سورية

كرمت نجوم سورية الأوائل في الشهادة الثانوية بجميع فروعها … السيدة أسماء الأسد: احتفاؤنا بالمتفوقين رسالة للمجتمع لتكريس التفوق كقيمة سامية

| الوطن

كرمت السيدة أسماء الأسد أمس، نجوم سورية الأوائل في الشهادة الثانوية بفروعها العلمية والأدبية والمهنية في حفلٍ رسمي يليق بتفوقهم وإنجازهم، حضره الطلاب وأهلوهم ومديرو مدارسهم.

أربعةٌ وأربعون نجماً أضاؤوا سماء التفوق، فكانوا أبطالاً للعلم يحملون معهم حروفاً من ذهب، ليكونوا أوائل سورية، نجوم الشهادة الثانوية بفروعها العلمية والأدبية والمهنية، أمسكوا علامة الكمال بقبضات عقولهم، فلا تنقص العلامة مثقال شعرة، لأنهم الأوائل في الإرادة، في الاجتهاد، في المسؤولية، استحقوا أن تفخر بهم سورية.

الحفل الذي أقامته رئاسة الجمهورية في قصر الشعب، تضمن عرض فيلم عن الطلبة المتفوقين وتجربتهم وسباقهم نحو العلامة الكاملة التي نالوها، وأبواب التحدي التي صارت منذ اليوم أوسع وأكبر، وعيونهم ترنو لوطن أفضل ومستقبل أجمل وانتصار أكثر قوة، وخلفهم أهلٌ يصابرون على الصعاب، ومدرسةٌ ومعلمون يفردون لهم مناهل العلم والمعرفة.

وعقب تكريمها للمتفوقين بأوسمة تحمل اسم سورية، أكدت السيدة أسماء أن سورية كلها فخورةٌ بهم، «وكل طالب وطالبة منهم هو قصة نجاح، وحكايةُ تحدٍ مملوءة بالدروس والعبر.

وقالت: «التفوق ليس حالة مجردة منفصلة عن محيطها، وإنما مرتبط بشكل كامل بالبيئة والظروف، ويأخذ أهميته منهم، والمتفوق بالظروف الطبيعية لا يشبه المتفوق تحت القصف ومواجهة الإرهاب، والتفوق خلال الحرب مع الإرهاب ليس كما التفوق في ظل ظروف الحصار والمعاناة المعيشية التي لن تمر على بلد مثلما مر على بلدنا في العصر الحديث».

وأضافت السيدة أسماء: «هذه الظروف الاستثنائية تمنح هذا التفوق اليوم معنى استثنائياً قياسه يتجاوز العلامة، التي جرى تحصيلها والساعات التي درستم فيها، فالتفوق قياسه الإرادة والصلابة والإصرار الذي ميزكم عن غيركم، وطالما الظروف تتغير فمن الطبيعي أن تتطور رؤيتنا للتفوق فالمفهوم يتوسع ليشمل الاختصاصات كلها العلمية والمهنية».

ولفتت السيدة أسماء إلى أن التكريم يشمل ولأول مرة الأوائل من المدارس التابعة لوزارة النفط والنقل والزراعة، بالإضافة للأوائل بالاختصاص العلمي والأدبي والشريعة وكل الأفرع المهنية التابعة لوزارة التربية.

واعتبرت السيدة أسماء أن هذا التنوع بالاختصاصات تزداد أهميته وتتضاعف في ظروف الحرب والحصار، لأن البلاد بحاجة لكل عقل يفكر وكل يد تعمل وكل قلب ينبض بمحبة الوطن، وأضافت: «بكل تأكيد لا يوجد اختصاص أفضل من آخر وكل القطاعات تتكامل مع بعضها بمجتمعنا، والأهمية تأتي من الشغف والإتقان والشعور بالمسؤولية، ومن النجاح الذي يتم تحقيقه بأي عمل نقوم به ومن القيمة المضافة المقدمة لمجتمعنا، والتفوق يجري توظيفه من خلال النظر له من رؤية واسعة»، معتبرة أن التفوق هو مسؤوليات وهو مسؤولية التطور المستمر والانتقال من الجيد للأفضل، وهو مسؤولية الطموح المستمر من العالي للأعلى، بالمهارات والخبرات والنجاحات، وهو رد الجميل للوطن الذي قدم جميع الفرص من أوسع الأبواب حتى يتمكن المتفوقون من الوصول للمراتب التي حققوها اليوم، وهو غيرية وليس أنانية ننجح ونسعى للآخرين بالنجاح أيضاً.

