عربي ودولي

بوتين توجّه إلى الشرق الأقصى الروسي لحضور فعاليات عدة والاطلاع على مناورات «فوستوك 22» … موسكو: أوروبا ارتكبت الكثير من الأخطاء ويتوجب عليها دفع ثمنها

| وكالات

من كامتشاتكا إلى فلاديفوستوك، لحضور فعاليات شبابية واقتصادية والاطلاع على أنشطة أخرى، أهمها فعاليات مناورات «فوستوك 22»، أهم جدول أعمال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال رحلته إلى الشرق الأقصى الروسي والتي بدأها أمس، على حين أكدت موسكو أن أوروبا ارتكبت الكثير من الأخطاء التي سيتوجب عليها دفع ثمنها، موضحة أن موضوع المحادثات مع كييف ممكن لكنها ستتمحور حول كيف سيتم الوفاء بشروط روسيا من قبل أوكرانيا، وأنها مستعدة لإجراء محادثات بناءة مع الولايات المتحدة حول قضايا الاستقرار الإستراتيجي والأمن الدولي.
وفي التفاصيل بدأ بوتين، أمس الأحد، رحلته إلى الشرق الأقصى الروسي بالتوجه إلى كامتشاتكا، حيث سيشارك في منتدى بيئي للشباب، ويعقد اجتماعاً حول تنمية المنطقة.
ونقلت وكالة «نوفوستي» عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف: «سيذهب الرئيس أولاً إلى كامتشاتكا، سيكون هناك يوم عمل كامل، وسيلتقي بالمشاركين في منتدى الشباب الإيكولوجي لعموم روسيا».
وكان بوتين قد وعد بحضور المنتدى البيئي الأول للشباب في كامتشاتكا في عام 2022 أثناء زيارته لمعرض وكالة المبادرات الإستراتيجية «ASI» في كانون الأول الماضي.
كما يعتزم بوتين زيارة مركز تنمية الطيور الجارحة التابع لمركز كامتشاتكا للصقور، وسيلتقي حاكم المنطقة فلاديمير سولودوف.
بعد زيارة كامتشاتكا، سيتوجه بوتين إلى فلاديفوستوك للمشاركة في المنتدى الاقتصادي العالمي هناك، كما سيحضر عدة فعاليات أخرى.
وسيعقد المنتدى الاقتصادي العالمي في الفترة من 5 إلى 8 الشهر الحالي في حرم جامعة الشرق الأقصى الفيدرالية بمدينة فلاديفوستوك.
كما سيزور بوتين ويطلع غداً على فعاليات مناورات «فوستوك 22» للقوات المسلحة.
من جانب اخر نقلت قناة «روسيا اليوم» عن بيسكوف قوله: «أوروبا ارتكبت الكثير من الأخطاء التي سيتوجب عليها دفع ثمنها، وها هي تدفع الثمن الآن بخروجها من إطار الراحة والرفاهية الخاصة بها»، وأشار بيسكوف إلى أن الوضع في أوروبا سيتدهور مع قدوم الشتاء وموجات البرد.
وأضاف إن «رفض أوروبا لخدمة معدات خط أنابيب الغاز «السيل الشمالي» ليس خطأ شركة «غازبروم»، ولكن وفقاً للعقد، يجب عليهم صيانتها، فهذا ليس خطأ شركة «غازبروم» بل إنه خطأ هؤلاء السياسيين الذين اتخذوا قراراً بشأن العقوبات، وهؤلاء السياسيون المؤسفون هم الذين يجبرون الآن مواطنيهم على الموت بسبب الصدمات عندما يرون فواتير الكهرباء، والآن، عندما يصبح الجو أكثر برودة، سيصبح الوضع أسوأ».
من جانب آخر وصف بيسكوف الوضع بدعم الاتحاد الأوروبي لنظام كييف، بالمروع، منوهاً بأنه من الفظاعة أن تكون الأسلحة الألمانية في أيدي النازيين الذين أطلقوا النار على الجيش الروسي، قائلاً: «حقيقة أن الأسلحة الألمانية في أيدي المتطرفين الذين يطلقون النار على رجالنا هي حقيقة وحشية، وحقيقة أن ألمانيا والدول الأوروبية الأخرى تدعم بلداً يسمح نظامه للنازيين بالسير في الشوارع مع الرموز النازية هو في الواقع أمر مروع».
إلى ذلك أوضح بيسكوف أن موضوع المحادثات بين موسكو وكييف ممكنة لكنها ستتمحور حول «كيف سيتم الوفاء بشروط روسيا من قبل أوكرانيا»، ورداً على سؤال حول ما إذا كانت شروط موسكو ستظل كما هي، أجاب المتحدث باسم الكرملين «بكل تأكيد».
وعلى خط موازٍ أشار مدير دائرة التخطيط السياسي في وزارة الخارجية الروسية أليكسي دروبينين بأن موسكو مستعدة للحوار حول قضايا الاستقرار الإستراتيجي والأمن الدولي، وأنها تأمل في أن يكون لدى الولايات المتحدة الفطرة السليمة والرصانة.
