شؤون محلية

المزارعون: التسعيرة لم تراع ارتفاع أجور النقل … الشركة السورية لتصنيع العنب في السويداء تبدأ استقبال الموسم

| السويداء - عبير صيموعة

بين مدير عام الشركة السورية لتصنيع العنب في السويداء فادي شقير لـ«الوطن» أن الشركة بدأت باستقبال العنب العصيري المراد تسويقه للعام الحالي من المزارعين حيث تبلغ خطة الشركة لهذا الموسم 8 آلاف طن، علماً أن الشركة جاهزة لاستقبال كامل العنب المورد من الفلاحين مع تحديد سعر الكيلو بـ1000 ليرة لكيلو العنب العصيري الأبيض و1200 ليرة لكيلو العنب الأسود، لافتاً إلى أن الشركة ستقوم بتسليم أثمان العنب للمزارعين تباعاً من تاريخ استلامه بأيام قليلة.

رئيس مكتب التسويق في اتحاد فلاحي السويداء أكد لـ«الوطن» متابعة الاتحاد للمزارعين ممن يقومون بتسليم مواسمهم من العنب للمعمل، وتقديم التسهيلات الممكنة أهمها قيام الاتحاد بوضع صهريج من مادة المازوت على باب المعمل حيث يتم تزويد كل جرار أو سيارة تقوم بنقل العنب بمادة المازوت التي تم تحديدها بـ10 ليترات لكل آلية في منطقة السويداء و15 ليتراً لمنطقتي صلخد وشهبا يضاف إليها 5 ليترات لكل طن عنب يتم تسليمه.

مزارعو العنب ممن التقتهم «الوطن» في الشركة أكدوا أن التسعيرة التي وضعتها اللجنة الزراعية الفرعية في المحافظة الخاصة بالعنب المراد تسويقه إلى المعمل والموافق عليها من وزارة الصناعة لا تتوافق مع التكلفة الحقيقية للكيلو، لأن تكلفة الدونم الواحد لهذا الموسم، وحسب ما أشاروا إليه، وصلت إلى نحو 434 ألف ليرة، متضمنة أجور التقليم التي تجاوز سقف ساعتها أربعة آلاف ليرة والفلاحة التي وصلت ساعتها على العزاقة إلى عشرين ألف ليرة، وعلى الجرار لخمسين ألف ليرة، ناهيك عن تكاليف أجور الرش التي كان لها النصيب الأكبر من التكاليف، والتي بلغت نحو 200 ألف ليرة، طبعاً لأربع رشات، تضاف إليها أجور النقل التي تعتبر المعضلة الأكبر في القضية.

وأضاف المزارعون: وفق هذه التكاليف فإن تكلفة إنتاج الكيلو الواحد من الكرمة فعلياً تجاوزت الـ1300 ليرة، ومنطقياً فإنها لا تتوافق على الإطلاق مع أسعار المبيع، مؤكدين أن تسعيرة العنب العصيري المراد تسويقه إلى معمل التقطير والبالغة 1000 ليرة للعنب الأبيض و1200 ليرة للعنب الأسود غير مُنصفة وفق تكاليف الإنتاج المذكورة، وخاصة أن أجرة نقل مادة العنب من البستان إلى المعمل تبلغ هذا الموسم نحو 80 ألف ليرة كحد أدنى وهي قابلة للتبديل في أي لحظة من أصحاب الجرارات، فضلاً عن أن تخصيص 15 ليتر مازوت للجرارات التي تقوم بنقل المادة إلى المعمل من مناطق المحافظة لا يكفي بالمطلق، حيث لا تتناسب الكمية مع المسافات البعيدة بين تلك المناطق ومعمل تصنيع العنب لتبقى فروقات الأسعار بين أجور النقل ومادة المازوت المخصصة لكل جرار هي المعضلة الأكبر في عمليات التسويق.

بدوره رئيس الغرفة الزراعية في السويداء حاتم أبو راس أكد لـ«الوطن» أن معمل تقطير العنب يعد صمام أمان لمزارعي الكرمة، خاصة أمام انعدام منافذ التسويق الداخلية، ولاسيما أن مزارعي العنب يعانون عند تسويق منتجهم إلى سوق هال مدينة دمشق من جراء ارتفاع أجور النقل، والأهم هو «الكمسيون» الذي يتقاضاه سوق هال مدينة دمشق والذي يصل إلى 7 بالمئة بمعدل 70 ليرة على كل كيلو غرام.

مدير زراعة السويداء أيهم حامد أوضح لـ«الوطن» أن التسعيرة وضعت بناء على الدراسة المقدمة من المديرية المتضمنة تكاليف إنتاج العنب حيث كانت التسعيرة قريبة من هذه التكاليف، لافتاً إلى أن التسعيرة هذا الموسم مقبولة وقد لاقت ترحيباً من المزارعين، موضحاً أن إنتاج المحافظة من العنب هذا الموسم يقدر بنحو 54 ألف طن، 25 بالمئة منه يذهب لصناعة الدبس والزبيب، في حين القسم الأكبر من الإنتاج يباع ضمن الأسواق المحلية للمحافظة، وهو عنب المائدة، إضافة لتسويق قسم من العنب العصيري إلى معمل تقطير العنب.

في السياق ذاته أكد المزارعون القائمون على زراعة عنب المائدة معاناتهم من البحث عن منافذ تسويقية له من جراء انعدامها، الأمر الذي أبقى إنتاجهم من عنب المائدة في قبضة التجار والسماسرة الذين يشترونه منهم بأسعار زهيدة لا تتجاوز 900 ليرة للكيلو الواحد ليياع في الأسواق المحلية بسعر 2000 ليرة للكيلو الواحد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن