الاحتلال الأميركي في حقل كونيكو النفطي في الثامن والعشرين من الشهر الماضي، وأدى حسب تقارير صحفية أميركية إلى وقوع إصابات في صفوف قوات الاحتلال وأضرار مادية.