«العين الساحرة».. تجربة عاطفية بصرية خاصة … حازم زيدان لـ«الوطن»: نحن بحاجة إلى التحرر من بعض التابويات المهيمنة علينا درامياً وفنياً وبصرياً
| سارة سلامة
فيلم «العين الساحرة» إخراج حازم زيدان وكتابته بالشراكة مع أمير أبو الخير كان ضمن خطة بيت السينما في كندي دمشق، ليكون بمتناول متذوقي الفن، وهو فيلم متوسط الطول يلامس النفس الإنسانية وما تحمله من واقعية وإعجاز.
يتحدث عن علاقة كاتب بزوجته في ظروف خاصة ومركبة، تتقاطع فيها حياتيهما مع رجل ثان يعيش في مكان آخر لتغدو العلاقة جدلية واقعية ومتخيلة.
وهو تمثيل: سامر إسماعيل، جابر جوخدار، لمى بدور.
ويعتبر أولى تجارب زيدان الإخراجية بعد تخرجه في المعهد العالي للسينما في مصر، ويشكل زيدان مع مجموعة من الشباب السينمائيين السوريين خطاً متميزاً في عصر الفن السينمائي، ويحمل الكثير من الشغف لتقديم أسلوب سينمائي جديد بتنا نفتقده في السينما السورية، ورغم كل الصعوبات ووعورة الطريق يعمل هذا الشاب عابثاً ليحقق لنفسه بصمة خاصة وأسلوب مميز هو حقا يؤمن به.
أمتلك أسلوباً خاصاً
وفي حديث خاص لـ«الوطن» بين المخرج حازم زيدان أنه: «بعد عودتي من مصر في العام 2017، كنت مفعماً بالحيوية والرغبة في إنجاز أولى أفلامي السينمائية وخاصة أنني ميال للسينما؛ واعتقد أنها تجربة شخصية نوعاً ما خاصة في بلادنا العربية، لأننا نفتقر إلى شباك التذاكر ولصناعة السينما الحقيقية المرتبطة بمؤسسات وما إلى ذلك، كنت مسكوناً بشغف تجربتي الأولى وهي عبارة عن تجربة شاعرية عاطفية أعبر من خلالها عن إحساسي البصري والحكائي والشخصي تجاه السينما بشكل عام، فقررت أن أخوض أولى تجاربي (العين الساحرة)، وقدمت السيناريو إلى المؤسسة العامة للسينما وتمت الموافقة عليه وكان هناك إقبال من المدير العام مراد شاهين بأن يقف إلى جانبي لإنجاز أولى تجاربي الاحترافية؛ وتم تعديل بعض القضايا على السيناريو وخضت التجربة بكامل الشغف والإصرار فعملت ما أشعر به بغض النظر عن التفكير بما هو صواب أو خطأ».
وبين زيدان أن: «الإنسان يجب أن يفعل ما يريد ومن ثم فإنه سيتعلم من تجاربه وسيعرف الصحيح من الخاطئ؛ والحقيقة أن ظروف هذا الفيلم كانت عظيمة رغم بعض الصعوبات التي لها علاقة بالإنتاج إلا أنني وفريق العمل تجاوزنا العقبات لذلك فأنا راض عن هذا الفيلم بالمطلق وكنت مستعداً أن أخطو خطوة أخرى للأمام، لكن للأسف بعد أن تم إنجاز «العين الساحرة» لم يأخذ حقه بالعروض، عرض مرة فقط في مهرجان سينما الشباب وحظي بآراء إيجابية جداً لأنه تجربة بصرية اعتقد أنها خاصة ومميزة وسينمائية بالمطلق؛ وقمت بإرسال الفيلم لأكثر من مهرجان وتم قبوله بمهرجان بيتر هوف في دورته الأولى بسان بطرسبورغ وحصدنا جائزتين عن أفضل إضاءة وتصوير وجائزة أفضل فيلم ورغم أنني لم أستطع الذهاب ولكني سررت جداً بالتجربة وواجهت صعوبات بتسويق الفيلم في الدول لأنه فيلم متوسط الطول».
وأضاف زيدان إنه: «بعد حصولي على الجائزة وإحساسي بأن الفيلم أخذ حقه خارجياً كنت أتمنى أن يقدم له برنامج عروض هنا، وقررت أن أخطو خطوة أخرى وأفكر في فيلم جديد إلا أن الطريق ابتدأ يصعب وتشتت بين الأدوار التلفزيونية المهمة التي يمكن أن تعرض علي، وكان من المفروض أن أنجز فيلماً قصيراً قبل أن أفكر بفيلم روائي طويل فقمت بإنجاز فيلم تراجيدي بالمطلق تجريبي اسمه «عم يوجعك شي» عبارة عن 6 دقائق ونصف دقيقة لم يعرض إلى الآن بشكل رسمي إنما عرض في بعض المهرجانات العربية مثل العراق؛ كان فيلماً خاصاً جداً مختلفاً تماماً عن «العين الساحرة» أحببت أن أعمل شيئاً مختلفاً من حيث الزمن والكثافة وطول اللقطات بالمونتاج أو التوليف التجريبي وسرد الحكاية بشكل غير كلاسيكي».
وعن تحضيراته كشف زيدان أنه: «الآن بصدد التحضير لفيلم روائي طويل، وقد قدمت السيناريو للمؤسسة العامة للسينما والآن هو بمرحلة القراءة حيث سيكون بداية الانطلاقة الحقيقية بالنسبة لي، وأتوقع أنني أمتلك أسلوباً خاصاً بمعالجتي للفيلم وأنا مصر وعنيد على السير في هذا الأسلوب وسأستمر به، لأنه لدي مشروع بصري فني روائي خاص بي، وفيلمي القادم سيكون استمرارية لنوع سينما أحبها، لأننا كشباب نحب أن تتركوا لنا الخيار فيما نشاء وبحاجة إلى ألا تغلقوا الأبواب في وجوهنا».
وتابع زيدان أننا: «نحن كشباب بحاجة إلى التحرر من مجموعة تابويات وأفكار مهيمنة ومسيطرة علينا درامياً وفنياً وبصرياً وفكرياً، نحتاج إلى عدد من الأعمال التجريبية كي نوصل صوتنا ومن ثم ننتقل لنحاكي الهم العام والناس وما إلى ذلك، وذلك ليس نكراناً لمن سبقنا ولا غروراً أو تغريداً خارج السرب إنما القصد هو أن نتحرر ونتميز بالتفرد؛ لأننا إذا مسكنا زمام الأمور فإنه يمكن أن نعمل موجة سينمائية جديدة».