توفي شاب أمس بعد ساعات على نقله من معتقل تديره ميليشيات«قوات سورية الديمقراطية – قسد» في حي الشيخ مقصود بمدينة حلب نتيجة عمليات التعذيب التي تعرض لها داخل السجن، بينما واصلت الميليشيات حملة اعتقالاتها لليوم الـ11 في «مخيم الهول» جنوب شرق الحسكة.
وذكرت مصادر محلية وأهلية، وفق مصادر إعلامية معارضة، أن الشاب (د. ع) من مهجري منطقة عفرين المحتلة شمال غرب حلب وقد فارق الحياة بعد ساعات من نقله من معتقل أقامته ما تسمى قوات «الاسايش» التابعة لـ«قسد» في الحي المذكور إلى مستشفى بمدينة حلب، مشيرة إلى أنه اعتقل دون معرفة التهمة الموجهة إليه.
ولفتت المصادر إلى أن آثار التعذيب كانت واضحة على أماكن عدة في جسده، في حين أكدت عائلة الشاب تعرض ابنهم للتعذيب، وفق ما أخبرهم الطبيب الشرعي الذي كشف على الجثة، وشاهد آثار التعذيب على صدره وساقه، وقد فارق حياته إثر ذلك.
وينحدر الشاب من قرية الغزاوية في ناحية شيراوا بريف عفرين، وكان يعمل مع ما تسمى «الإدارة الذاتية» الكردية التي تهيمن عليها «قسد» في مجال «الأرشيف»، واعتقل من دون توجيه تهم قبل نحو 15 يوماً من داخل محله في حي الشيخ مقصود.
في الأثناء، واصلت «قسد» الحملة التي تشنها في «مخيم الهول» تحت مسمى «الإنسانية والأمن» لليوم الحادي عشر على التوالي، وتقول إن الهدف منها هو القبض على أشخاص لهم صلات بتنظيم داعش الإرهابي.
ونقل موقع «اثر برس» الالكتروني عن مصادر، أن «قسد» اعتقلت في اليوم الحادي عشر من حملتها 14 شخصاً وأزالت خمس خيام، ليرتفع عدد المعتقلين منذ بداية الحملة في الخامس والعشرين من الشهر الماضي إلى 144، وعدد الخيام التي تمت ازالتها إلى 60 خيمة، إضافة لمصادرة عدد كبير من الأجهزة الخليوية.
ووفق المصادر، فإن الحملة لم تسفر حتى الآن عن ضبط أي من الأسلحة التي استخدمت في جرائم القتل التي شهدها المخيم في الآونة الأخيرة، وذلك على الرغم من مزاعم قيادات «قسد» بأن الحملة هدفها ضبط الواقع الأمني داخل المخيم.
لكن وكالة «هاوار» الكردية، ذكرت أن «قسد» عثرت خلال عمليات التفتيش في اليوم الحادي عشر للحملة في القطاع الخامس من «مخيم الهول» على 388 رصاصة لسلاح كلاشينكوف، مشيرة إلى أن عمليات البحث مستمرة في القطاع المذكور.
وخلال الأيام الماضية من الحملة ذكرت «الأسايش» أنها عثرت على ألبسة تابعة لقوات الاحتلال التركي في القطاع الثاني من المخيم، في دليل جديد على علاقة النظام التركي بمسلحي داعش.
وجاءت حملة «قسد» في «الهول» على خلفية تزايد كبير في جرائم القتل والاختطاف داخل المخيم وسط تدهور الأوضاع الأمنية فيه وعجز الميليشيات عن ضبطها.
وتحتجز «قسد» في مخيماتها شمال وشمال شرق البلاد التي يعد الهول أبرزها، إضافة إلى نازحين سوريين وعراقيين، آلافاً من مسلحي تنظيم داعش وعائلاتهم بينهم الكثير من الأجانب الذين ترفض بلدانهم الأصلية استعادتهم خوفاً من أن يرتد عليها إرهابهم، بعدما قدمت تلك الدول الدعم لهم في سورية.