وقالت: «أنتم أوائل سورية أمام مرحلة جديدة بحياتكم وهي مرحلة الدراسة الجامعية وكما نعلم جميعنا الجامعة هي صرح حضاري وعلمي، وأيضاً ساحة وطنية يلتقي فيها كل أطياف المجتمع السوري بمكان واحد، وبالتالي فرصة فريدة للتعرف إلى الوطن بكل جوانبه، والمعرفة التي سيتم تكوينها خلال هذه المرحلة ستشكل الأساس الذي سيتم الانطلاق منها عند تحليل أسباب المشاكل التي نعاني منها وطرح الحلول لها».

ولفتت السيدة أسماء إلى أن الكتاب والدراسة هي أدوات مهمة لكن العلاقات والصداقات التي سيتم تكوينها هي بنفس الأهمية والنجاح الذي سيتم تحقيقه لفهم المجتمع خلال هذه المرحلة وسيمهد للنجاح على مستوى وطني بالمستقبل، وأضافت: «إذا استطعنا جمع كل هذه العناصر مع بعضها واستطعنا تحويل التفوق لحالة إنتاج وفائدة عامة، وقتها سنكون انتقلنا من التفوق نحو التميز، ومن التفوق الذي ربما يشكل حالة عابرة مرتبطة بزمن أو بظرف أو بعمر أو بامتحان، إلى التميز الذي يشكل حالة ثابتة والصعود فيه باستمرار، وبالتالي نكون تجاوزنا الاختصاص الضيق نحو المعرفة الشاملة، والشخصية القيادية الطموحة التي تواجه التحديات بدل الهروب منها والقادرة على الإبداع بشكل مستمر والعطاء بلا حدود».

وتابعت السيدة أسماء: «احتفاؤنا اليوم هو تقدير عالٍ لكل الجهود التي بذلتموها وللتعب وبالطبع للعلامة التي تمكنتم من تحصيلها، وهو أيضاً رسالة للمجتمع لتكريس التفوق كقيمة سامية، وهذا يتطلب تضافر الجهود والتعاون، لأن التفوق هو ليس حصاداً للطالب فقط، وإنما حصاد لكل شخص ساهم به، وأولهم الأهل الذين ربوا وتعبوا وزرعوا مفاهيم صحيحة وقيماً سامية بأولادهم تجعلهم يرفعون رؤوسهم بهم، وأيضاً الكادر التدريسي وهؤلاء هم الجنود بمعركة العلم والمعرفة الذين يفنون حياتهم بصمت وصبر ليقدموا لأولادنا، وبالتالي لمستقبل بلدنا، أفضل ما يمكن».

وتوجهت السيدة أسماء في نهاية حديثها إلى الطلاب المتفوقين بالقول: «أنتم أوائل سورية لكل واحد منكم قصة نجاح وحكاية تحدٍّ مملوءة بالدروس والعبر، وتشكلون مع أهاليكم وأساتذتكم جزءاً من حكاية وطن، سيبقى أقوى وسيرجع أفضل من خلال إيماننا بأن المستقبل للعلم، للتفوق، للعمل وللإنتاج، سورية كلها فخورةٌ بكم وبانتظاركم بتفوق جديد وتميز يعود بالخير لسورية ولكم».

وخلال الحفل تحدث الطالب صفوان جلال الحجي الذي كان من المتفوقين في عام 2016 وكرمته السيدة أسماء الأسد، عن تجربته والتحديات التي خاضها في المرحلة الجامعية خلال دراسته في كلية الهندسة المعلوماتية بجامعة حلب حيث تابع تفوقه فيها، وهو اليوم يتابع دراسة الماجستير في الجامعة الافتراضية السورية، حيث روى بعضاً من نجاحاته وإصراره على الاستمرار في هذا النجاح والمثابرة.

كما تحدثت الطالبة المتفوقة جولييت عن المواجهة التي تخوضها اليوم في محاربتها للسرطان وسعيها لمواصلة العلم والتفوق، حيث حملت تفوقاً من نوع آخر ويقودها إصرارها على المضي في معركتها ضد الألم والقلق لتنتصر على مرض السرطان وتواصل تحقيق حلمها في خدمة وطنها.

حفل تكريم المتفوقين جرى بحضور وزير التربية دارم طباع ووزير التعليم العالي والبحث العلمي بسام إبراهيم، ورئيس الاتحاد الوطني لطلبة سورية دارين سليمان، إلى جانب أهالي الأوائل في الثانوية العامة بفروعها كافة لعام 2022 ومديري المدارس التي ينتمي إليها الطلاب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن