سورية

«الناتو» لن يرسل قوات برية.. والعربي يراها «مسؤولية» العرب والمسلمين.. وأنقرة تلمح إلى جنودها..! أوباما يؤجل التعاون مع موسكو ضد داعش لما بعد التسوية في سورية..!!

| وكالات 

بعد هجوم كاليفورنيا، خرج الرئيس الأميركي باراك أوباما ليؤكد استعداد بلاده من أجل ضرب تنظيم داعش الإرهابي، وليعلن أن التعاون مع روسيا في قتال التنظيم بعد التسوية السياسية في سورية.
وقبل شهر من اجتماع تعقده الدول التي تحارب داعش تحت لواء تحالف واشنطن، في إيطاليا، شدد أوباما على أن بلاده لن تنجر إلى حرب برية ضد التنظيم المتطرف، وهو موقف أعلنه حلف شمال الأطلسي «الناتو»، في حين أعلن أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي أن مكافحة داعش «مسؤولية» أبناء الأمتين العربية والإسلامية في موافقة على مطالبة أميركية للدول العربية والإسلامية بمحاربة الإرهاب.
وفي سياق متصل، طالبت تركيا بإرسال «قوات برية فعالة» لدعم المعارضة المعتدلة في قتال داعش، في تلميح إلى جنودها على ما يبدو.
في التفاصيل، امتنع أوباما في خطابه النادر الذي ألقاه من المكتب البيضاوي عن إدراج موسكو على قائمة حلفاء واشنطن في مواجهة داعش، لكنه لم يستبعد التعاون معها بعد التسوية السياسية في سورية.
وقال أوباما في ثالث خطاب له إلى الأمة الأميركية يلقيه من البيت الأبيض منذ وصوله إلى البيت الأبيض قبل سبع سنوات، حسب موقع «روسيا اليوم»، إن التسوية السياسية في سورية «ستسمح لحلفائنا وأيضاً للدول مثل روسيا، بالتركيز على الهدف المشترك المتمثل في القضاء على داعش باعتباره تنظيما يهددنا جميعا». وذكر أن «المجتمع الدولي بقيادة أميركا، بدأ العمل على صياغة العملية ووضع الجدول الزمني لوقف إطلاق النار والتوصل إلى الحل السياسي للحرب السورية»، في إشارة إلى «عملية فيينا».
وشدد الرئيس الأميركي، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية، على أن تنظيم داعش «لا يتحدث باسم الإسلام»، ودعا المسلمين في الولايات المتحدة والعالم إلى التصدي «للفكر المتطرف». كما اعتبر أن الهجوم المسلح الذي نفذه زوجان في كاليفورنيا الأربعاء وأوقع 14 قتيلاً كان «عملاً إرهابياً». وأضاف: إن «التهديد الإرهابي حقيقي ولكننا سننتصر عليه»، مضيفاً «سنقضي على تنظيم (داعش) وعلى أي تنظيم آخر يحاول إيذاءنا». وأكد أنه «يجب علينا ألا ننجر مرة أخرى إلى حرب برية طويلة ومكلفة في العراق وسورية، فهذا ما تريده تنظيمات مثل (داعش)».
إلا أن مسؤولاً بالإدارة الأميركية قال للصحفيين، وفق وكالة «رويترز» للأنباء، إن البيت الأبيض مستعد لإرسال قوات خاصة إضافية لقتال متشددي تنظيم داعش. وقال المسؤول خلال اتصال مع الصحفيين قبل خطاب أوباما «إننا بالتأكيد مستعدون لهذا ونواصل المراجعة بشكل مستمر».
وجدد أوباما التأكيد أن المعركة ليست مع الإسلام بل مع «جزء لا يذكر من أصل أكثر من مليار مسلم حول العالم، بمن فيهم ملايين المسلمين الأميركيين الوطنيين الذين يرفضون إيديولوجية الكراهية التي يتبعها هؤلاء».
في سياق متصل، اعتبر المرشح لنيل ترشيح الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية، بيرني ساندرز، أن هزيمة داعش، تتطلب قوات برية مسلمة، مضيفاً إن على الولايات المتحدة أن تتعلم من دروس الماضي، وذلك في تكرار لما ذهب إليه وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الذي دعا إلى إرسال قوات برية عربية ومن المعارضة المعتدلة لمحاربة التنظيم المتطرف.