ونقلت وكالة «سبوتنيك» عن دروبينين قوله في مقابلة مع مجلة «ميجدونارودنيا جيزن»: «إن العمليات المرتبطة بأفعال خصومنا في مجال التطوير العسكري، وكذلك التغييرات العقائدية، تخضع لرقابة خاصة، روسيا، إلى جانب الولايات المتحدة، إحدى أكبر قوتين نوويتين، ونعتقد أنه مع الولايات المتحدة، لدينا مسؤولية خاصة للحفاظ على الاستقرار الإستراتيجي والأمن الدولي».
وأشار دروبينين إلى أن مسألة حاجة روسيا للتفاعل مع الأميركيين لا تستحق العناء، وأن الاستقرار العالمي ورفاهية البشرية جمعاء يعتمدان على مثل هذا التفاعل.
من جانب آخر نقلت وكالة «تاس» عن نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري مدفيديف، بأن ألمانيا تتفاجأ بالمشكلات في مجال إمدادات الغاز من روسيا، على الرغم من حقيقة أن برلين نفسها أعلنت حرباً هجينة عليها وتعمل كعدو لها، ونقلت الوكالة عن المسؤول الروسي تعليقاً من صفحته على «تيلغرام»، أمس الأحد، على تصريح للمستشار الألماني أولاف شولتس، حيث قال مدفيديف: «كيف! لقد شعر بالإهانة مرة أخرى… ألمانيا: أولاً، بلد غير صديق، ثانياً، فرضت عقوبات على الاقتصاد الروسي بأكمله وعلى مواطنيه، ثالثا، تزود أوكرانيا بأسلحة فتاكة موجهة ضد قواتنا المسلحة. بعبارة أخرى، هي شنت حرباً هجينة ضد روسيا، لذلك تتخذ ألمانيا كعدو لروسيا».
وأضاف إن شولتس مع كل ذلك يعبر عن دهشته لأن الألمان يواجهون قضايا صغيرة في مجال الغاز.
وأعلن المستشار الألماني، أولاف شولتس، في وقت سابق أمس أن روسيا لا تعد مورداً موثوقاً للطاقة لأنها لا تنفذ التزاماتها وفق العقد منذ وقت بعيد.
ميدانياً أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن القوات الأوكرانية تكبدت خسائر فادحة أثناء محاولتها التموضع في مناطق باتجاه مقاطعة نيكولايف، ونقلت «روسيا اليوم» عن وزارة الدفاع الروسية قولها في الإفادة الصحفية أمس، إن نظام كييف يواصل المحاولات الفاشلة لكسب موطئ قدم في مناطق معينة في اتجاه نيكولاييف-كريفي وروج.
وأضافت إن سلاح الطيران الروسي وقوات الصواريخ والمدفعية قصفت القوات الأوكرانية، وكبدت العدو خسائر فادحة تمثلت في تدمير 11 دبابة و17 مركبة قتال مشاة، بما في ذلك أربع مركبات قتال مشاة من طراز «برادلي» أميركية الصنع، و10 مركبات قتالية مصفحة أخرى، و5 شاحنات صغيرة مزودة بمدافع رشاشة ثقيلة كما تم القضاء على أكثر من 150 جندياً، بالإضافة إلى ذلك أسقطت الدفاعات الجوية مقاتلة أوكرانية من طراز «سو-25».
ودمرت القوات الروسية، باستخدام أسلحة عالية الدقة نقاط الانتشار المؤقت لوحدات لواء الهجوم الجوي الثمانين ومخزن للذخيرة بالقرب من منطقة كراماتورسك، بجمهورية دونيتسك الشعبية.
وتمت تصفية أكثر من 120 جندياً أوكرانياً وتدمير 11 وحدة من المركبات المدرعة والخاصة.
ونتيجة الضربات النارية المركزة على مواقع وحدات ألوية المظليين 30 و95 في مقاطعة خاركوف وجمهورية دونيتسك الشعبية، تمت تصفية 110 مقاتلين.
وفي منطقة كوراكوفو في جمهورية دونيتسك الشعبية، تم توجيه ضربة بأسلحة عالية الدقة نفذتها القوات الجوية الروسية ما أسفر عن مقتل نحو 50 مسلحا أجنبيا.
وفي مقاطعة خيرسون تم اعتراض 3 صواريخ أميركية الصنع مضادة للرادار من طراز «HARM»، بالإضافة إلى سبع قذائف صاروخية بين 4 صواريخ «هيمارس».
وقالت وزارة الدفاع الروسية إنه على الرغم من وجود ممثلي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في محطة الطاقة النووية زابوروجيه، فإن نظام كييف يواصل الاستفزازات ما يهدد بحدوث كارثة.
وأوضحت أن القوات المسلحة الأوكرانية أطلقت أول أمس 8 طائرات مسيرة لضرب أراضي محطة الطاقة النووية.
وأكدت أن القوات الروسية تمكنت من تحييد الطائرات المسيرة بعد اقترابها من المحطة بواسطة معدات الحرب الإلكترونية، والتخلص من القنابل التي كانت تحملها في أماكن مهجورة على مسافة تزيد عن كيلومتر ونصف من المحيط الأمني للمحطة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن