الاحتلال التركي جدّد استهداف شمال حلب.. وواصل اقتلاع السكان من مساكنهم وأراضيهم … الجيش يردي دواعش في البادية.. والجهات المختصة تقضي على متزعم من التنظيم بريف درعا
| حلب- خالد زنكلو - حماة - محمد أحمد خبازي - دمشق - الوطن - وكالات
بينما نفذت الجهات الأمنية المختصة أمس عملية أمنية خاطفة قضت خلالها على قيادي في تنظيم داعش الإرهابي في جنوب البلاد، وكبد الجيش العربي السوري التنظيم خسائر كبيرة في البادية الشرقية، جدد الاحتلال التركي استهدافه قرى وبلدات ريف حلب الشمالي وسط موجة نزوح للسكان الذين تركوا مساكنهم وأراضيهم وراء ظهورهم جراء القصف المتكرر والعشوائي الممنهج من جيش الاحتلال ومرتزقته.
وأعلن مصدر أمني، أن الجهات الأمنية المختصة نفذت عملية أمنية خاطفة تمكنت خلالها من القضاء على الإرهابي محمد إياد عبد الرزاق الملقب «أبو قاسم العقرباوي» من أهالي محافظة القنيطرة والذراع المنفذة للإرهابي المقتول أبو سالم العراقي التابع لتنظيم داعش.
ولفت المصدر حسب ما ذكرت وكالة «سانا» إلى أن العملية تمت بعد محاصرة العقرباوي وتطويق مقره والاشتباك معه، مشيراً إلى مصادرة أسلحة متنوعة ضمن المقر وإصابة أحد العناصر المنفذة بجروح طفيفة.
وأوضح أن العقرباوي شارك في العديد من عمليات الاغتيال والاعتداءات الإرهابية التي تمت خلال الأشهر الماضية بما فيها عملية استهداف إحدى حافلات الجيش عبر تفجيرها واختطاف عناصر من الجيش وقتل عناصر مخفر شرطة المزيريب بالتعاون مع الإرهابي «أبو طارق الصبيحي» كما شارك في اغتيال عضو لجنة المصالحة في درعا الشيخ «أحمد البقيرات».
وفي الـ15 من الشهر الماضي، قضت الجهات الأمنية المختصة على الإرهابي محمود أحمد الحلاق الملقب أبو عمر الجبابي وهو أحد متزعمي داعش في المنطقة الجنوبية وقبله في العاشر من الشهر ذاته على الإرهابي في التنظيم المدعو «أبو سالم العراقي» في بلدة عدوان بريف درعا الغربي.
وأما في البادية الشرقية، فقد شن الطيران الحربي السوري والروسي المشترك غارات مكثفة على مواقع داعش في منطقة الرصافة ببادية الرقة الجنوبية، وذلك حسب ما ذكر مصدر ميداني لـ«الوطن» أوضح أن وحدات الجيش كبدت الدواعش خسائر بالأفراد، خلال متابعتها عملياتها البرية في تمشيط قطاعات البادية من خلايا التنظيم.
إلى منطقة «خفض التصعيد» شمال غرب البلاد، حيث أكد مصدر ميداني لـ«الوطن» أن وحدات الجيش العاملة في قطاعي ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي وجهت رمايات صاروخية ومدفعية مكثفة لمواقع ما تسمى غرفة عمليات «الفتح المبين» التي يقودها تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي في العنكاوي وخربة الناقوس والسرمانية بسهل الغاب الشمالي الغربي، في حين استهدفت وحدات أخرى مقار لمسلحي التنظيم في الفطيرة وكفرعويد وسفوهن وكنصفرة وبينين والرويحة ودير سنبل ومعربليت ومجدليا بمنطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي.
وأوضح، أن استهدافات الجيش جاءت رداً على اعتداءات إرهابيين من «الفتح المبين» على نقاط للجيش بقذائف صاروخية، في محاور بسهل الغاب وريف إدلب الشرقي.
في المقابل، أوضحت مصادر أهلية في ريف حلب الشمالي لـ«الوطن»، أن قصف الاحتلال التركي ومرتزقته المستمر على تجمعاتهم السكنية لأكثر من 100 يوم، خلّف عشرات الشهداء والجرحى وتسبب بموجات نزوح متلاحقة للسكان عقب تدمير منازلهم وممتلكاتهم، وذلك منذ إعلان النظام التركي في الـ23 من أيار الفائت نيته شن عدوان لاقتطاع أراض سورية داخل شريط حدودي عمقه 30 كيلو متراً لإقامة ما سماه «المنطقة الآمنة» المزعومة.
وبينت، أن عمليات تهجيرهم من مناطقهم تفاقمت إثر تكثيف الاحتلال التركي ومرتزقته، قصف قراهم وبلداتهم نهاية تموز الماضي بعد أن حدد تل رفعت ومنبج هدفاً أولياً لعملية الغزو عقب عيد الأضحى المنصرم، إلا أن القصف المدفعي والصاروخي لم يتوقف باتجاه مناطقهم على الرغم من ثني رئيس النظام رجب طيب أردوغان عن تحقيق مراده في قمة طهران التي جمعته بالرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والإيراني ابراهيم رئيسي ثم قمة سوتشي مع بوتين.
وأمس، واصل الاحتلال التركي قصفه المدفعي والصاروخي، من قاعدته العسكرية في قرية ثلثانة قرب بلدة مارع، نحو بلدتي شوارغة والشيخ عيسى، ما دفع من تبقى من الأهالي للنزوح باتجاه مدينة تل رفعت ومحيطها، وفق قول مصادر محلية شمال حلب لـ«الوطن».
وذكرت المصادر، أن القصف التركي طال، كعادته، محيط تل رفعت حيث يتم إيواء السكان المهجرين وذلك في مسعى من الاحتلال للانتقام منهم وإعادة تهجيرهم إلى مناطق أكثر أمناً لم تعد متاحة أمام خط نزوحهم، الأمر الذي تسبب بمأساة إنسانية نتيجة عدم توافر الخدمات الأساسية للمهجرين الذين سبقهم إلى المنطقة أكثر من 150 ألف مهجر من منطقة عفرين إبان احتلالها من جيش النظام التركي في آذار 2018.
في ريف حلب الشمالي الشرقي، أفادت مصادر أهلية لـ«الوطن»، أن جيش الاحتلال التركي ومرتزقته ركزوا قصفهم يوم أمس بقذائف المدفعية والهاون على بلدة جبلة الحمرة غرب منبج، وذلك من قاعدة الاحتلال في قرية الكريدية، من دون التأكد من وقوع إصابات بشرية في صفوف السكان الذين تضررت ممتلكاتهم بشكل كبير.