وأوضح ساندرز في مقابلة مع إحدى شبكات التلفزة الأميركية، وفق ما نقلت وكالة الشرق الأوسط المصرية للأنباء، أن الولايات المتحدة بحاجة للتعلم من دروس الماضي وأن تعمل مع الدول المسلمة لتوفير قوات برية لهزيمة التنظيم الإرهابي.
ومن القاهرة، أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية عن مواقف موافقة للدعوة الأميركية. وقال العربي في كلمته بمؤتمر «مؤسسة الفكر العربي» بمقر الجامعة، حسب موقع «اليوم السابع» الإلكتروني المصري: إن مواجهة الإرهاب لن تتم إلا بأبناء الأمة العربية والإسلامية معاً وأن المواجهة الناجحة لخطر الإرهاب هي التحدي الحقيقي الذي تواجهه دول المنطقة.
وفي صدى لتصريحات أوباما، استبعد الأمين العام لحلف «الناتو» ينس ستولتنبرغ إرسال قوات برية لقتال متشددي داعش في سورية. وقال ستولتنبرغ لصحيفة «تاغس أنتسايغر» السويسرية، وفق ما نقلت «رويترز»، عندما سئل عن نشر قوات برية بالإضافة للضربات الجوية «هذا ليس مطروحاً على جدول أعمال التحالف وأعضاء حلف شمال الأطلسي». وأضاف: «الولايات المتحدة لها عدد محدود من القوات الخاصة. لكن الأهم هو تعزيز القوات المحلية. هذا ليس سهلاً لكنه الخيار الوحيد». وشدد على أن الصراع ليس حرباً بين الغرب والعالم الإسلامي لكنه ضد «التطرف والإرهاب». وقال: «المسلمون على الخط الأمامي لهذه الحرب. معظم الضحايا مسلمون ومعظم من يقاتلون ضد (داعش) مسلمون. لا نستطيع أن نخوض هذا الصراع بالنيابة عنهم».
وأشار المسؤول الأطلسي إلى أن الحلف سيساعد تركيا على تحسين دفاعاتها الجوية بعد أن أسقطت أنقرة طائرة عسكرية روسية الشهر الماضي. مبيناً أن «الناتو» سيتبنى مجموعة إجراءات تخص تركيا قبل عيد الميلاد. وأكد ضرورة تخفيف حدة الأزمة مع روسيا بعد إسقاط الطائرة. ودعا روسيا لأن «تلعب دوراً بناء بشكل أكبر في المعركة ضد (داعش). حتى الآن ركزت روسيا على مهاجمة جماعات أخرى وركزت على دعم نظام (الرئيس) الأسد».
في أنقرة، استغل وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو خطاب أوباما، ليعلن أن العمليات الجوية فقط ليست كافية للقضاء على تنظيم داعش في سورية، وأن هناك حاجة لـ«قوة برية فعالة» لدعم «المعارضة المعتدلة» هناك.
ولم يوضح الوزير التركي خلال المقابلة التي أجراها مع قناة «كانال 24»، ونقلت وكالة «رويترز» مقتطفات منها، من هي الدول التي ستوفر «قوة برية فعالة». لكن يبدو أنه استخدم مصطلح «فعالة» ليشير حصراً إلى قوات بلاده..!
وتأتي هذه التطورات في وقت أعلن وزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني أن بلاده ستستضيف اجتماعاً الشهر المقبل للتحالف الدولي، وسط بحث غربي عن أفضل إستراتيجية لمحاربة داعش، وبعد أن تكون الجهود الدولية المكثفة قد أثمرت عن وقف إطلاق نار في سورية بحسب الإطار الذي وضعته «مجموعة الدعم الدولية بشأن سورية» في اجتماعها منتصف الشهر الماضي في العاصمة النمساوية فيينا.
ونقلت وكالة «رويترز»، عن جنتيلوني قوله للصحفيين إن إستراتيجية قتال التنظيم المتطرف ستناقش «في عدة اجتماعات أحدها سيكون في روما في غضون شهر ونصف في اجتماع للتحالف ضد داعش».
وسبق لرئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينتسي أن أعلن قبل يومين أن حكومته لا تنوي الانضمام للتحالف الذي تقوده واشنطن، محذراً من أن الغارات ستزيد فقط من الفوضى في المنطقة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن